هل تشعر أن أفراد عائلتك ومعلمي طفلك، وحتى المستشارين الأسريين يلومون تصرف وسلوك طفلك؟
يقول "جيمس ليمان": هناك عدد لا يحصى من الآباء والأمهات "الذين يعيشون في السجون الصغيرة" محاصرين، معزولين، يخجلون من سلوك أطفالهم المتحدّي أن يخرج عن نطاق السيطرة. ويضيف أن الآباء ليسوا هم المشكلة في تصرفات أطفالهم بل هم الحلّ للحد من هذا السلوك. غالبا ما يحس الآباء والأمهات أنهم هم المشكلة في كون سلوكيات أطفالهم أو أنهم من اختلقوا "مشكلة أطفالهم".
عندما يرى الوالدين أنفسهم بهذه الطريقة، يشعرون بالإحباط، يبذلان قصارى جهدهم في البحث عن إجابات، لكنهم يلاقون بكلام محيط أن سلوك طفلهم يرجع لعدم قدرتهم على تربيته. موقف العديد من المهنيين اليوم أن الآباء أيضا سبب سلوك أطفالهم الغير اللائق وأن الوالدين ملتزمان بمساعدة تغيير سلوك أطفالهم.
حسب تجربتي، وهذا لا يمكن أن يكون أبعد عن الحقيقة. غالبا ما يشعر الآباء والأمهات بالعجز، والتعب تجاه الأطفال الذين يعانون من إعاقة خفية غامضة وصعبة. تجعل الآباء يشعرون بالذنب، كما يتعرضون لانتقادات من الجيران أو من أحد أفراد العائلة القريبين وأحيانا من الأزواج بحيث يروا أنه من المستحيل تهدئة الطفل المضطرب. في مثل هذه الحالات كل من الوالدين والمعلمين يشعرون أنهم غير قادرين على السيطرة، عاجزين عن كيفية التعامل مع هذا النوع من الأطفال ويفقدون الثقة بأنفسهم.
تقول الدكتورة "ليف هوندفات" المتخصصة في الأمراض النفسية عند الأطفال والمراهقين: بأن هذا السلوك أكثر شيوعا مما يعتقد الكثيرين. عشرات الآلاف من الأطفال في الدول الاسكندنافية وأسرهم متأثرين بمشاكل تتسبب في هذا الاضطراب السلوكي.
الأطفال الذين يعانون من اضطرابات فرط الحركة يبدوا وأنهم طبيعيين تماما ومتوسطين الذكاء. يجدون صعوبة في أداء واجباتهم الدراسية وينفذونها باللامبالاة، كثيري الحركة داخل الفصل، يلعبون بكراسيهم ومناضدهم، غالبا لا يهدأون. ينتقلون من نشاط إلى آخر، سريعي الإحساس بالضجر، يعرضون أنفسهم وأفراد أسرتهم لضغوطات وحمل كبير. يحتاج الأطفال في مثل هذه الحالة إلى مساعدة خاصة، لكن الأغلبية يفتقروا المساعدة اللازمة وذلك قد يسبب إلى عواقب وخيمة، كعدم القدرة على التعلم التي لا يمكن تفسيرها من خلال العوامل الفكرية والحسية أو الصحة.
ما بين ثلاثة وخمسة في المئة من الأطفال في سن المدرسة في نطاق ما نسميه من الناحية التقنية "اضطرابات فرط الحركة". وليس هناك أرقام محددة عن نسبة أولئك الذين هم في حاجة إلى العلاج. لكن في واقع الأمر الحالات الأكثر خطورة التي تحصل على مساعدة مهنية اليوم. ما بين ثلاثة وخمسة في المئة من الأطفال في سن المدرسة في نطاق ما نسميه من الناحية التقنية اضطرابات فرط الحركة. وليس هناك أرقام محددة عن نسبة أولئك الذين هم في حاجة إلى العلاج. لكن في واقع الأمر الحالات الأكثر خطورة التي تحصل على مساعدة مهنية اليوم.
