بدأت حياتي بصرخة فخروج للدنيا، فتلقفتني بيديها، ضمتني بقلبها، دثرتني بحبها، أهدتني زهرة شبابها، أمي لو نظمت كل كلمات الشكر في سطور وكلمات، شكرك لا يكفيه خط سطور كألفيات، حبك يتربع بقلبي حتى الممات، هي تقبع بزاوية وقلبها يردد صلوات وابتهالات بجعل أيامي القادمات أجمل الذكريات، هي تتسول من القدر السعادة لتحيط قلبي ولو بلحظات....
كل أقوالها مأثورات، حكم وعبارات، دوماً لست لك من المستمعات رغم كوني من المدلالات، أمي اعذري قلبي، خلايا رأسي متعبات، روحي من العائمات، لا تكوني من المعاتبات،.......
أمي، وعدت بالويلات وفاض القهر من الجنبات، أحاطت بي ظلمات، قلبي لا يعرف تلك الأبجديات، قلبي يملكه عقلي، كلاهما غادر عادات الجدات، وتنشق أجمل الحريات، روحي فوق السحابات، روحي رياح عاصفات، لا يناسبها مقاسات ولا كلام ومقاييس هذه المجتمعات، خرجت من سربب الأسيرات، فتباً لكل من يحاول كبت الحريات، أمي حياتي لحني أعزفها بلحن يناسب ما يختمر بالجنبات، لا لست من الضالات، لا أؤمن بصداقة الثعلبب والدجاجات، لا أؤمن ببراءة الذئب من القتل وكل الاتهامات، سئمت دور المتألمات، لا يناسبني إطلاق الدمعات، حان دور اقتناص الزمن ولو بلحظات، حان دور رد كل تلك الصفعات لبشر لا يعرفون سوى الطعنات، أمي روحي بالبؤس تقتات، وتلفها سحب مزمجرات، دعيني أبدد تلك اللحظات، وأفترسس كل هو آت.
أمي لست بفراشة ترفرف فوق الوردات، لست نحلة تكد بقبلاتها للزهرات، لست أقحوانة تتباهى بجمال البتلات، لست اجمل اللوحات ولا أجمل النسمات، لا، روحي لا تطيق تلك الحسابات، حسابات الضعف لا تناسب سحبي المزمجرات، أمي أنا في قلبي تجتمع محيطات، أصادق نجمات، لاا شيء يروي ظمأ روحي وناري كلهيب سيدة المجرات.
أمي لا تقلقي، تلك الصفعات، أخرجتني من دنيا بحسابات، علمتني عظات، لكن تأكدي انا أقوى بمشيئة رب السماوات، أن الرعد المزمجر بين السحابات، أنا الروح المفترسة لأحلامي الهاربات، أنا الروح المتعطشة لكل ما هو آت، ضاعت من قاموسي مفردات، لا يعتمر قلبي دفء كدفء قلبك، وحلاوة روحك، وطيبة قلبك، لا تغضبي هو أنا خلقت هكذا، لا تناسبني تلك الصفات، لربما يأتي الزمن أهادن الأمل وأصالح القدر وأعود لأنبضض بالطيبات، لكن دعي روحي تطبب كل ما سببته الطعنات، دعيها تثأر لآمال سقطن صريعات؛
دعيها تردد بأن زمن الدمعات ولى وفات، دعيها تغدق على نفسها التأملات، دعيها تغرق في روحانيات، دعيها تجرب مغامرات مجنونات، قد تصعد درجات وقد تنتكس كبرى الانتكاسات، أمي تلك الحياة، معول ينحت الصخر لفتح الطرقات، كسر القيود المتغلغلات، تنسم حياة تلائم البشريات وتليقق بالإنسانيات، البقاء حبيسة هنا كبرى الجنايات، موت قادم من كل الاتجاهات، سفن غارقات، جنازات لحياة كتبت عند رب السماوات، أسمع نغمات، نغمات جميلات، فيروزيات تحتفي بالحياة، قصائد هاربات من الخجل، نظمهن شاعر غزل، مخمور بمذاق العسل لينتشل الأمل، وأنثره على عجل، أمي تصبحين على أمل، تصبحين على مذاق الشهد من أفواه النحل، رسائل لن تصل........