تم استشعار العديد من الكوارث الطبيعية على مدار التاريخ عن طريق الحيوانات. ولكن معظم العلماء مازالوا متشككين . قد يكشف الأوز عن انبعاث الغازات المشعة االتي تحدث قبل أن تتزلزل الأرض. عندما تتصرف قطتنا بغرابة، عندما تبدأ الفيلة فجأة في الحركة أو يفر سرب من الأسماك بأقصى سرعة، فمن الممكن أن شيئا ما يجري. هل يمكن أن تكون الحيوانات بمثابة إشارة تحذير قبل العاصفة أو الزلزال، أو التسونامي؟ هذه بعض الأجوبة.
المارتينيك، 8 مايو 1902
يستعد الجبل المنفوش للثوران، مخلفا وراءه من بين ال 000 30 من السكان، اثنين فقط من الناجين: لويس سيباريس، سجين محظوظ حمته الجدران السميكة للسجن، وليون كومبير، إسكافي بسيط كان منزله محميا بشكل يدعو للاستغراب. غير أنه قبل بضعة أيام فرت جميع حيوانات المنطقة من جوار البركان. وفي هذه المرة ترافق صعود الصهارة (الماغما) مع حركة زلزالية وظهور أدخنة جديدة، فأدى ذلك إلى إعادة بروز المياه الجوفية الساخنة التي أنتجت التدفقات الطينية.
فماذا حدث؟
قد تكون الحيوانات الأليفة استشعرت هذه التغيرات في نظامها البيئي حسب جان كريستوف كوموروفسكي، عالم البراكين والأستاذ في معهد فيزياء الأرض في باريس. ورغم ذلك وحتى اليوم، لا يتم الاعتماد إلا على البيانات المقدمة من قبل الإنسان وأدواته... بالنسبة للمارتينيك، يتم التركيز على رسم خرائط المخاطر الزلزالية. نتصور السيناريوهات والمخاطر والعواقب ولكننا لا نفكر أبدا في إدماج استشعار هذه الحيوانات.
فريوس ، في 9 ديسمبر 1959
سد "مالباسي" Malpasset، المشيد في مدخل المدينة، سيسقط هذا المساء في الساعة التاسعة ليلا و13 دقيقة، فبينما كان بعض الناس يسمعون "نوعا من الدمدمة" ضجيجا يصم الآذان وصريرا للخردة، جاءت بعد قليل من ذلك موجة أغرقت البلدة وحملت معها أكثر من 400 ضحية وكانت القطط جميعها قد هجرت المكان، وأيضا قبل أن تحدث الكارثة...
ففيما تتراوح قدرة الرجل السمعية بين 20 و20000 هرتز، بإمكان قدرة القطط إدراك تردد أعلى من 20 إلى100 كيلو هرتز...
سريلانكا، 26 ديسمبر 2004
إنه منتصف الليل و58 دقيقة، ينتج زلزال في المحيط الهندي تسونامي رهيبا الذي سوف يدمر الجزيرة، مقتحما أراضيه حتى مسافة ثلاثة كيلومترات التي كانت تغطي حوالي 300 هكتار من الأراضي.
موجات مخيفة اكتسحت المشهد، سببت انهيار المباني وحولت كل الأشياء إلى قذائف.
النتيجة: أكثر من 30000 حالة وفاة، ما يقرب من مليون شخص بلا مأوى... ولكن عدد قليل جدا من الحيوانات البرية الميتة. ولا أثر ل 200 من فيَل الحديقة الوطنية في "يالا"، التي كانت قد شدّت الرحال منذ وقت طويل.
إنجاز تم تحقيقه من خلال قدرتها على كشف الموجات تحت الصوتية المنبعثة من حركة الصفائح القارية. فعند أقل من 20 هرتز وعلى بعد مئات الأميال، الإشارات التي تتلقاها عبر أرجلها تصعد إلى الدماغ...
والأمثلة متعددة والقائمة تطول:
4 مارس 1977، هذه المرة في ورومانيا وساعة واحدة قبل أن تتزلزل الأرض: حاول الدجاج والأبقار الفرار.
في عام 1954، في أوليانسفيل في الجزائر، يوم قبل تدمير المدينة من قبل الزلزال فرت الحيوانات الأليفة جميعها.
ويحكي شهود عيان أن مئات من الكلاب اجتمعت ساعة قبل إسقاط الأمريكيين للقنبلة الذرية لتدمير هيروشيما، مُصدرة نباح الموت.
نفس الملاحظة في ميسينا، في إيطاليا، حيث ضرب زلزال المدينة في عام 1908.
الشيء نفسه في المحيطات:
فرارات مفاجئة لأسماك السلمون الخائفة، موجات الحيتان الذين سقطت على الشواطئ، وأسماك القرش التي فرت من مكان عيشها منذرة باضطراب شديد قادم. وعلى الأرض، تخرج الثعابين من جحورها في حالة حدوث تغيّر في المجالات المغناطيسية للتربة. فيما بإمكان الدجاج والأوز والحمام حسب بعض الباحثين الكشف عن انبعاثات الغازات المشعة. وتحدث هذه الانبعاثات عندما تتكسر الصخور تحت الأرضية التي تحبس الغاز وتتحرك بوقت قليل قبل أن تتزلزل الأرض.
وأخيرا في الأجواء، تطير الطيور عادة قبل سوء الأحوال الجوية. ويخبرنا فرانسوا غوران المتنبئ بالأرصاد الجوية الفرنسية، بأن التغيير المفاجئ في الضغط الجوي مرفوقا بتغيير مفاجئ في قوة أو اتجاه الريح، هو بمثابة إعلان عن عاصفة كبيرة أو إعصار. وهي ظواهر تقدمية يمكن الاستعداد لها قبل ثلاثة إلى خمسة أيام مسبقا. ولكن ليس هذا هو الحال بالنسبة للعواصف الرعدية أو الطرانيد، "الأمثلة الوحيدة المحلية جدا والسريعة جدا وعلى نطاق صغير جدا"، يضيف خيبر الأرصاد الجوية. في جميع هذه الحالات، أليس من الممكن الاتصال بالطبيعة من خلال الحشرات؟
مترجم بتصرف جريدة لوبوان - بقلم بيغا حسيني
نشرت بتاريخ 22/03/2014
واقرأ أيضاً:
هل يمكن أن نكون مدمنين على الكافيين؟ / الشوكولاته، هل هي مفيدة لنا؟ / السائق يجد صعوبة في الاستماع أثناء القيادة
التعليق: مقالة رائعة جدا لكن ملاحظة لو كانوا يتوقعون الزلازل قبل حدوثها بفضل انبعاثات أو أصوات أو أو فكيف تنبأت الكلاب بالقنبلة الذرية