سَبْعُونَ عَامًا لَمْ أَلِجْ قِسْماً
لا مُدَّعٍ أو مُدَّعيً أَنِّي مُخَالِفُ أيِّ أَمْر
أَو شَاهِدًا إِلا شهُودَ مُصالَحَة
بالقَنْطَرَة، مَرَّةْ، وعلى سبيلِ الحَصْر
وبرغم أني للقضاءِ مُقاطِعٌ لَمْ
أنْكَسِرْ حتَّى ولوْ جَرَّتْ حروفُ الجر
الرزقُ مَضْمونٌ بوَعدِكَ ربَّنا
فـَلِمَ الشِقاقُ على حُطامِ الدَّهْر؟
مهما اعتدى العادُون، رِزْقي
لَمْ يزَلْ، ما ضاع منه ولا قُلامَةُ ظُفْر
ولمن أساءَ تأوُّلاً أو طامعاً سامحتُه
أمَّا الذي بجَهالةٍ؛ فوَّضْتُ فيه الأمر
لكَّنني من أجل فَحْصِ قَضائِنا
لعِلاجِهِ أُدْلِي بنُصْحِي مُبْتغٍ للأجْر
ولْتَصْفَحوإنْ زَلَّ قلمي أو لساني
أنا لستُ خصما، بل شهادةُ عَصْر
فيكم رجالٌ كالشموسِ ، وخيرُ
تاجٍ للرءُوس، نُجِلُّهُم وبكل فَخْر
الحَقُّ دَيْدَنُهم، وغايتُهم، وقائدُهم
ورائدُهـــــم بإعـــلانٍ وسِـــــــــر
*********
إن يَحْكُموا فالعدلُ مَقْصِدُهم وليس
بضارِّهِم أن يُغضِبوا عَبْدًا وحُـــر
بذلوا قُصارَي جُهْدَهم، يَرْجون
رحمةَ رَبِّهم، يخْشونَه، أين المَفر
نَشمَخْ بهم؛ لايَشمَخون؛ لربِّهم
متواضِعون، يُجاهِدون بلا ضَجَر
لا يدَّعون نُبُوَّةً أو عِصْمَةً، وبعونِه
مُسْتَمْسِكون؛ ولا تَعالٍ أو أشَــر
ولسانُ حالِهِمُ إذا خَفِيَ الدليلُ تَضَرُّعٌ
في جَوْفِ ليلٍ أو قُنوتٌ بالسَّحَر
يا مَن سُليْمانَ النَّبِيَّ المُجْتَبَي فَهَّمْتَه
بَيِّنْ لنا وأَمِدَّنا نورَ البصيرةِ والبَصَر
نَفَرٌ كثيرٌ ضِمْنَ نِـيـلِ قَضائِـنا
ينْسابُ من أعْلَي الجبل في مُنْحَدَر
والخَيرُ يَحْمِلُ سَيْـلُـهُ زَبَدًا فيعلو
شامِخاً ورَصِيدُه عُـجْـبٌ وكِـبــْــر
لكنه رابٍ بـنَـصِّ كتابنا، يذهب
جُــفـــاءً، لا يدومُ بأي أرضٍ أو ببئر
أهْمِسْ بأذُنِ أولئكم، ما خطبُكم؟
فيمَ الشموخُ؟.. داءَ قضاةِ مِصــــر!
فيم الشموخ وقد هَدَمْتُم عامِدين
البرلمــــانَ تَغَــــوُّلاً حَسَداً بِذُعْـــر
*********
ألِأَنَّ نَصًّا لَمْ يَرُقْ في ظنِكُم، ما أن
صَفا ماءٌ لنَرْوِي منه ألقيتم حجر
الشعبُ ما صاغ النصوصَ، رغم َ
عوارِها قد أُعْلِنَت، فأين كنتم يا بشر؟
أَتَخـــاذُلٌ خَـنْـساً؟ تـآمرتـم ومَـنْ
قد خَطَّطوا للصَّيْدِ في الماءِ العَكِر
أو ذاك عَدلٌ أن ترى لُغْمَاًبنصٍ
بيننا؟ لمَّا نُسِفْ، لَمْ يُبْقِ عَيْناً أو أثر
وتَغُضُّ طَرْفَك عنه حتى تَفْجُرَه!!
