جسورٌ من جَهالتنا تهاوتْ
وأنهارٌ مِنَ العدوان غاضتْ
وأحلامٌ بما كسبتْ وأشقتْ
بغاديةٍ إلى سُفِلٍ تداعتْ
وما ندري بما جلبتْ إلينا
أضاليلٌ من البهتان ضاقتْ
وهلْ وجدَ الزمانُ لنا دواءً
وكلّ عليلةٍ فينا تنامتْ
وإنّ الداءَ مرهونٌ بداءٍ
يعاقرُ أمةً رُهِنتْ فهانتْ
وقد نهضتْ رسالتُها لمجدٍ
وفي قرنٍ من التجهيلِ غابتْ
فأمسى صوتها برهانَ فَقْدٍ
بآثامٍ وجاهلةٍ تلاحتْ
ترى وطنا مُسجى بانكسارٍ
وعاصفةٍ لمنطلقٍ أعاقتْ
بها زمنٌ تغشّى باحْتدامٍ
وعاديةٍ بإيلامٍ تواصتْ
نسينا كيفَ نبني جسرَ حُبٍّ
فجاءتْ موجةٌ دهمتْ وفاضتْ
كأنّ الحبَّ في وجعٍ تردّى
وأنّ شرورَها وثبتْ وسادتْ
يحيدُ النهرُ عن مَجرى وجودٍ
لأنّ الناسَ من ضغنٍ تعامتْ
وأنّ العقلّ مأسورٌ برعبٍ
فما عقلتْ شعوبٌ بل أكادتْ
وأنّ الحربَ أشواقُ البرايا
تناديها بأفئدةٍ تعادتْ
وما برأتْ شعوبٌ من شرورٍ
وكمْ سُعِرتْ بداهيةٍ تداحتْ
حسبتُ عقولَها تحيا بأمنٍ
فما عقلتْ وكمْ ذُهِنتْ وتاهتْ
شبيهُ الشيء منجذبٌ لشيءٍ
وإنّ جروحَها بدمٍ تزاهتْ
وإنّ مياهنا ذاتُ انجمادٍ
وإغراقٍ لواعدةٍ أرادتْ
وكلّ قويّةٍ تسعى لضعفٍ
وكلّ ضعيفةٍ يوما تقاوتْ
ومَنْ بلغَ الأعاليَ أو ذراها
يرى سُفحا إلى زلقٍ تناهتْ
وإنّ صغارَها تبدو كبارا
وإنّ كبارَها كهلتْ ونامتْ
فقلْ جسرٌ على نهرٍ تعدّى
وإنّ جموعَها سقطتْ وخابتْ
فتأسرُنا بداعيةٍ لسوءٍ
وتحجرُنا بهاويةٍ تطامتْ
كأنّ العقلَ يحدوهُ انْفعالٌ
لأنّ عقولَها فِتنا أثارتْ
فأضحى كلّ مُتّجَهٍ عليلا
بأمراضٍ من التأريخ جاءتْ
فهلْ نسعى إلى وطنٍ مُزهّى
بساطعةٍ بأفكارٍ أنارتْ
أنادي أمةً نكرتْ عُلاها
وغاصتْ في تلاحيها فقاستْ
فهلْ سَبُتتْ إلى أجلٍ مُسمّى
وهلْ نهضتْ كواهِنةٍ فخارتْ
لكلّ مسيرةٍ زمنٌ يراها
وتلك إرادةٌ فينا تبارتْ
وحسبُ وجودَنا برهان إلا
سيدركنا بآياتٍ أعانتْ
11\10\2013
واقرأ أيضاً: