أمِنْ موتٍ إلى موتٍ فلسطينٌ
لنا الصلواتُ والتهليلُ والبُشرى
أمِن قصفٍ إلى نسفٍ
يُحرِّرُ ظلُّها المذبوحُ
فوقَ الأرضِ تحتَ الأرضِ ألواناً
مِنَ الأسرى
لماذا جرحُها الأبديُّ
بينَ لغاتِ هذا الكونِ لمْ يتعبْ
ولمْ ينضبْ
ولمْ يُهزمْ
وحلَّقَ في جهاتِ الحبِّ
مِن مسرى إلى مسرى
أيبقى صوتُها القدسيُّ
بسملةً
تُسافرُ في فضاءاتٍ منَ الذوبانِ
في اللهِ وتفتحُ في صلاةِ الليلِ
تلكَ الجنَّةَ الكبرى
أضيئي
يا فلسطينُ المدى الآتي
تراتيلاً مقدَّسة
وفتحَ المسجدِ الأقصى
فكمْ قتلوكِ مرَّاتٍ وكلُّكِ
مِن شموع ِ الأجملِ الباقي
جرى جسرا
وبين سياقِ تعذيبٍ وفاصلةٍ
وألفاظٍ معذبةٍ وقرطاسٍ
يسيلُ دماً
يُفهِّمُ ذلك السطرا
وأنتِ هنا
جمعتِ ظلالَ مَنْ قُتِلوا
ومَن جُرحِوا أناشيداً
قلبتِ الليلَ
فوق الليلِ أزهاراً
وبينهما جميعُكِ
مِن جميعِ النورِ
أنطقَ ذلك الفجرا
وهدمُكِ عادَ داعيةً
إلى الفردوسِ أحيا
في يديكِ النثرَ والشعرا
وعند ضميرِكِ الرَّيَّانِ
أطلقَ كلَّهُ عطرا
ومِن خطواتكِ الخضراءِ
كمْ نهضتْ بطولاتٌ
وفي قممِ السَّما تترى
فلا بدراً نُقدِّسُهُ
إذا هو لا يراكِ
أمامَهُ بدرا
وأنتِ التينُ والزيتونُ
والحبُّ الذي يجري
ويُتقنُ في مسيرتهِ
إدارةَ ذلك المجرى
بهذا الحبِّ كلُّ دمٍ يُراقُ
إلى حكايا الشمسِ
يَبعثُ مِن جحيمِ الآهِ
ملحمةً سيُورقُ مرَّةً أخرى
ولنُ يُرمَى إلى النسيانِ نسياناً
سيمشي بين أمواجٍ معربدةٍ
سيحملُ ذلكَ النصرا
ألا كوني بهذا النصِّ
وازدهري فكلُّ قضيَّةٍ سَطعتْ
بساعدِكِ انتهتْ وغدتْ
لكلِّ قضيَّةٍ بُشرى
فلسطينٌ
هيَ النهرُ الذي يروي
ولا تُروى مبادئُنا
إذا لمْ تشربِ النهرا
عبد الله علي الأقزم 4/10/1435هـ - 31/7/2014م
واقرأ أيضا :
إلى تفسيركِ تتسابقُ الرَّحلات / قراءاتٌ في الجسدِ النَّاعم / في حضورِ هذا الحبِّ لا تغيبُ الكواكب / فواصلُ لا تُطفئها الظلال / رسمتـكَ أخلاقُ السماءِ / استحضارُ الحروفِ الغائبة / بقايا تنتظرُ الرحيل