هو جاري في عيادتي رحمه الله، وكان تخصصه أستاذا في الباثولوجيا الإكلينكية، برغم أن معمله كان مقابلا لعيادتي في نفس الدور الأول، لكنني حين قابلت الشاعر فاروق جويدة ذات مرة على السلالم، أخبرني أنه ذاهب إليه، لا ليجري تحليلا، ولكن لأنه صديقه، وهو يحب الأدب والشعر، فرحت، لا أعرف لماذا، فأنا أحب فاروق وأحب جاري أستاذ التحاليل، وأرسل له بعض مرضاي للتحليل، لكنني لم أصادقه شخصيا، ولم أزره إلا مرة واحدة كالتالي:
ذهبت إليه ذات يوم بعد أن كثر عدد مرضاي الذين يقولون أنهم مصابون بما يسمى فيروس C، دون أن يشكوا أية شكوى عضوية تتعلق بالكبد أو غير الكبد، وكنت أطمئنهم بعد أن قرأت أنه لا يوجد شيء اسمه فيروس C، وأن كل ما عثروا عليه هو جسم مضاد يشبه الأجسام الأجسام المضادة لفيروس الكبد المعدي B أو ِA، لكنهم هؤلاء المرضى يذهبون للتحليل، ويدخلون في الحلقة المفرغة من رهاب المرض، ووساوس العدوى، والخوف على الأبناء وغير ذلك مما هو تبع تخصصي؛
وحين سألت صديقا لي من كبار أخصائي الجهاز الهضمي والكبد في العالم، أكد لي أنه بغير أعراض أكلينيكية محددة لا ينبغي أن يخاف أي ممن يحملون هذا الجسم المضاد للفيروس المزعوم همّا، وأن المهم هو وظائف الكبد وليس مجرد وجود هذا الجسم، بعض المرضى كان يقتنع والآخرون يستثار عندهم رهابات من كل الأنواع (أمراض نفسية ليس لها علاقة بالفيروس المزعوم أصلا) وكان هذا الأستاذ المصري العالمي يقول لهؤلاء المرضى بالنص: "انسوا الدكاترة لو سمحتم بما فيهم أنا".
ذهبت إلى جاري أستاذ التحاليل صاحب المعمل وطلبت أن يحلل لي لاحتمال وجود هذا الفيروس عندي، فضحك وسألني (وهو معملي وليس أكلينكيا) هل تشكو من شيء، قلت له أبدا، قال فلماذا التحليل قلت له لأن حوالي عشرة بالمائة من مرضاي عندهم هذا الفيروس ومثلهم أو أكثر يعيشون خوفا من الإصابة به، وأنا أعطي حقنا في عيادتي بنفسي، فقررت بالمرة أن أطمئن، فرفض بأمانته وفضله، ثم مال إلى الخلف قليلا وضحك قائلا: هل تعرف من هو الذي ليس عنده فيروس C في مصر؟ قلت من؟ قال: الذي لم يحلل دمه لاكتشافه؟ فضحكت، وفهمت، وانصرفت، داعيا له شاكرا فضله وأمانته رحمه الله.
حين قرأت مؤخرا عن هذا العقار السحري الجديد الذي يحمل للمصريين بشرى التخلص من أهم الأمراض المسببة في ضعف الإنتاج، والتخلف الحضاري، وحكم الإخوان، وتهميش الحزب الوطني للناس، وفوضى المظاهرات وكثير من التخريب، وقرأت ثمنه الذي بدأ من 80.000 دولار (ثمانون ألف) (أكثر من نصف مليون جنيه) وجاري مفاوضات لتخفيضها إلى 30.000 ثلاثون ألفا بالتمام والكمال (غالبا بوساطة من قطر وسكرتير الأمم المتحدة بان كي مون) الله يكون في عون أصحاب العقول!!!، قلت لا يوجد حل للحصول على المبلغ اللازم للعلاج إلا بالحصول على جائزة بهذا المبلغ، ووضعت مسابقة هذه شروطها.
المسابقة:
اقرأ أولا الكلمات والعبارات المقترحة:
أنفلونزا الخنازير - أنفلونزا الطيور- لقاح هذه الانفلونزات - منظمة الصحة العالمية - فيروس C – الإنترفيرون - أدوية الذاكرة - أدوية الخفقان - أدوية الذكاء - أدوية التركيز - أدوية الطاقة - معظم الفيتامينات- اللوبي الدوائي السياسي في الكونجرس الأمريكي- الشركات العابرة للقارات - العولمة - الحروب المفتعلة - الحروب الاستباقية - الثورات الملونة - البنك الدولي - سورس - البحث العلمي باهظ التكاليف - الصحة والطبيعة - التأثيرات الجانبية - التأثيرات العلاجية - علاقة التأثيرات الجانبية بالتأثيرات العلاجية - محاموا التعويضات - شركات التأمين على الصحة.
التعليمات:
اصنع من هذه الكلمات قصة قصيرة تتكرر كل بضعة شهور أو سنوات، تمتلئ بها حزائن الشركات والمليارديريين بمليارات الدولارات، وتقوم من أجلها الحروب، ولا تتحسن بها صحة الناس، ويزيد الرعب من المرض، ومن الموت، والحرب، كما تقل الخشية من الله ومن الضمير، وتزيد التبعية، ويُذل الأحرار، وتُستعمر الأوطان، وتُزيف الثورات على البركة.
وسوف يحصل المائة ألف فائز الأوائل على العلاج من فيروس C حتى لو لم يكونوا مصابين به
مع تحيات شركات الدواء العملاقة
الأربعاء 25-12-2013
اقرأ أيضا:
متى نملأ الوقت بما هو أحق بالوقت؟ / غصْباً عن أمريكا!! / أوهام وحقائق جديدة قديمة