مِنْ تـُقى
جئنا دعاءً حاملاً
نبضَ السَّماء
فانبثقنا مِنْ سناها
كيف يحيا
بينَ وصلٍ بينَ قطعٍ
كلُّ وجهٍ مِنْ وجوهِ الأنبياءْ
كيفَ عشنا في خطاها
عطرَ هذا الياسمينْ
كيف جئنا مِنْ دماها
كلَّ نصٍّ جاءَ منها
جاءَ بالحقِّ المبينْ
في أذانِ الحبِّ
أمستْ صورةُ الأطفالِ فيها
ألفَ نبعٍ فاضَ منها
رحلةً للعارفينْ
كيف لا تنضجُ فيها
بينَ ألعابٍ ورسمٍ
بينَ أضدادٍ حكايا الخالدينْ
وعلى الدَّمعةِ منها
ينهضُ المعراجُ فصلاً
وهوَ في هذا وهذا
ليس للبحثِ انتهاءْ
فاتخذنا منهُ معنى
مِنْ معاني الأولياء
يا رياحَ الحبِّ كوني
في يديها النَّابضاتْ
أنشديها قبلَ أنْ
يبتلعَ التيهُ الجهاتْ:
((كلُّ مَنْ لاقى صداها
لمْ يذقْ طعمَ الشتاتْ
نظرةٌ مِن مقلتيها
ألفُ طوقٍ للنجاةْ
نهضةٌ في راحتيها
هيَ مفتاحٌ لأبوابِ الحياةْ
وعلى فنِّ التحدِّي لفتةٌ
فيها تُصلِّي كلُّ ألوانِ الوفاءْ
كلُّنا بين دماها
صرخةٌ من كربلاءْ))
أنشدي الماضيَ
للمستقبلِ الآتي
أناشيدَ المطرْ
واقرئي كيفَ استفاقَ الحبُّ عذباً
وهو لا يسبحُ إلا
بينَ أحضانِ القمرْ
كلُّ بحرٍ لم يذق طعمَ هواها
فهو في الأولى وفي الأخرى حجرْ
وعلى كفَّيكِ إبحارٌ كهذا:
((أيُّ شيءٍ مِن تُقى
هيهاتَ يُرمَى للفناءْ
أيُّ شيءٍ مِن صداها
فهوَ للآتي بناءْ
كيفَ تُمحَى مَنْ مداها
حجَّ في أحلى نداءْ
قد حملناها حروفاً
تتحدَّى الانطفاءْ
مِن تـُقى جئنا إليها
والدمُ القدسيُّ منها
ينتقي أحلى دعاء))
عبد الله علي الأقزم 25/2/1435هـ - 28/12/2013م
واقرأ أيضا :
إبحارٌ بين قُبلتيْنِ / لا غيابَ بعد هذا الحب / فضاءاتٌ لا يفتحُها إلا العارفون / عند أناشيد القطف لا تنامُ الرياح / صورٌ لا تتوقفُ عن الخفقان / قراءاتٌ في الجسدِ النَّاعم