قلت أرتاح شويه من مشاكل مصر وأروح أحضر مؤتمر الطب النفسي في نيويورك، والعلم أفضل بكتير من الدخول في حوارات سياسية عقيمة وتزعل الناس مننا، خصوصا بعد ما قالوا ان مفيش مناظرة رئاسية هاتتم مع أنها كانت مظهر تحضر الانتخابات اللي فاتت وحسينا أننا بقينا زي الدول المحترمة.
كنت باتعشى أنا ومحمود صاحبي في مطعم “Red Lobster” في “Time Square”، وحسيت براسي لفت من كتر التعب ودخلت في تعسيلة، وفجأة لقيت المطعم شغل شاشات عملاقة زي اللي في الميدان وكلها بتذيع المناظرة بين السيسي وحمدين، فاستغربت وسألت: هما مش قالوا لغوها علشان السيسي مش محتاج مناظرات ولا برنامج ولا حتى انتخابات، وكفايه حب الشعب، وبعدين هو ناجح ناجح المهم، فرحت إن أمريكا كلها واقفه على رجل ومهتمة بينا غصب عنها، وكل بياعين الأكل على العربيات في وسط مانهاتن نيويورك وقفوا يشوفوا المناظرة ومنهم مصريين ومغاربة ولبنانيين وبتوع أمريكا اللاتينية.
سبنا المناظره ورحنا نأجر عجل في الـ “Central Park” من شاب أسمر طلع من بوركينا فاسو، محمد صاحبي (أخو محمود) قال له "احنا دايما نغلبكم في الكوره" ، ضحك الشاب "البوركينافاساوي" وظهرت أسنانه البيضاء، وقفت في شارع 42 عند 8thA venu لقيت الشاشه مش واضحة قعدت على السلالم اللي في الميدان قصاد ماكدونالد أتابع المناظرة، لقيت هيكل جايب الاتنين وموقفهم قصاد بعض وبيقول لهم: انت عبدالناصر وانت عبدالناصر بشرطة، وسنعود بالشريط والذكريات للستينات (فظهر مرسي ليقول: وما أدراك ما الستينات) ولقيت واحد مربي دقنه وبيعيط ويقول "مرسي راجع"، ووراه ناس ماشيين مغميين عينيهم وبيقولوا "مرسي راجع"، وعرفت في وسطيهم دكتور مشهور زميلنا برضه مغمي عينه وبيقول "مرسي راجع".
قلت أنزل ال Subway والحق المترو اللي رايح Canal Street لقيت طالب من جامعة الأزهر حكموا على زميله بالسجن 17 سنة وحكموا على أبيه بالإعدام شايل اسبراي وقاعد يكتب على جدار المحطة "كرهك للإخوان خلاك حيوان"، وسمعت المنصف المرزوقي رئيس تونس بيخطب في التليفزيون التونسي في نفس وقت المناظره وبيقول:"الليبراليون المصريون خانوا الديموقراطية".
ظهرت لميس الحديدي وهي تسأل الأستاذ هيكل: إيه اللي خلاك ترجع لنا الشريط القديم تاني وتجيب لنا اتنين عبد الناصر يدخلوا الانتخابات قصاد بعض؟
هيكل يرد: الحقيقه أنا كنت حاسس بغربة فحبيت أرجع القديم تاني وغالبا هجيب كل زعماء عدم الانحياز ومؤتمر باندونج (غاندي ونهرو وتيتو) يحضروا الانتخابات ومعاهم خروشوف الزعيم السوفيتي العظيم..ياه كانت أيام حلوه يا لميس!