حُكْمٌ مُسَيَّسُ، جائرٌ والأصلُ ألَّا يُعْتَبَر
أسَـفينةٌ تنجو يَكِلْ رُبَّانُها توجيهَها
أمثالَكم،أو جبهةَ الانقاذِ؟، ذا أمْر ٌعسر
ما ذنــبُ شعبٍ قد هدرتُم مـالَه
ونِضــالَهُ ورجـــالَه عَمْداً لئلا يستقر
ماذنبُ نُوَّابٍ أضعتُم حُلْمَهم،
في خدمة الشعبِ المُعَنـَّي المُـنْـتَـظِر
تشريعَهم كي نَـقْـتَـلِع في ثــــــــورةٍ
بعضَ الفسادِ الجاهِـلِيِّ المُـسْـتـَطَر
فيم الشموخ ؟ ...أفي قضاءٍ ناجزٍ ؟
أم القضاءُ عاجزٌ؟!.. ضَجَّ البشر
فيم الشموخ أفي انتخاباتٍ مَـضَت
قد زُوِّرَتْ جُبْناً؛ وفيكم مَنْ أُجِر
*********
فيم الشموخ وقد تحزَّبَ بعضُكم
ضِدَّ الذي اخترناه خيرَ وَلِيِّ أمْر
فيم الشموخ وبعضُكم وَرِثوا بوضْعِ
اليَدِّ مَرْتَبَةَ الجُدودِ بِلا سُـــــرُر
فيم الشموخ وفي الهدايا رِشْوَةٌ في لُبِّها
ما ليس مِنْ خُلُقٍ لِمَتَّى أو عُمَر
فيم الشموخ وأحكامٌ لبعضِ قُضاتِنا
دوماً تُثيرُ شكوكَنا في كل أمـر
فالحقُّ أبلجُ واضِحٌ، وبــَـــراءَةُ
الجاني لِمَ؟..!! في الأمرِ سر
النَّصُّ غيرالوصفِ؛ فالنَّصُّ ليمونٌ
غَيْرَ أنَّه قد ضُبِطَ بعد العَصْر
والعصرُ يَعنِي شُبْهَة في عُرْفِ حمدينٍ
وصانعِ بردعاتِ خُيُولِ عمرو
وشفيـقُ يُغْدِقُ للجياعِ، ولا تَسَلْلم؟
كم؟ وكيف؟ فإن أكْلُ العيشِ مُر
ليُسَمِّمَ الأفكارَ إعلاماً وتَخْويناً بكِذَّابٍ
لتخويفٍ، وأحكامٍ مُسَيَّسَةٍ وغَدْر
من أجلِ تجفيفِ المنابعِ، من أجْلِ
طمسِ هوِيَّتِي من أجْلِ هدمٍ مستمر
أما القضاءُ بمصرِنا وبعصرِنا نفرٌ
كَـثِـيـيـرٌ صالحٌ أمَّا القليلُ فقد عثر
*********
وكشأن كل جماعةٍ بشريةٍ فيها
الصَّدوقُ وغيرُه إبليسُ أغوَي واستمر
إن يَصْحُ تاب عليه رَبِّي كي يتوبَ
فيَعتذِرْ عَمَّا مَضَي كي نَعْفُوَنْ عَمَّا بَدَر
إني أناشدُ مُرْسِياً لمبادئ الحُكمِ
الرشيدِ العدلَ فيمن قد أناب ولم يُصِرّ
إن تَسْتَشِرْ شعبي وجُلَّ عشيرتي
في غيرِ قتلانا، تجدْ شَعْباً عَفُوًّا قد غَفَر
إني أناشدُ مُرْسِياً بمقاصدِ الشرعِ
الحنيفِ الصَّفحَ عمن لم يجاهِرْ واستتر
واعْبُرْ بنا للمَجدِ لا تخشَ العِدَي
قُبِرَ الغُـــزاةُ بأرضِنا في كلِّ عصر
ويُصَدِّقُ التاريخَ خيرُ شهادةٍ وَحْياً
لَأنْتُم خَيْرُ أجنادِ البَرِيّةِ أهلَ مِصْـــر
*********
القاهرة / الجمعة 9 جمادى الآخرة 1434هـ
الموافق 19 أبريل 2013 م
واقرأ أيضًا :
ناشدت الغافل... لا تغضب / نصيحة المخلص / رسالة للرئيس محمد مرسي / العناق الأخير / يا فاحِصَ النفس أقلِعْ تُبْ؛ وكفاك خُسرانا؟ / ادعوا معي / واجب عزاء / عنزة ولو طارت / اللي استحوا ماتوا / ما دورك لصلاح المسرح