يا رب
يا رب يا ذا الجــــود لا *** تغضــب وإن قلبي غـضــب
أنت الحليم وليس ضا...... رُّك جـهـلــُــــنا ربِّ استجب
أوَكـنـتُ مـمـن قد شَـقِي *** بدعــــــاء ربي أن يهب
ولـــدا يكون دعـامةً *** في شـيـبتي عـنـد الـنـصـب
لمـا اســتوى وأهـــانني *** أدركــت أني مـن سُـلِب
فضلَ الرضــا بعطــائه *** فســألـتـه وكفـــــاه ذنب
وأمــدَّني مـــــا ردنـي *** لكنني قد كـنـت خِــــبّ
وظننت أنـــــا قادرو..........ن نـسـوس دومـا عن كثب
سبحـانه الهـادي الذي *** يهدي العبـــاد بلا سبب
ويضل من شاء اقتدا ........ را من تولَّــــى مــــا رغب
من يأتِه سـعياً يُهر......... وِلُ صَـــوْبَه نعـــم المُـحــب
ومن انحنى لهواه ضل.......... وإن تـقـلـب في الـــرتب
رحماك يــا الله إنـ......ــــِّي المستجيرُ تولَّهُ فيمن تحـب
سامحته سامحه يا حنان *** وارحم قلبَ أبٍّ أنت رب
كأي أسرة وأي شاب وأي أب تختلف وجهات النظر ويحتد النقاش ويغضب أحد الأطراف وينحاز الأبناء هنا مرة وهناك مرة وفي تلك المرة وأحسبها الوحيدة ولم تتكرر، واحتد في الحوار وعلى غير عادته زل لسانه بكلمة أغضبتني، فكتبت مسودة لهذه الأبيات؛ سارع بالاعتذار وانتهى الموقف ولم أكمل كعادتي مراجعة أوزانها........ واختفت المسودة لعدة سنوات ونسيت الموقف والوريقة. فهكذا طبعي ما فات فات. ومرت السنوات. وتتابعت المواقف والوقفات.
ينمو في داخله من عطاء ربه آيات وآيات، وتألقت فيه ومنه بعض اللمسات، حنانٌ، شجاعةٌ، جرأةٌ في الحق، ميلٌ في أصعب المواقف إلى الرفق، حرصٌ على الصلوات، برٌ بوالديه وتعلقٌ بالأهل والأخوات... و... و... ماذا أعدد من خصال الخير؟؟ وأهلت الثورة وتفاعلت كل المواقف والعلوم والدروس والآمال والأحاديث النبوية والآيات القرآنية وبركات الصلاة في مسجد المصطفى صلى الله عليه وسلم ورحلات الحج والعمرة ورفقة الخير في المدينة النبوية ثم رفقة الخير ومعلمي الخير في مدارس الآمال والرضوان ثم الصحبة الصالحة مع كل باحث ومؤيد للحق والعدل في الجامعة وفي الحي وفي كل مكان.
لا يقيد نفسه ضمن جماعة أو هيئة أو حزب، وإنما يدور مع الحق والعدل حيثما دار رافعا لواء "ادعم كل من يعمل لإعلاء راية الحق والعدل قدر ما تستطيع ناصحا له في السر ذابا عنه في غيبته آخذا بيده ولا تنحز لفريق دون الآخر في نفس الطريق تحقيقا لقول الله عز وجل: (ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم) فكلهم يعملون ومن ثم يخطئون ويصيبون فادعم فقط ولو بالدعاء ولا تشاد أحدا منهم" هكذا ألزمت نفسي وفي هذه تبعني وفوق كل ذلك مشيئة المنان. وبدت لعينيّ بعض معاني قول الله عز وجل: "كزرع أخرج شطأه فآزره فاستغلظ فاستوى على سوقه يعجب الزّرّاع ..... الآية"
وفي آخر حوار بيني وبينه، يسألني ألست أهلا للشهادة في سبيل الله ؟ كنت بين من استشهدوا في مجزرة الحرس الجمهوري وغادرت المكان قبل نصف ساعة. فقلت له: يا بني إن تصدق الله يصدقك. وغلبتني دمعة شفقة الأب على إبنه الوحيد فانطلقت أخفيها عنه في غرفتي، يتركني ونفسي لعدة دقائق ثم يستأذن في الدخول كعادته ويحتضنني بين ذراعيه وهو يقبل رأسي ووجنتي ثم يديّ ثم يهوي إلى رجليّ فيقبلهما، فأعترض على ما فعل قائلا له: هذا لا يجوز، فيخرج من جيبه قصاصة من الورق مهترئة لقِدمِها ويقول: هل بقي في نفسك مما في هذه الورقة شيء ؟ وأتذكر الورقة وتعانقنا العناق الأخير.
تقبله يا رب شهيدا في سبيلك.
واقرأ أيضاً:
ناشدت الغافل... لا تغضب / يا فاحِصَ النفس أقلِعْ تُبْ؛ وكفاك خُسرانا؟ / ادعوا معي / واجب عزاء / عنزة ولو طارت / اللي استحوا ماتوا / ما دورك لصلاح المسرح
التعليق: إنا لله وإنا إليه راجعون