يظهر شاب في مداخلة على قناة الجزيرة: هي مصر دي بدلة بتقيفها يا أستاذ هيكل علشان تبقى على مقاسك وتناسب برنامجك القديم؟
لميس (متجاهلة هذا الشاب المتطفل): وإيه رأي سيادتك في رجوع وزارة الإرشاد القومي والتنظيم الطليعي والاتحاد الاشتراكي، والهيئة العامة للاستعلامات؟
هيكل: هو ده حلمنا اللي بيتحقق دلوقتي
لميس: والشباب اللي قاموا بالثورة؟
هيكل : يغوروا .. آسف .. قصدي نعمل لهم تثقيف سياسي على إيد محمد فايق
ويظهر السيسي على الشاشه العملاقه في الميدان الأحمر في موسكو بينما سيدات مصر يبكين من كثرة التأثر وهن يسمعنه: "إنتم مش عارفين انكو نور عينينا ولا إيه"
حمدين : الخطاب العاطفي ده مايأكلش الغلابه عيش
السيسي: أنا باصحى 5 الصبح وطول عمري منضبط وناجح في شغلي وتدرجت في أعلى المناصب العسكرية في مؤسسة وطنية، لكن للأسف انت ماعرفتش تنشئ حزب ولا عرفت تنجح جريدة ... يا راجل دانت بتصحى من النوم العصر وتقعد 3 ساعات تسرح شعرك أو حد يسرحهولك !!! .
حمدين: أنا اتسجنت 17 مرة علشان حقوق المصريين وحقوق الغلابه .
شفيق : وانا قتلت واتقتلت علشان خاطر عيون مصر وعملت لكم المطار .
مرسي : وانا اتسجنت كام مرة علشان أحافظ لكم على الهوية الإسلامية .
شاب شيوعي سابقا يساري لاحقا ليبرالي علماني حاليا يكتب على الفيس بوك: مرسي راجع ..ههههههههه .. برج العرب.
رحت محلات ميسي لقيت الأسعار نار قلت اخطف رجلي وأروح نيوجرسي ركبت أتوبيس 111 وبعد نص ساعه كنت أنا ومحمود في "جيرسي جاردن مول" الأسعار هناك حلوة وفيه كل البراندات، وبالمرة نشوف بقية المناظرة هناك
حمدين للسيسي: انت فرقت البلد وقسمتها وعملت إقصاء للتيار الإسلامي كله، وعليك تار ودم للإخوان اللي قتلتهم عند الحرس الجمهوري وفي رابعه والنهضه ورمسيس، وعمر البلد ماهاتهدا لو حكمتها، لكن أنا اللي ممكن ألم البلد على بعضها وأعمل تصالح.
- السيسي متجاهلاً حمدين ومخاطباً ياسر رزق: انتوا المثقفين انتوا حاولوا تحصنوا منصب رئيس الجمهوريه علشان البلد تستقر .. مش معقول بعد سنتين أو اربعه حكم يطلعوا الشباب الثوريين ولا الإخوان ولا 6 إبريل يقولوا "يسقط حكم العسكر" ويطالبوا بانتخابات مبكرة.
- حمدين: انت مش انت في تسريبات الجزيرة..واحد تاني خالص غير اللي بيداعب مشاعر المصريين بحنيه زايدة..كفاية علينا حكم العسكر 60 سنه ضيعتوا البلد وماخدناش منكم غير الفشل.
السيسي: أنا أنقذت المصريين من الحرب الأهلية..وبعدين يا إبراهيم مش أنا قلت ماحدش يقول "حكم العسكر" دي قدامي تاني؟
حمدين: المصريين اللي أنقذوا نفسهم وطلعوا بالملايين..انت اللي لازم تشكرهم مش هما اللي لازم كل شويه يترجوك علشان تترشح..وبعدين انت بتغلط نفس غلطة الإخوان تقول مش هترشح وتترشح وتقول مش عايز سلطة ودلوقتي بتجري وراها، وبتحط الجيش وسمعته في معترك السياسه.
ويظهر الكاهن العجوز بجوار Adult Movie Show يرش الملح على النار ويدير عجلة التاريخ إلى الوراء بينما المصريون واقفين طابور وبيسألوا على الأتوبيس اللي بيروح ميدان التحرير، فيشير إليهم الكاهن الأعظم إلى الأتوبيس اللي رايح موسكو وبيعدي على منشية البكري.
- حمدين: أحكام الإعدام دي زياده قوي وهاتسقط كلها في النقض..بس سمعة مصر اتشوهت (بلاغ للنائب العام يتهم حمدين بإهانة القضاء وربما يخرجه من سباق الرئاسة)
- الكاهن الأعظم: خلو حمدين علشان الانتخابات يبقى لها طعم.
- شاب تمرد يكتب على حسابه على تويتر: الحل نعين حمدين رئيس تحرير الجمهوريه ونخلص..ههههههه.