ما معنى اضطرابات فرط الحركة؟
وفقا لمصطلح منظمة الصحة العالمية، تعني اضطرابات فرط الحركة، حالة تميز فرط النشاط والاندفاع واضطرابات في التركيز والقدرة والاهتمام قبل بلوغ الطفل سبع سنوات. يكون هذا الاضطراب لأكثر من ستة أشهر، وتحدث في عدة حالات مختلفة. أنها تسبب صعوبات كبيرة فيما يتعلق بالوظائف الاجتماعية والتعليمية، وغالبا في العلاقات الشخصية.
الأعراض
الأعراض البارزة لدى الأطفال الذين يعانون من اضطرابات فرط الحركة، وصعوبات الإدراك الحسي، وصعوبات اللغة "الكلام"، وصعوبات القراءة "الكتابة". عدم الانتباه، والشرود، وارتكاب الأخطاء بسبب الإهمال، يضيعون وينسون أغراضهم، عدم القدرة على القيام بأعمال تتطلب الجهد ومستهلكة للوقت. عدم القدرة على الإصغاء أو تنفيد التعليمات. عدم القدرة على التركيز، فرط الفعالية والاندفاعية بحيث يتململ بشكل مستمر، ويتكلم باستمرار. مندفعا لا يستطيع انتظار الدور، يعمل دون تفكير، محاوراته متقطعة، يحطم الأعراف، ويفتقر الإحساس بالخطر. يمكن للمرء أن يتأكد من أن الانحراف السلوكي عند الطفل هو شكل من أشكال اضطراب فرط الحركة عندما يتوفر العديد من الصفات المذكورة في آن واحد. وفي العديد من الحالات مثلما في المنزل وفي المدرسة.
ما يدعو إلى الحديث عن الانحراف السلوكي عند الطفل. وبالتالي فإن اضطرابات فرط الحركة هي مصطلح مظلل لمجموعة الأعراض. أما بالنسبة لتشخيص هذا الاضطراب، أباء وأمهات الأطفال الذين يعانون من اطضرابات فرط الحركة غالبا ما يشكون من التشخيص المتأخر، وصعوبة الحصول على المساعدة الكافية والمناسبة في النظام الصحي العام. فمن النادر التشخيص بدقة إلا ما بين سن الأربع والست سنوات.
في هذه الحالة من المهم جدا الحصول على مساعدة مهنية والدعم في أقرب وقت ممكن. تقول الدكتورة "ليف هوندفات" كل من المسوح وتجربتي المهنية الخاصة تبين أن آباء الأطفال الذين يعانون من اضطرابات فرط الحركة لديهم مساعدة بعد تشخيص واضح من قبل الأطباء الأخصائيين، وتضيف أنه لايمكن تقديم الرعاية الطبية للأطفال في السنة الأولى، ولكن الأطفال كثيراً ما استنفذت طاقة الآباء والأمهات الذين يحتاجون إلى كل من الإغاثة والدعم، وليس النقد.
يجب على الآباء ألا ينزوون وحيدين مع المشاكل، وهناك كل ما يدعو لتقديم الدعم لهم عن قلقهم المستمر لأطفالهم، وأن ذلك ليس "خطأهم". هناك طرق جيدة حاليا لتعزيز وظيفة الوالدين، وبالتالي تحسين التفاعل بين الآباء و"الطفل مستحيل". هناك عدداً من التدابير يمكن بالتأكيد تنفيذها للحد من المشاكل. كل من أدوية وعلاجات مختلفة يمكن أن تستخدم في سياق العلاج، إلى جانب التدابير المساعدة المختلفة.
ما هو نوع التدابير المساعدة التي يمكن تنفيذها؟
تدابير مختلفة تبعا حسب العمر والأعراض. الدراسة والتشخيص مهمين للغاية. ثم يدرج عدد من أشكال المساعدة: الإغاثة والتعليم الخاص والإشراف على الموظفين في روض الأطفال والمدارس، والعلاج الطبيعي، والرعاية الشخصية، والمساعدات الفنية والنفسية، والمعلومات لأسرة الطفل والمجتمع ويستفاد أيضا من خلال نظام التأمين الوطني.
أهمية النظام الغذائي للأطفال الذين يعانون من اضطرابات فرط الحركة:
تقول الأخصائية "ليف هوندفات" أن هناك العديد من النظريات حول هذا الموضوع مع النظام الغذائي. وهناك عدة أنواع غذائية تمّ اختبارها، وعدد قليل يبدو مساعدا. لم يثبت علميا أن النظام الغذائي يساعد بالتأكيد. ولكن لو كان لديّ أطفال يعانون من نفس الاضطرابات، لحاولت اتباع نظام غذائي -على أمل أنه يمكن أن يكون مساعدا-.
