أرى عاما بهِ الأعوامُ تدري
وقد سَكبتْ بنا ألما ليجري
فهلْ عرفتْ بما فعلتْ وأوحتْ
بأنّ جموعَها يوما ستزري
تسائِلنا الليالي عنْ هواها
وترْعِبنا بخافيةٍ لأمْر
على صُعدٍ من الأوجاع نمشي
ونُطعِمها بجائرةٍ ونغري
ونُكرِهُها على الويلاتِ دَوْما
ونُسْعفها بتضليلٍ ونُكْرِ
تصاحِبُنا مآثمُها وتبقى
تؤنّبُنا بواخزةٍ لذِكرِ
عواصفُ عُسرها حُبلى بهمٍّ
وإعْصارٍ يوافيها بقهرِ
لصاحبةٍ بها الأشواقُ تُطفى
بأحلامٍ إذا بُصِرتْ كفجرِ
أُبادلها الغرامَ بلا فؤادٍ
وأعْشقها كمَخمورٍ بصَبرِ
كأنّ وجودَها برهانُ فيضٍ
يُساقيني بسلافٍ لفِكرِ
ويَعتقني من الحبِّ المًزكى
ويًسقطني بواهيةٍ وحَشرِ
عليها مِنْ سَوابقنا إنثلامٌ
يًذكّرها بجالبةٍ لعُسرِ
وكمْ عَصفتْ بها الأيّامً تشكو
مؤامرةً إذا وَصلتْ لخُسْرِ
مضتْ أعوامُ طالحةٍ وخزيٍّ
وقالتْ ما تكاتمهُ بجهرِ
كعاصيةٍ بأفواهِ الخطايا
ومُسعفةٍ لبهتانٍ وضُرِّ
وقاتلةٍ لتوحيدٍ وعَضدٍ
ومؤمنةٍ بتدميرٍ وغدْر
كأنّ كبيرَها أضحى صغيرا
وأنّ وجودَها عنوانُ ذعْرِ
فهلْ نظرتْ قلوبٌ مُرتجاها
وما أُسِرَتْ بتبريرٍ وعُذرِ
يكونُ العامُ مُحتضِنا لعامٍ
وموصولا بقاضيةٍ بجَرِّ
فما مرّتْ سنونٌ دونَ ويلٍ
ولا فرجٍ كأمواجٍ بنَهْرِ
ثلاثة عَشْرةٍ ذاتُ ائتلافٍ
بأوجاعٍ وداهيةٍ وشرِّ
ورابعُ عشرةٍ من ضُعْفِ سبْعِ
مُبشّرةٌ برائدةٍ لفخرِ
عقودٌ من قرونٍ إسْتعارتْ
فقد رفدتْ مواطنَها بسُعرِ
وأبكتْ كلّ رائعةٍ تواصتْ
بإشراقٍ وإعلاءٍ ويُسْرِ
وسَرّتْ كلَّ شيطانٍ رجيمٍ
يُداهمها بتجهيلٍ وشطرِّ
حسبتُ سنينها مِشوارَ أمْنٍ
وقدْ ظهرتْ مَعالمُها كجَمْر
فكانتْ حربها ذاتَ اتساعٍ
وتعقيدٍ ومُنذرةٍ بمُرّ
وكمْ بلغتْ مَراميها وفاقتْ
وعادتْ مِنْ بدايتها لكرِّ
فطارَ الناسُ مِنْ هلعٍ ورعبٍ
وأمْسى حالُها رهناً بغيْرِ
وما جاءتْ إلى رسوٍ خطوبٌ
لموقدةٍ مراجلها بسُجْرِ
فهلْ وُهِبَتْ لنا الأوجاع طرا
وهلْ كُتِبتْ على جُبُهٍ وصَدرِ
وهلْ طافتْ مواكبُنا الرزايا
فعشنا دونَ إدراكٍ لمُكرِ
تداعتْ في مَساوئها البرايا
فأردتْ كلّ صالحةٍ بسَقرِ
وإنْ سَجعتْ حَمائمُها بخيرٍ
أصابتها سِهامٌ ذاتُ زجرِ
تنوحُ حناجرُها والقلبُ مُدْمى
ومطعونٌ بقاسيةٍ كدهر
مولّعةٌ وأجيالٌ لظاها
وما هدأتْ وكمْ ذهبتْ لهَدرِ
فطبْ عاما وما تنسى سلاما
لأنّ جموعَها تسعى لوِزرِ
كأنّ زماننا يخشى ابْتلاءً
بفادحةٍ قرائنها سَتفريْ
ومَنْ حملَ الهمومَ بلا عناءٍ
يُعالجها بمُبْصِرةٍ لسِفر
1\1\2014
واقرأ أيضاً:
حبيبتــــي بلا ذاكــــرة...! / ضجيج عقل / شظايا أعماق / وإنّ العقل في نفسٍ تماهى