- شاب مصري عايش في أمريكا من سنين شافني في مطار جون كينيدي وأنا راجع قال لي بشوفك في التليفزيون كتير وأنا راجع مصر علشان أعيش فيها ولازم كلنا نقف جنب السيسي..ولا إيه يادكتور ؟..هو انت تبعوا ولا تبعهم؟
- حمدين: ما ينفعش تقصي الإخوان والتيار الإسلامي كله وتقضي على اليمين الديني لحساب التيار اليساري والعلماني والليبرالي وتقول في الآخر البلد هاتهدا، انت عارف هما قواعدهم الشعبيه أد إيه، واذا كانت الناس سكتت على اللي بيحصل بسبب كرههم للإخوان لكن مسيرهم يفوقوا ويحاكموا كل اللي اتلوثت إيديهم بدماء المصريين.
واحد مصري بيبيع Hot Dog على عربيه في شارع 10 في المقطم بيهتف: " إسلاميه إسلاميه..رغم أنف العلمانيه"
- حمدين: فاكر لما كنت بتحلم بالسادات وهو بيديك الساعه في إيدك..كان نفسك تحكم مصر وعملت كل ده علشان تحقق حلمك الشخصي مش عشان مصر..والبركه في غباء الإخوان.
- السيسي: أنا لم أكن أنتوي الترشح لرئاسة الجمهورية لولا رغبة الجماهير..وأنا ماأقدرش أكسر بخاطر المصريين..دأنا اموت احسن ولا تنزل دمعه من عين أي سيده مصريه أو بنت مصريه (الأولاد مش مهم)
- حمدين: أنا جاي احقق أهداف ثورة يناير في العيش والحرية والعدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية.
- السيسي: سيبك من الشعارات دي..أهم حاجه عند الناس الأمن يعني الشرطه والجيش، هما اللي هيحققوا الانضباط في البلد لما نحط على راس كل مؤسسة لواء شرطة أو جيش عارف يعني إيه نظام وانضباط ويصحي الناس 5 الصبح.
تظهر على شاشات ال Time Square العملاقه فتيات 7 الصبح يحملن صور 23 ألف معتقل وألف محكوم عليهم بالإعدام وهن يطفن بشارع 42 متجهات إلى Javit Conventional Center ليشرحوا قضيتهم للمجتمعين في مركز المؤتمرات
واحد قال لهم اتمشوا على طول وعند ال 11 th Avenue تاخدوا شمال.
خلصت أكل في المطعم وقلت ارجع فندق Hampton Inn ألاقي أوباما دخل في وسط المناظره من قناة الجزيره يرفع سبابته السلطوية الشهيرة ويحذر من مغبة إقصاء الإسلاميين من الساحة السياسية ويصف ذلك الإقصاء بأنه عمل غبي ولن يؤدي إلى الإستقرار، ويتبعه محلل استراتيجي على قناة الشمس يقول: من غير المنطقي التوهم بإمكانية الإجهاز على تيار بأكمله له جذور في المجتمع، كما أن له عقيدة وفكراً ومشروعاً سياسياً ونهضوياً (بس مش واضح قوي) قد نتفق أو نختلف معهم ولكن العقائد والأفكار لا تنتهي بقرار إداري أو حكم محكمة، وبعدين، إيه الحل يامحلل؟
لازم نديهم فرصه يصححوا أوضاعهم خاصة الشباب منهم مالهمش ذنب غير إنهم لغوا عقولهم.
وهي دي حاجه بسيطه يامحلل افندي ؟!
- حمدين: أول حاجه هاعملها هارجع حق الشهداء، وأفرج عن المعتقلين.
- السيسي: شهداء الشرطه والجيش أكيد هانكرمهم ونعوض أهاليهم.
- شاب ملتحي على قناة الجزيرة: طيب وشهداء رابعه والنهضه ورمسيس هاتعملوا لهم إيه؟
- صوت مجهول: ربنا يتولاهم..وكل يبعث على نيته
- السيسي: لا مكان للإخوان في المجتمع المصري
- حمدين: هذه هي الفاشية العسكرية التي نرفضها كما رفضنا من قبل الفاشية الدينية..مصر لكل المصريين مهما اختلفنا معهم، والمخطئ نحاسبه بالقانون العادي مش القانون التفصيل بتاعكم ولا المعتقلات ولا أمن الدولة ولا الأمن الوطني ولا الأمن الاستثنائي.
