العقدة والحل في العقل.
عندما يذهب العقل، وتتمكن العواطف والانفعالات، يبدأ مرجل المشاكل بالغليان، وتتحقق تداعيات وتفاعلات قاسية، وتمتلك مسيرة الوجود إرادة الغاب.
وعندما يستطيع العقل أن يفرض صوته، ويرفع راياته، تبدو الحياة بمفرداتها ذات وجه آخر، وصورة جديدة، وربما أكثر جمالا وفتنة وروعة. وعلة البشر، أن وجوده مرهون بقوة الجر ما بين العاطفة والعقل، فإذا مالت القوة نحو العاطفة حصدنا نتائج وخيمة، وإذا صار العقل أقوى وأقدر، جنينا أثمار السعادة والسلامة وطيب الحياة. ولا يمكن لحالة أن تبقى على ما هي عليه. فلا عقل يسود دوما ولا عاطفة، وكأن لكل منهما دوره وعمره المرهون به.
فالبشر لا يمكنه أن يكون حالة عاقلة متمسكة بمعطيات عقلها وحسب. لأن ذلك سيختزن طاقة عاطفية، ذات قدرات انفجارية عالية ومؤثرة في محيطها. أي أن العاطفة والعقل تتبادلان الأدوار.
وفي عالمنا المعاصر، بآلياته المتصارعة، هناك العديد من العقول المستثمرة في التأجيج الانفعالي والتحشيد العاطفي، فترى مجتمعات قد تحولت إلى كتلة عاطفية ملتهبة، مما يُسكب فيها من مُوقدات النيران.
ومجتمعات منطقة الشرق الأوسط، تقع ضمن هذه المجتمعات المأسورة بعواطفها، والمملوكة من قبل الآخرين الذين يستخدمون عقولهم، لتأجيج الوجود العاطفي فيها، وجني ثمار مصالحهم وأهدافهم. فما تحقق في بلداننا، عبارة عن سعير انفعالي، يتم إيقاده بصنوف العوامل والعناصر، والمؤججات اللازمة لحفاظ على دوام استقادته، فتحول كل موجود فيه إلى رماد.
فهل ستنحرر المنطقة من أصفاد العواطف والانفعالات؟
وهل ستتمكن من استخدام عقلها ورؤية حاضرها ومستقبلها؟!
واقرأ أيضاً:
التحدي ينبوع الأمل!! / الديمقراطية بين الكائن والكامن!! / الحلم الديمقراطي!! / اللحظة التأريخية المرعبة!!
التعليق: عاطفة يعني لين. عقل يعني تماسك. وكلاهما يحقق الوسطية الجميلة. حضرتك تعبر كما لو أن العقل هو الشيء الجميل, أما العاطفة فهي شيء سيء يجر كل ما هو سييء.
بل إن مساوئ استخدام العقل وحده قد تكون أحياناً أبشع من مساوئ استخدام العاطفة وحدها. وكل من هم يرتكبون جرائم ويحرضون على أشياء سيئة فاسدة مدمرة، لا أعتقد إنهم بشر يملكون عقولا أو عواطف.
فأحياناً لما يحتار الإنسان في أمر ويكون مشتت فيه، يتبع احساسه وقلبه. يعني العاطفة قبل العقل كما أن الرحمة فوق العدل، ولكن الرحمة لا تلغي العدل كما أن العاطفة لا تلغي العقل. دي وجهة نظري الشخصية.