بدأت الحرب العالمية الأولى (28\6\1914-11\11\1918) حينما أعلنت الإمبراطورية النمساوية المجرية الحرب على مملكة صربيا في يوليو 1914، على أثر أزمة دبلوماسية بين البلدين بسبب اغتيال ولي عهد النمسا الأرشيدوق فرانز فردينالد وزوجته على الجسر اللاتيني في سراييفو، من قبل طالب صربي يدعى غافريلو برينسيب أثناء زيارتهما لسراييفو.
نعم الحرب العالمية الأولى بدأت في شهر حزيران عام 1914، وكأن الحرب العالمية الجديدة قد بدأت في شهر حزيران عام 2014، فهل إنها طبائع القرون وسلوكها؟!
تساؤل يستحق النظر والتحليل والبصر!!
العالم يتحرك باتجاه محاور جديدة متصارعة ومعبأة بالقدرات التدميرية الهائلة، وقد كشفت الحالة السورية تنمية محاور واضحة، ذات تفاعلات مؤثرة في صناعة اتجاه تطور الصراعات، وتفاقمها وأخذها بمسارات متنوعة.
وفي منطقة بلاد العرب، تتحقق مساندة الإسلام السياسي من قبل قوى عالمية لتشكيل محاور ذات توجهات طائفية واندفاعات متطرفة، ويتواصل التركيز على الدين الإسلامي بكثافة عالية، حتى ما عاد اسمه يُذكر أو أن العروبة لها قيمة ومعنى ودور، وإنما تحول هذا الدين الجامع الرحيم إلى طوائف وفئات ومجاميع يتم توفير مستلزمات تقاتلها ومحقها لبعضها.
والمحاور التي تتشكل أو تتنامى أخذت تؤثر في مسيرة التداعيات الحاصلة، وما جرى في العراق يقع ضمن هذه التجاذبات والتنافرات العدوانية الإقليمية والدولية، التي في حقيقتها حروب بالوكالة أو حروب مباشرة، ولكن ليست على أراضي القوى المتقاتلة.
ولهذا تحولت سوريا إلى ميدان معركة وكذلك العراق واليمن وليبيا، وستدخل دول إسلامية أخرى في نادي الحروب المؤزرة من قبل قوى ذات مصالح وتطلعات طائفية.
وهذا يعني أن الحرب التي عليها أن تتحقق ستكون في بلاد العرب، وبين العرب المسلمين والعرب المسلمين، حتى لتتحول جميع البلدان إلى موجودات متناحرة ساقطة، ويرتبط مصيرها بالقوى التي امتلكتها وحولتها إلى مُنفّذ لمصالحها وأهدافها، التي تبغي من ورائها الإيقاع بقوى أخرى، ولكن دون أن تخسر أحد من أبنائها.
أي أن الحرب المطلوبة في هذا القرن قد بدأت وأنها ستتنامى، ولا يمكن تصور أن الأزمات ستنفرج، أو أن السلام سيعم، وإنما الأحداث تشير إلى أنها تتحرك بإتجاه متصاعد، ووفقا لمحاور أخذت تتشكل وتدخل ميادين المواجهات بسرعة وثقل كبير.
وعليه فإن الصراعات الدامية ستتفاقم في داخل البلدان التي تنازلت عن هويتها الوطنية، وتمسكت بهويات الطائفية والتحزبية والمذهبية والعنصرية، وحولت الدين إلى وسيلة لسفك الدماء.
وكلها تجري تحت شعار "سعيد مَن اكتفى بغيره"!!
واقرأ أيضاً:
الأسائيس؟! / العقل الوطني المعصوب / الثيران تصرعنا!! / الإرادة المستلبة والمفروضة!!