- السيسي: الإخوان ليسوا مصريين بل إرهابيين، ولا مكان للإرهابيين في المجتمع والناس كلها كرهتهم من أعمالهم.
- حمدين: أنا ما انكرش إنهم غلطوا في حاجات كتير وحكموا بغباء شديد، وضيعوا نفسهم وضيعوا الثورة وكانوا هيضيعوا البلد، لكن كلنا غلطنا وبنتعلم من غلطنا ولازم نديهم فرصه يصححوا أوضاعهم خاصة الشباب منهم ملهمش ذنب، وبعدين سيبنا من الإخوان دلوقتي احنا عايزين حق الشهداء ولازم نكرمهم.
- شاب يتصل مرة أخرى على قناة الجزيره أثناء المناظرة: طيب وشهداء الحرس الجمهوري وسيارة الترحيلات؟
- ترد عليه لميس الحديدي بعد أن استأذنت من الأستاذ هيكل: يولعوا
- فيرد هيكل الذي يقضي ساعات طويله في البرنامج: هما ولعوا فعلا لكن أعتقد انهم هيرجعوا تاني دول بسبع أرواح، وبعدين هما سايبين فراغ سياسي ماحدش ملاه لحد دلوقتي..وماقدرش عبدالناصر يقضي عليهم، وماقدرش السادات يسيطر عليهم، وجه مبارك وقدر يحجمهم ويحتويهم بذكاء شديد، وكمان قدر يستفيد من وجودهم.
- السيسي: أنا بقى اللي هاقضي عليهم واخلص المجتمع المصري منهم .
- حمدين : العالم كله بيتجه للحكم المدني الديموقراطي الحديث، واحنا مش معقول نرجع للحكم العسكري.
- السيسي: كل اللواءات والعمداء والعقداء اللي هايمارسوا السياسه هايلبسوا مدني..أنا أصدرت تعليماتي بكده.
- المذيع: وهاتحل مشكلة البطاله إزاي؟
- بالتوسع في سوق العبور.
- والطاقه؟
- بفرض اللمبات الموفره على كل البيوت.
- ورغيف العيش؟
- بتقسيم الرغيف أربع تربع.
وهنا يظهر هشام قنديل رئيس وزراء مصر في عهد مرسي قائلا:" ويلبسوا قطن ويقعدوا في أوضه واحده علشان مايشغلوش تكييفات كتير "
سواقين التوكتوك في Spring Street يشعلون النار في تكاتكهم وفي أنفسهم احتجاجا على ابتزاز أمناء شرطة نيويورك لهم وسكوت رئيس مجلس حي "سوهو" على اعتبار أن هؤلاء السائقين "أوباش" ويستحقون القتل.
بعد أن انتهيت من العشاء في مطعم Red Lobster قلت آخد تاكسي لأن الوقت صار متأخرا بسبب المناظرة، وإذا بشرطي يعترض طريقي ويطرحني أرضا ويأخذ مامعي معلنا أنني كنت أوزع منشورات على الفيس بوك مؤيدة للمرشح المنافس، وأنني أنتمي لمنظمة إرهابيه وطابور خامس وأمارس التخابر مع ولاية نيوجرسي المجاورة..فاستسلمت للنوم ثم استيقظت على صوت حنون لمضيفة الطيران وهي تقدم لي شراب تفاح وتطمئنني بأنه خال من الكحول -حسب طلبي دائما- فصرخت في وجهها قائلا : "أمال الهلاوس دي منين" ؟
- حمدين (يظهر مرة أخرى على مقهى بعد أن قطعوا عنه الإرسال): وحقوق الإنسان اللي اهدرتوها لما اعتقلتوا 23 ألف وقتلتوا آلاف في الميادين والشوارع بدون داعي وكما ن اعتقلتوا شباب الثورة علشان بيتظاهروا سلميا.
- السيسي (يظهر على كل شاشات التليفزيون الرسمي والخاص): كان لازم نحافظ على الأمن والإستقرار .. مصر مستهدفة.
