أقولها بمنتهى الوضوح "لن تسمح أمريكا بنجاح الثورة". فلو حدث وجاء البرادعي على رأس الحكومة المؤقتة، أوسيطر شباب الثورة على الفترة الانتقالية فهذا يعني ببساطة نجاح الثورة. وسيجد الشعب ما خرج من أجله "عيش .. حرية .. عدالة اجتماعية"، وبالتالي سيكون الرئيس الذي سينجح في الانتخابات القادمة حتماً هو رئيس مولود من رحم هذه الثورة. وهذا يعني ببساطة "تحرر مصر من السيادة الأمريكية". وحتى تتحقق الرغبة الأمريكية وتفشل الثورة فيجب أن يعود الإخوان للحكم، أو أن يعود نظام مبارك من جديد. فهذان النظامان هما الوحيدان القادران على تحقيق كل ما تحلم به أمريكا وإسرائيل، وأتصور أن أمريكا ستحقق ذلك عن طريق الخطوات الآتية:
الخطوة الأولى: الزج بلاعبين أساسيين في المشهد السياسي، يكونوا قادرون على تنفيذ المخطط، ومن أهم هؤلاء حزب النور وبعض القيادات السابقة من نظام مبارك.
الخطوة الثانية: أن تكون الفترة الانتقالية بعيدة عن سيطرة البرادعي أو أي من شباب الثورة. مع ضرورة استمرار حملات التشويه للبرادعي وكل الرموز والقيادات السياسية، مع استغلال عدم خبرة شباب الثورة لإضفاء الشرعية على كل ما يجري من أحداث تخطط لها أمريكا. إن استعصى ذلك فيجب اختراق هؤلاء الشباب لتظهر بعض الأسماء في المشهد السياسي ذات التبعية الأمريكية لتحقيق هدف إضفاء الشرعية على ما يجري من أحداث، لهذا قد تلمع في هذه اللحظة أسماء وجماعات بعينها. مع إمكانية حدوث عمليات اغتيال لبعض الرموز السياسية إذا لزم الأمر وسيستخدم المتطرفون من التيار الديني المتشدد لتنفيذ مهمة الاغتيالات.
الخطوة الثالثة: إحداث كثير من اللغط السياسي، وعدم الاتفاق بين الفرق السياسية على خارطة طريق تحقق أهداف الثورة. ليس المهم هنا إطالة الفترة الانتقالية ولكن المهم أن يرى المواطن البسيط أن الساسة فاشلون في الوصول لقرار موحد مرضي لجميع الأطراف، فكيف يصلحون إذن لقيادة البلاد؟
الخطوة الرابعة: ضرورة الحفاظ عى توافر قدر بسيط من الأمن الاجتماعي، يمنع وقوع ثورة جياع لا يمكن السيطرة عليها أو التنبؤ بمسارها. مع ضرورة ضمان عدم حدوث أي من أهداف الثورة "عيش .. حرية .. عدالة اجتماعية".
الخطوة الخامسة: إحداث جماعة الإخوان والجماعات الدينية المتطرفة حالة فوضى شديدة تؤدي إلى فقدان الأمن لدى المواطن، فيكون شغله المواطن الشاغل فقط هو تحقيق الأمن.
الخطوة السادسة: خروج مبارك وأبنائه من السجن، ليتصدروا المشهد السياسي بإجراء الحوارات الصحفية معهم، مع ضرورة إعلانهم الرغبة الصادقة في اعتزال الحياة السياسية.
الخطوة السابعة: ضمان عدم تنقية الجداول الانتخابية من الخمسة عشر مليون اسم ليتم استخدامها عند اللزوم مع عدم إدخال الميكنة على العملية الانتخابية لتتم كما هي على مدار ثلاثة أيام حتى يتسنى استخدام كل الأساليب المتاحة لإسقاط أو إنجاح أي مرشح بعينه إذا لزم الأمر.