العلاج النفسي
هناك أنواع مختلفة تستخدم من العلاج النفسي، منها العلاج السلوكي لمساعدة الطفل في تغيير سلوكه. ومنها المساعدة العملية والتي تتضمن المهام أو إكمال الواجبات المدرسية، والعمل من خلال الأحداث الصعبة عاطفيا.
العلاج السلوكي: يعلّم الطفل كيفية مراقبة السلوك الحضاري، والثناء أو إعطاء مكافأة عندما يتصرف الطفل بالطريقة المطلوبة. كالسيطرة على الغضب أو التفكير قبل التصرف والذي يعتبر هدفا آخر من العلاج السلوكي. الآباء والأمهات والمعلمين أيضا لهم دور كبير في إعطاء ردود فعل إيجابية أو سلبية على سلوكيات معينة. بالإضافة إلى ذلك، قواعد واضحة، وقوائم روتينية يمكن أن تساعد على تحكم الطفل في سلوكه. يمكن للمعالجين تعليم الأطفال المهارات الاجتماعية، كانتظار دورهم، ومشاركة ألعابهم، وكيف يطلبون المساعدة، يتعلمون قراءة تعابير الوجه ونبرة الصوت عند الآخرين، وكيفية الاستجابة أن يكونوا جزءا من التدريب على المهارات الاجتماعية.
كيف يمكن مساعدة الوالدين؟
الأطفال الذين يعانون من اضطرابات فرط الحركة بحاجة إلى إرشاد وتفاهم من الآباء والمعلمين للتمكن من مسايرة الحياة والنجاح في المدرسة. قبل أن يتم تشخيص طفل، يكون الإحباط واللوم، والغضب قد تراكم داخل الأسرة. الآباء والأمهات والأطفال يحتاجون إلى مساعدة خاصة للتغلب على المشاعر السيئة. يمكن أن يساعد أخصائي الصحة النفسية تثقيف الآباء والأمهات حول وكيفية تأثير اضطرابات فرط الحركة عند الأطفال على الأسرة.
كما أنهم سيساعدوا الطفل ووالديه تطوير مهارات جديدة، ومواقف، وسبل العلاقة مع بعضهم البعض. التدريب على المهارات يساعد الآباء على تعلم كيفية استخدام نظام المكافآت والعواقب حسب تغيير سلوك الطفل. يتم تدريس الآباء لإعطاء ردود فعل فورية وإيجابية للسلوكيات التي نريد أن نشجعها، وتجاهل أو إعادة توجيه السلوكيات التي لا نريد الثناء عليها. كما يتم تشجيع الوالدين مشاركة طفلهما لعبة تساعد على الاسترخاء أو على النشاط للملاحظة والتوصل إلى ما يستطيع الطفل فعله جيدا، وتشجيع الطفل على قدراته وقوته.
يتعلم الوالدين أيضا تنظيم الأوضاع بطرق أكثر إيجابية. على سبيل المثال، يحدّان من عدد الرفاق المشاركين من واحد أو اثنين، بحيث إن كان الطفل يعاني من متاعب في إنجاز المهام، يمكن للوالدين مساعدة أطفالهم تقسيم المهام الكبيرة إلى خطوات أصغر يمكن التحكم بها. أيضا، يمكن للوالدين الاستفادة من تقنيات زيادة قدرتهم على التعامل مع الإحباط، حتى يتمكنوا من الرد بهدوء على سلوك الطفل.
المراجع
Katon W Depression: relationship to somatization and chronic medical illness. J Clin Psychiatry. 1984;454- 11
Wells KBRogers WBurnam MAGreenfield SWare JE Jr How the medical comorbidity of depressed patients differs across health care settings: results from the Medical Outcomes Study. Am J Psychiatry. 1991;1481688- 1696
Kessler LGCleary PDBurke JD Jr Psychiatric disorders in primary care: results of a follow-up study. Arch Gen Psychiatry. 1985;42583- 587
واقرأ أيضاً:
اضطراب السلوك (التصرف) Conduct Disorder