- حمدين: انتوا غطيتوا على ثورة يناير وشوهتوا ثورة يونيو وسلمتوها للفلول وزيفتوا وعي الناس بالإعلام المملوك لرجال الأعمال بتوعكوا.. الاستقرار بيتحقق بالعدل والعداله الاجتماعية وحقوق الغلابة.
مجموعه من الشباب تهتف: " كلنا بنحبك ياناصر" " ياجمال ياحبيب الملايين" فرد جمال وجمال بشرطة التحيه للشباب مهنئين إياهم بمرور خمسة أعوام على ثورة 1952 م.
- السيسي: احنا مش بتوع شعارات احنا بتوع شغل وإنجاز.
- شفيق(يظهر على قناة دبي): أفعال لا أقوال.
- مرسي (على قناة الجزيره): وها أنا أفعل.
واحد شحات بيفك اكياس الزباله اللي جنب ماكدونالد في time Square بحثاً عن بقايا السندوتشات وأعقاب السجاير..بينما رجل البوليس يربت على كتفيه بحنان مفرط "انت في عينينا وقلبنا".
- حمدين (مازال يبث حديثه لأنصاره فقط على القهو): ماذا فعلت الحكومه الحالية للناس، والكهرباء في انقطاع مستمر، ورجال الحزب الوطني هم عصب النظام والإعلام الآن وكأن الثورة لم تقم.. والشرطة عادت للبطش والتنكيل والإعتقال وتلفيق التهم.
- السيسي: الأمر يحتاج للصبر والعمل والصحيان بدري..وكلها 8 سنين والأمور تتحسن تدريجيا.
تنطلق زغرودة جماعية من سيدات وبنات مصر، بينما يهتف شباب الحزب الوطني، وشباب "نمرد" : "مصر مصر تحيا مصر"
- حمدين: أنا طول عمري في السياسة ولم أتغير أو أتلون وسجنت 17 مره دفاعا عن الحق والعدل للغلابة، لكن انت عمرك ما مارست السياسة غير من سنة واحدة، وفي كل حواراتك بتحل المشاكل بالأمر المباشر والقرارات السلطويه ودي بقى مش سياسة.
- السيسي (يحاول أن يضبط انفعاله): وعملت إيه طول عمرك في السياسة يا أستاذ حمدين..الحزب ماكملش، والجورنال ما حدش يعرفه..ممكن تقول لي انت بتشتغل إيه، وإنجازاتك إيه؟ غير حكاية ناشط سياسي.
- حمدين: أنا وزملائي المناضلين السياسيين كنا جزء مهم من ثورة 25 يناير اللي أسقطت مبارك، وانا اللي أسست التيار الشعبي اللي أسقط مرسي في 30 يونيو، وانت النهارده بتجني كل المكاسب دي، بطولتك وزعامتك صناعة إعلامية لكن البطولة الحقيقية للشعب اللي ثار واللي خرج بالملايين وغير حكامه، حضرتك يادوب أعلنت النتيجه وكتر خيرك أخذت قرارك بالوقوف بجوار الشعب.
- السيسي: أنا حطيت روحي على كفي وانا باخد القرار المصيري ده.
- حمدين: وانا مقدر تضحيتك وشجاعتك، لكن مش موافق على حكاية الزعيم الملهم والزعيم الأوحد والزعيم المقدس وانتهاك حقوق الإنسان وعودة النظام القديم والحكم العسكري بعد ثورتين بهروا العالم.
قررت العودة إلى مصر بعد أن انتهى المؤتمر العلمي العظيم و وفي الطريق سألني السائق: من أي البلاد أنت؟
قلت من مصر
قال لي ماذا ؟
قلت له : Cairo
فرد متسائلا : Where ?
فرددت في غضب وشعور بالحسرة : Middle East
فقال : Israel ? Beside
فقلت له : مصر أد الدنيا، غصب عن عينك وعين أمريكا وإسرائيل، إسرائيل دي إيه ؟
فنظر إلي مبستماً وشامتاً ومتشفياً.
واقرأ أيضا:
حمار العمدة / ثورة يناير / أحبتنا... بيانا / يا ويلكو من غير شور أبوكو نجم / الرهينة / شيكاجو (أزمة المغترب عن وطن مضطرب)2