مقدمة: سألتني مقدمة برنامج في القناة الثقافية عن تفسيري لما يحدث بالجامعات ومن الشباب خاصة، فنبهتها إلى أننا –حتى في العلاج النفسي–لم نعد نقف عند التفسير "لماذا؟" بل انتقلنا إلى مواجهة المسئولية "إذن ماذا؟"، ذلك أن العلاج الذي أمارسه اسمه "المواجهة: المواكبة: المسئولية، (م.م.م.)، وقلت لها إن هؤلاء الشباب عبارة عن كتل هلامية متحركة من الفراغ، نشأوا بلا مدارس لها حوش وفيها مجتمع يقوده (مدرس) قدوة، وبلا بيوت (أسَر) فيها راع مسئول عن رعيته، وبلا دولة فيها قانون واحد يطبق على الجميع سواسية، فأصبحوا أجسادا تتحرك مليئة بالفراغ،
قابلة للانفجار حين تلقى فيها أية شرارة عابرة، وأن على الإعلام (والدولة وكل من يهمه الأمر) أن نعيد بناء الوعي منذ الطفولة إلى نهاية العمر عبر أجيال متعاقبة، وحين سألتني وكيف ذلك؟ لم يكن هناك وقت للإجابة، لكنني وجدت بين أوراقي هذه العناوين، قد وجدت أنها برغم ظاهر صعوبتها، دعوة للقارئ المهتم أن يتصور ما يشاء عن كل عنوان، أو على الأقل أن يمعن النظر قبل أن يسارع –بعد الدهشة إن وجدت –إلى الرفض ومطالبة الكاتب بالإيضاح:
الفرض
دعوة للقارئ الجاد أن يشارك في البناء، ولا ينتظر الإجابة
منهج للبحث العلمي يقوم به الشخص العادي لفحص القيم السائدة والواعدة:
• لو سمحتَ: تبدأ بالكلمة التي تصف القيمة المذكورة
• تنطقها، تتأملها، تحسن الإنصات لرنينها داخلك
• ثم تتلفت حولك تتابعها بأي قدر من الحدْس والأمانة بعد أن تزيح من فكرك ما شاع عنها بسطحية وعجلة
• ثم ترجع إليها لتعيد النظر فيها، وأنت وضميرك
وقد تجد الإجابة الصالحة للثلاثين سنة المقبلة (كبداية): وسوف تتوقف عن السؤال اللحوح: "ماذا حدث، ولماذا؟" لتنتقل إلى الإجابة المسئولة "هذا حدث: إذن ماذا؟"،
ولن يحكم على موقفك إلا شعورك بربك كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك، يعينك على ذلك حبك لشعبك كأنك الرئيس المسئول المنتخب، فتملأ وقتك وأنت محاسب عن كل ثانية فيه، ثم نتحمل مسئولية النتائج معا.
وإليك نتائج محاولتي مواطنا مهتما مسئولا أمام ربي وناسي، وليس طبيبا نفسيا مفتيا،
انقسمت عندي القيم الشائعة والواعدة إلى ثلاث مجموعات كما يلي:
المجموعة الأولى:
فضائل (كاد) ينتهي عمرها الافتراضي (لإعادة النظر)
1- الثبات على المبدأ (الجمود؟؟)
2- أنصر أخاك ظالما أو مظلوما (التعصب الفئوي)
3- البراءة المثالية البدائية (نكوصا)
4- الفخر بالوساطة (وبالوصول)
5- مسايرة الجماعة (القطيع)
6- الفخر بالنشر (للنشر)
7- الجوائز (في ذاتها لذاتها)
8- احتكار جنات الله تعالى
9- "تقديس" تراب الوطن (بديلا عن الانتماء للمواطنين)
10- التضحية المثالية (مع انتظار ثمن باهظ)
11- اللقب العلمي (دون علم حقيقي)
12- السلامة أولا (الجبن سيد الأخلاق)
13- الوسطية التوفيقية (التلفيقية)
14- حقوق الإنسان (المكتوبة المستوردة)
15- الديمقراطية ( خاصة بالإنابة)
16- التضحية (وطلب المقابل سرا)
17- النفس المطمئنة (توقفا الساكتة الساكنة)
المجموعة الثانية
رذائل (عادات) كادت تصبح فضائلا
(المطلوب: المواجهة للرفض)
1- الغش الفردي (بوعي أو بدون وعي)
2- الغش الجماعي (الأسَري خاصة)
3- الشطارة (طول الوقت)
4- التهرب من الضرائب
5- البحث العلمي المتجمد
6- البحث العلمي الزائف (مناظر منهجية)
7- الاقتباس (دون إذن)
8- الشللية (جدا)
9- الاستسهال
10- حذق التزوير
11- الدين الَحـْرفي (التعصب)
12- العزوف عن القراءة
13-الاحتكار في التجارة
14- التفنن في "اللاعمل"
15- الكسل
16- التشهيل
17- التأجيل (إن شاء الله سلبا)
18- التفويت (على حساب الإتقان)
19- الطَّنْبلة (التطنيش عموما)
20- الاستهلاك (والفخر به)
21- فن ملء الوقت "باللا شيء"
22- التوقف عند السببية الحتمية
23- العزوف عن السياسة
24- الاستغراق في التاريخ
25- الاستسلام لحرْفية التراث
26- التسليم الأعمى للأرقام الجامدة
27- تصديق الرواية الشفاهية بلا نقد
المجموعة الثالثة
فضائل وقيم آمل أن تتخلق بتشكيل الوعي الجديد (للرعاية والتنمية)
1- فضيلة الحيرة الطازجة
2- المخاطرة المبدعة
3- الحس النقي (المتفتح)
4- الإتقان
5- الوعي الممتلئ (الممتد)
6- الجهل المعرفي
7- الإنصات
8- التلقيِ المبدع
9- "تأجيل الحُكْم"
10- الاقتحام المسئول
11- الحوار الصامت
12- العمل البدني (واليدوي)
13- الحركة (حلاًّ وترحالا)
14- الدهشة المتجددة
15- تحمّـل الغموض
16- احتواء الغموض
17- ذكاء السؤال
18- وضع الفروض
19- نقد الفروض
20- نقد الذات
21- القدرة على تغيير الرأي
22- صنع الجمال
23- التمتع بالجمال
24- الإبداع المنتـَـج
25- الإبداع التلقي
26- تقمص الآخر(لقبولٍ أصدق)
نقلا عن جريدة اليوم السابع
الثلاثاء: 15-4-2014
اقرأ أيضا:
الاحترام، يحل محل الغيظ والحسد / بين الشماريخ والإعلام: يا رب سترك / الذين يعبدون الله على حرف، والإيمان المصري