الخطوة الثامنة: يتم في توقيت واحد ما يلي:
1- اللعب بورقة عودة الإخوان في السلطة وحصولهم أو بعض قياداتهم على عفو في مقابل عودة الأمن والأمان للمواطن.
2- ظهور قيادات إخوانية تعلن أنها فهمت الدرس وتتعهد بعدم تكرار أخطاء الماضي.
3- يصاحب ذلك ظهور قيادات سياسية ذات خلفية دينية تتعهد بعمل المصالحة الوطنية لضمان عودة الأمن فيتسنى لهم تصدر المشهد السياسي والقفز على السلطة في الانتخابات الرئاسية القادمة، ويرشح لعمل هذه الخطوة عبد المنعم أبو الفتوح.
4- عودة أحمد شفيق من الأمارات ليستقبله مؤيدو مبارك من المطار باعتباره بطلا قوميا، وأنه الوحيد القادر على تحرير الشعب من الإرهابيين الإسلاميين وإعادة الأمن والأمان للمواطن، مع المزيد من الوعود بتحسين الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية في البلاد.
5- عقد اجتماعات سرية لشفيق مع قيادات حزب النور وبعض قيادات الإسلام السياسي لطمئنتهم بعدم الملاحقة إذا ما صار رئيساً.
الخطوة الثامنة: فتح باب الترشح لرئاسة الجمهورية ليجد المواطن المصري نفسه أمام خيارين لا ثالث لهما، إما أبو الفتوح أو شفيق. وكلاهما سيحققان رغبات الولايات المتحدة. إن نجاح أي من أبو الفتوح أو شفيق سيحقق المصالح الأمريكية في المنطقة. وستتوقف المفاضلة بينهما على استمرار عامل الوزن الديني لدى المصريين وكذلك على إمكانية السيطرة على حماس، وأخيراً إمكانية إتمام صفقة تبادل الأراضي مع الكيان الصهيوني لتحقيق عملية السلام في الشرق الاوسط.
الخطوة التاسعة: في حال نجاح ىشفيق فسوف يعاود نجم جمال مبارك للظهور في الحياة السياسية ليرشح نفسه في الانتخابات الرئاسية بعد أن ينهي شفيق فترة رئاسة واحدة. وبهذا يتم تسليم مصر لجمال مبارك ثانية.
أي حل يمكن عمله لإبطال السحر الأمريكي الأسود؟
كيف يستطيع شباب الثورة والمصريون الأحرار في إفشال الخطة الأمريكية كما أتصورها؟ أعتقد أنه ليس أمامهم سوى عقد مؤتمر صحفي بشكل دوري يومياً ليعلنوا فيه بمنتهى الشفافية ما يجري في الكواليس، حتى يعلم الشعب حقيقة المؤامرات التي يحيكها لهم كل طرف من الأطراف في مصر وخارجها. فعلى شباب الثورة ألاّ ينخدعوا بمقولة السياسيين أن "ليس كل ما يعرف يقال"، أو أن "هناك حديث خاص على المستوى السياسي لا يجوز إطلاع العامة عليه"، أو أن "هناك كلام للخواص والصفوة وهم الآن ضمن هذه الصفوة وليس من عامة الرعاع".
سيساعد المؤتمر الصحفي اليومي على سهولة حشد الجماهير في الميادين لحماية الثورة من السرقة للمرة الثانية. أيضاً لإفشال المؤامرة الأمريكية فإنه على الجماهير البقاء في الميادين للدفاع عن ثورتهم وزيادة وعي المصريين بما يجري بكل الوسائل المتاحة ذلك لأنهم قد لا يجدون الكثير من القنوات التيفزيونية التي ستتعاطف معهم، فقد تميل كثير من القنوات إلى تنفيذ هذا المخطط الأمريكي الشيطاني.
9/7/2013
اقرأ أيضاً:
لعبة وخيوط تتحرك في مصر/ مسار الثورة: رقعة الشطرنج/ مازوخية المصريين: ثورة بالقانون وها.. ذي آخرتها!/ حكاوي القهاوي