مَن ينتصر على مَن؟
الحرب أمْ السلام؟
الأرض الدوارة ترفع رايات الحرب أكثر من رفعها رايات السلام!
فالحرب تجارة، وإطلاق قدرات، واستنهاض أفكار ورؤى وتصورات.
وهي قوة تطلق من رحم تفاعلاتها، ما هو أقوى وأشد عزما وتوثبا وانطلاقا في مسيرة الحياة.
وعقب كل حرب، هناك تبدلات وتطورات وابتكارات، وبسببها تم اختراع ما لا يخطر على بال الأيام.
أما السلام فإنه نوع من الركود والرقود والاسترخاء، الذي لا ترغبه الأرض المتعطشة للدماء والتهام الأحياء.
فالأرض تأكل ما فوقها، وتنجب ما عليها، وكأنها لكي تبقى في دورانها الأبيد، لابد لها من التغيير والتقلبات والتفاعلات الحامية مع الشمس.
هذا التفاعل الولاّد، الذي ينجبها ما تأكله، يمدها بالطاقات الكفيلة بالحفاظ على سرعة الدوران، وكلما ثقل حملها، تزداد شراهتها، وقدرتها على تصنيع الحروب تتنوع وتتفاعل بأساليب غير مسبوقة.
ولهذا فإن الأرض ليست موطن سلام، ولا هي بيت أمان، وإنما في حقيقتها عبارة عن جرم كوني مرعوب يتوطنه الغثيان، في هذا المنفي القصي المجهول، الذي يحتمل التعرض للهجمات، أو الآفات الكونية المفترسة القادرة على إحالته إلى هباء في لمحة بصر.
فالأرض كائن حي يبحث عن مأمن من الخطر، وذلك بتحققها فيه، وإعادة تصنيعها على ظهره، وفقا لمقتضيات الدوران، ومنطلقات الخوف والأمان.
وعليه فإن إرادة السلام مؤقتة، وإرادة الحرب مؤكدة، ولهذا فإن لكل قرن حربه وويلاته، وتداعياته وتفاعلاته العارمة الهائمة القائمة القاصمة، المعبّرة عن منهج الارتباط العضوي ما بين الحرب والدوران.
وكأن هذه الحركة الدائبة تلد زبدتها، وتطلق طاقتها المكثفة، لتبني حالة التفاعل الحامي ما بين الأحياء المتفاعلة مع التراب، أو المبحرة إلى حيث تتوطنه، ليستولدها ما هو جديد!!
واقرأ أيضاً:
النجمة الحائرة!! / الانفجار الديمقراطي!! / القوة والسلوك!! / المحنة البشرية!!