سلامٌ من رُبى روحي تناهى
إلى وطنٍ بهِ سطعتْ رؤاها
أحايينٌ بها الأزمانُ ثكلى
وأحداثٌ بما جلبتْ خطاها
إلى العلياء من ألمٍ تنائى
فأشقى كلُّ مقهور ذراها
هي الأفكارُ في خلقٍ تنادتْ
بإنسانٍ إذا فعلتْ تراها
مُعللتي بصبرٍ كيفَ أشكو
ونارُ الوجدِ في حشدٍ لظاها
وقولُ الحقّ لا قولٌ علاهُ
وما تعبتْ بأمجادٍ كُماها
ولا بقيتْ رسالاتٌ ودينٌ
بلا وَهجٍ إذا خبتتْ أتاها
وإنْ ظهرتْ بها أنوارُ حقٍّ
أبانتْ في دياجيرٍ سناها
تداعى القومُ من سوءٍ وغيٍّ
وماجتْ أرضها فدعتْ حُماها
فثارَ السبطُ في مددٍ وعزمٍ
حفيدُ رسولنا حادي عُلاها
شهيدٌ في معانيهِ انْطلاقٌ
إلى أفقٍ بأكوانٍ تماهى
يطوفُ على براقٍ من ضياءٍ
بلا زمنٍ مضى يَجلو ألاها
ويسمو في أعاليها ويغدو
رسولَ حقيقةٍ نشدتْ لواها
حسينٌ حُسنها والحُسنُ يرقى
بأرواحٍ إلى عرشٍ دعاها
كأنّي في هوى سِبطِ المَعالي
أداني لهفةً وسِعتْ مَداها
حبيبُ الروحِ من دنفٍ أعاني
فهلْ أشفى وقد سرجتْ أساها
كذا الأشواقُ من لهفٍ تندّتْ
لسلافِ الهوى وهبتْ شذاها
عشقتُ حُسينها والعِشقُ يُهدي
إلى نُعماءِ فيضٍ أو نُهاها
هيَ الأكوانُ في كونٍ تلاقتْ
إذا روحٌ بها هجرتْ ثراها
فحطّمْ قيد أعماقي وظنّي
فأني في مَعاقلها ضناها
سرورُ الروح كمْ يرقى بوعيٍّ
لآمادٍ وما بعثتْ صَداها
يريدُ حُسينُها أنوارَ "إقرأ"
لأمّتنا فهلْ ترعى أباها
ظمِئتُ لمائها والنارُ تسري
بأعماقي كسجّارٍ دحاها
أرى ضوءً بديجور المآسي
إذا عَسُرتْ نأت عنها مُناها
فذاكَ اليُسر من عُسُرٍ تأتّى
وأنّ عَسيرها يُقري رحاها
جذوري يا حسينا قد تلاحت
فأينَ الدين من وجعٍ دَهاها
أيا جدّي ستبقى أنتَ ذخري
أطيرُ إليكَ ما ضيمُ اعْتراها