ظل لوحش
الوحش الكبير لا يمكن أن يأكل أرنبا صغيرا .. قال لنفسه وسار مطمئنا .. فسار الوحش بحذوه متبعا خطاه.
قال لنفسه:
لو طارد الوحش الكبير أرنبا لحط من قدره .. وأسرع .. فلاحظ أن خطوات مسرعة تسير بحذوه.
قال لنفسه:
الحذر يمكن أن ينقذ حياة، وكونه وحشا كبيرا لا يعني أن عقله ليس صغيرا يسمح له أن يطارد أرنبا.. وأسرع داخلا جحره .. فأخفت الشمس – التي عجزت عن دخول الجحر – في قلبها ظلا لوحش.
حديث عشق
يا عائشة! تعالى لأحكى لك حلمي..
كنت أنا وهي في الصحراء، للرمل صوت غير صوت المدينة، وللهواء هناك طعم الجفاف .. كنت على فرسي أغزل من رمل الصحراء طريقا، وأروي الهواء بنغمات صوتي، وكانت هي تفترش الأرض في زيها البدوي الجميل، تخفي جسدها عن رمال الصحراء الراغبة في التسلل لجسدها البض عبر الثياب، وعن شمس الصحراء المتلصصة من خلف السحاب الغائب .. أشارتْ وتَوقَفْت .. تعجبتُ وسألْت .. قالت: أنها غفت .. وأن القافلة تحركت بدونها .. وأنه الشيطان.
"كيف لشيطان أن ينتصر على ملاك ؟!"
ما كان لي أن أتركها خلفي، فحملتها أمامي وتهادى بنا الفرس، كأنه يرقص على عزف القلوب .. دخلت المدينة لا أطلب ليلا ولا أخشى عيونا .. أوصلتها دارها / داري، وسألت فى الحي عنها .. قيل هي أنت .. فأتيت إليك يا عائشة لأحكي لك حلمي .. تعالي.
واقرأ أيضًا :