في ليلة اجتمع فيها ظلام الليل مع ظلمة النفس .. تُرك وحيداً في أرضٍ قفراء عن يمينه صحراء ممتدة، عن شماله ماضٍ تعيس، من فوقه سماء باردة، ومن تحته ذنوبه وخطاياه.
نظر الفتى إلى السماء بعينين دامعتين وهو يهذي: هكذا الدنيا.
ظل يمشي .. وبعد مسير لا يعلم قدره فإذا بكوخ يلوح أمام عينيه قد بدت أنياب الزمن ومخالبه في ثناياه .. وكأن هذا الكوخ قد أظلم .. كما ظلم، دخل بعد تردد فإذا كل شيء يغطيه التراب!
فارتمى على الأرض وظل يتمرغ على ترابها بارتياح نام نوما عميقا، حالٌ متقلبة .. أحلامٌ تعيسة .. ضحكات هستيرية ودموع .. إذا رأيتها خلتها لا تتوقف! ضحكات .. إذا سمعتها خلتها من مخبول!
وبعدها استيقظ من نومه .. الذي لا يعلم مقداره، ظل يفكر هل تريد له الأقدار الفرح والسعادة بعد ما ذاقه من عذابات؟!!
وبعد هذه الخواطر تملكه اليأس وقرر أن لا بقاء في هذه الدنيا .. وجد عن يساره سكين صدئة فقبض على السكين بيد جامدة وهمَّ ليعمِّد السكين في صدره .. ليقضي على أحزانه قبل أن يقضي على الروح أو الجسد، فإذا به يسمع طرقا شديدا .. هيا استيقظ .. استيقظ، وعندما فتح عينه وجد عن يمينه صورة كاظم الساهر وعن يساره صورة شاكيرا والكمبيوتر على وضعه منذ الأمس! فردد: كل ذلك بسبب فيلم ال Action وقال: الحمد لله كل ذلك في غياهب الحلم وأفاق ليبدأ يوما جديدا بأحزان جديدة!!
واقرأ أيضًا :
كلماتٌ على مِقْصلة الحلم: / لستُ أنـا ! / فَـداحَـهْ ! / بَعْدُ وَبَعْدُ... / فِـقْـهُ الرَّغْـبَةِ ! / وجوهٌ شتي !! / عسى..يا عَسى! / سببٌ مَبْـحُـوح !