جُمَلٌ تتالتْ والغموضُ جميعُهـا
وجميعُكَ الآتي لهنَّ بيانُ
مِنْ كلِّ ينبوعٍ أتيتَ كواكبـاً
وضياؤكَ الإرواءُ والحرمانُ
بـكَ يعذبُ الحرمانُ في وصلاتِـهِ
ويفيضُ في الضدِّينِ منك لسـانُ
ما غبـتَ عن نظراتِ فكري ساعة
وأنا بدونكَ ذلك النسيـانُ
ووجدتُ نفسي ضمنَ نفسِكَ سيِّدي
بكليهما يتحرَّرُ الإنسانُ
ووجدتُ فيكَ حراكَ قلبي كلَّهُ
وإذا ابتعدتَ توقَّفَ الخفقانُ
ووجدتُكَ البحرَ الكبيرَ وكيف لا
وإليَّ يكبرُ مِنْ مياهِكَ شانُ
لا يرتوي حرفي وحرفُكَ ظامئٌ
إلا ومنهُ جميعُكَ الرَّيَّـانُ
الحبُّ ظلٌّ كلَّما أطلقتـَهُ
قدْ عادَ منكَ لمائِهِ الغليانُ
ما قيمةُ الأحضانِ إن لم تتَّحدْ
بيني وبينكَ هذهِ الأحضـانُ
سأريكَ مِن نبضِ الحياةِ مشاهداً
فيها تُزاوجُ هـذهِ الألحانُ
سأريكَ كيفَ يفورُ مِن نظراتِنا
هذا الهوى ويُحاربُ الفورانُ
الوردُ لمْ يظهرْ كياناً ساحراً
إلا إذا يحويهِ منكَ كيـانُ
ماذا سيبقى للهوى إن لم يكنْ
بيديهِ كيفَ يُعالجُ الهجرانُ
إنْ لم نكنْ في الحبِّ بحراً واحداً
فبـنا ستُغرقُ هذهِ الشطأنُ
روحي وروحكَ نقطةٌ لم تُكتشفْ
إلا إذا هيَ للجَمَالِ تُبانُ
ما كنتَ ممَّنْ يحملون تعصُّبـاً
كلا وما لـكَ في الشِّقاقِ مكانُ
غذيتَ أخلاقَ الحياةِ وكلُّها
قبلَ الغِذاءِ تصاغرٌ وهوانُ
وزرعتَها فينا وسقيُكَ بينـنا
نصفاهُ منكَ مودَّةٌ وحنانُ
ما ريشةُ الفنانِ تُبدعُ لوحةً
إنْ لمْ تذبْ في حبِّكَ الألوانُ
أنا ما عرفتُ الحبَّ إلا عندما
قد حلَّ منكَ بعالمي الذوبانُ
تُـشـتـَّقُّ مِنْ عينيكَ كلُّ قصائـدي
فيعودُ بين حروفِها الجريانُ
مائي لمائك خادمٌ متودِّدٌ
وإليكَ منهُ الحبُّ والإذعانُ
أنا منكَ أمشي في الوريدِ وأنـتَ مِنْ
وقفاتِ قلبي ذلك الشريانُ
بعضي وبعضُكَ بين أنهارِ الهوى
يتشابكانِ فـتُـثمِرُ الأغصـانُ
هذي نقاطُكَ عندما أنزلتَها
للمفرداتِ تعملقَ الإنسانُ
وبطيبِ قلبكَ بين أزمنةِ الأذى
لمْ ينطفئْ للحسنِ منكَ زمانُ
إنِّي حضرتُ معَ الغيابِ وفي دمي
مِنْ ذا وذا تتصارعُ الألوانُ
كيفَ الغيابُ عنِ الجَمَالِ وأنتَ في
لفتاتِ نبلِكَ يحضرُ القرآنُ
هذا حضورُكَ كلَّما غيَّبتـَهُ
في العابرينَ أضاءَ منهُ بيانُ
عبد الله علي الأقزم6/7/1434هـ - 16/5/2013م
واقرأ أيضا :
أسئلةٌ تجتازُ المحيط / ولِلحُبِّ رياحٌ شماليَّة / قبلَ أنْ يُكتَشَفُ الحبُ / ويسألُ دائماً عني / إبحارٌ بين قُبلتيْنِ / فضاءاتٌ لا يفتحُها إلا العارفون