الكاتب: رياض الصالح الحسينالبلد: سوريةنوع العمل: قصيدة نثريةتاريخ الاضافة 17/11/2014 19:33:24 تاريخ التحديث 26/07/2019 04:54:40 المشاهدات 3752 معدل الترشيح
كئيبًا ومنفتحًا كالبحر، أقف لأحدِّثكم عن البحر مستاءً وحزينًا من الدنيا، أقف لأحدِّثكم عن الدنيا متماسكًا وصلبًا ومستمرًّا كالنهر، أقف لأحدِّثكم عن النهر وعندما يصبح للنافذة عينان تريان يأسي وللجدران أصابع تتحسَّس أضلاعي وللأبواب ألسنة تتكلَّم عنِّي وعندما يصبح للماء طعم الماء وللهواء نكهة الهواء وللحبر الأسود هذا رائحة الحبر وعندما تهيّء المطابع الأناشيد للقرَّاء .. بدلاً من الحبوب المنوِّمة وتهيّء الحقول القمح بدلاً من الأفيون وتهيّء المصانع القمصان بدلاً من القنابل.. سأقف .. أيضًا، سأقف لأحدِّثكم عنِّي لأحدِّثكم عن الحبّ الذي يغتال المراثي عن المراثي التي كانت تفتح دفترها الملكي لتسجِّل أسماءكم في قائمة القتلى عن القتلى المتشبِّثين بالضمَّاد والميكرو كروم الذي لم يأتِ وسأقف .. أيضًا، سأقف لأحدِّثكم عنِّي مثلما يتحدَّث الديكتاتور عن سجونه والمليونير عن ملايينه والعاشق عن نهدي حبيبته والطفل عن أمِّه واللصّ عن مفاتيحه والعالم عن حكَّامه سأحدِّثكم بحبّ .. بحبّ .. بحبّ بعد أن أشعل سيجارة!