صاحب الفضل هو الله.... ألف مبروك يا مجانين دائما بالتوفيق... وأخيرا أخيرا إذن هذا هو مجانين الجديد بعد التعديل... لأجل تيسير التصفح عبر الألواح والمحاميل... يعني هذا بالنسبة لنا أنا كمجانين سنملأ أيادي الناس بآهات الموسوسين! وغيرهم من المرضى النفسيين، ما زلنا مصرين بإذن الله على تحقيق ما نستطيع من أهداف موقعنا الذي انطلق في يوم 13 أغسطس 2003... وكنا قد قلنا في ختام مدونتنا بمناسبة عيد الميلاد الحادي عشر: أخيرا إذن ها هو مجانين في عيد ميلاده الحادي عشر، مجانين يعمل ولكن فاقدا 130 يوما من العمل الظاهر والباطن... مجانين يعمل جريحا وهو يدخل عامه الثاني عشر ولا زال يصر على العمل ومواصلة العمل ولا حول ولا قوة إلا بالله،
ومثلما جاء عيد ميلاد مجانين السنة الماضية ليلة مذبحة فض الاعتصامات يجيء عيد الميلاد هذه السنة ليلة الذكرى الأولى لفض اعتصام رابعة وأخواتها، ويأتي وغزة تحت النار ما تزال، وعليه فلا شيء نقوم بإعداده للاحتفال فنحن ننتظر نصر الحق وانتصار المقاومة وعندها يحق الاحتفال... الشيء الذي تغير هذه السنة على المستوى العربي أكثر إيلاما من كل ما سبق لكن المشجع هو أن مجانين يصر ما زال على مواصلة السعي نحو أهدافه (التواصل بيننا كأطباء نفسانيين ومهتمين بالصحةِ النفسية والاجتماعية، -على اختلاف خلفياتنا التعليمية، ووحدة خلفيتنا الثقافية المؤمنة بالله-، ثم تواصلنا جميعًا مع جذورنا الثقافية والفكرية، كي نحسن التعامل مع الناس في مجتمعنا)... وآخر تفعيل لذلك كان إطلاق هذه النسخة الجديدة التي ينتظر منها أن توائم تطور تداول المعلومات السائلة من الحاسوب إلى الأجهزة اللوحية والهواتف المحمولة.
منذ ما يزيد على السنة (أي والله) نبهنا كثيرون من متصفحي وأعضاء وأصدقاء مجانين إلى صعوبة قراءة صفحات الموقع على الهواتف المحمولة، وعلى الفور تواصلت مع المهندس محمد شوقي عبر البريد الإليكتروني وربما الفيس وقد وعد بتصميم وإطلاق مجانين المتوائم مع الأجهزة الجديدة والمتوقعة في أجل معين لقاء أجر معين لكنه كما اعتدنا غاب وغاب... ولأننا اعتدنا الصبر والتسامح فقد طال الانتظار حتى تجاوزنا شهورا ومحمد شوقي أيضًا كما اعتدناه يؤجل ويعتذر معللا بالانشغال والانشغال والانشغال، ثم كان لقاء ظننته تحفيزيا في دبي في آول ديسمبر 2014 اتفقنا فيه على أن ينتهي من تطوير مجانين مع بعض تغييرات في الشكل، وعلى أن يبدأ التفكير في موقع وساوس دوت كوم WaSaWeS.CoM.
قام شوقي ساعتها باستضافتي في سفرة قصيرة داخل الإمارة البهية دبي إلى شارع نايف حيث يشتري أغلب المصريين أدواتهم الإليكترونية أرخص وإن كانت بلا ضمان، المهم أنه قام بواجب الضيافة، فأخذني وأعادني للفندق الذي كنت مستضافا فيه وتبادلنا جميل الحديث وليس هكذا سلوك شائعا إلا من كرماء المصريين في الغربة فهو بالمصري قام بالواجب، لكن لم يكن مقابل لذلك مع الأسف في متابعة العمل على مجانين، ثم كان أن قررت محاصرته في لقاء آخر في أبو ظبي آخذ له فيه ما اتفقنا عليه من أجر ويريني مجانين الجديد... وكان ذلك غالبا في آخر شهر فبراير سنة 2015 ... لكن للأسف لم يأتِ ووعد إتمام العمل لأن المسألة ليست مسألة مال وإنما هو فرط الانشغال، وهو وإن كان يعمل بالمثقال على مجانين لا يزال فإنه لم يفعل على الأغلب شيئا بخصوص وساوس دوت كوم اللهم إلا تجديد حجز النطاق أو الدومين WaSaWeS.CoM.... من ناحيتي قمت بإيصال ما اتفقنا عليه إلى أهله هنا في مصر... ووعد أن ينهي كل شيء على آخر يونيو 2015!
مستشارو مجانين الجدد والقدماء المتجددون والدائمون بلا انقطاع طويل والعاكفون على العمل، فأما العاكفون على العمل لا يتضررون ولا يتأخرون فإن أبهاهم العراقي اللندني د. سداد جواد التميمي كان كذلك وما يزال منذ بدأ عمله التطوعي معنا على الموقع أوائل 2012، كل عام وأنت بخير جزاك الله خيرا عن كل حرف أغثت به مستنجدا أو أفدت به سائلا على مجانين، وتلي د. سداد في سرعة الاستجابة المستشارة أ.د رانيا الصاوي ثم تجيء المستشارة المجاهدة أميرة بدران التي تعتبر من المؤسسين والتي رغم كونها تعيش في مصر فإنها لا تغيب عن الرد إلا لظروف معتبرة وهي في ذلك بارك الله فيها غير كل المصريين، ومثلها أ.د حنان طقش وهي الأعقل من بين مستشاري مجانين، كل عام وأنتم جميعا بخير.
وأما المستشارون الجدد فأنشطهم المستشارة الكويتية زهراء الموسوي أهم ما يميزها وسداد هو ما يمكن تسميته بالثبات التفاعلي المتلائم مع احتياج الموقع أي مع احتياجات المجانين، ومن الجدد أيضًا أ. شيرين فؤاد التي يحد من نشاطها اختصاصها بمشكلات المحبين التي يبدو أن كثيرين من شبابنا تجاوزوها للأسف وأصبحت مشكلاتهم جنسية قبل الأوان، وكذا المستشار الإماراتي د. عادل كراني وهو كأغلبية المستشارين الذين يبدؤون مفعمين بالحرارة ثم يبردون بعد حين والأمثلة معروفة،
وهناك من المستشارين من توقفوا تماما عن العطاء لمجانين ومنهم من كانوا من أوائل المشاركين معنا كل لظروفه الخاصة، وهناك من المستشارين من توقفوا تماما عن المشاركة لوقت ثم عادوا وأغلبهم بسبب الظروف التي تمر بها بلادنا الثكلى النازفة وبعضهم يعمل بصورة متقطعة مثل أ.د علي إسماعيل عبد الرحمن من مصر، ومثل د. علاء مرسي أيضًا من مصر وأ.د نبيل نعمان من اليمن المنكوب وهو الي لا يجد كهرباء ليصل إلى بريده الإليكتروني ناهيك عن قدرته على الرد، ولكن يبقى مستشارون جادون لا ينقطعون عن العطاء وإن قلت مشاركتهم بسبب ما يعيشون من مصاعب حياتية وأكثر هؤلاء معاناة لكي تستمر في عطائها هي رفيف الصباغ التي تعمل من دمشق وفي هذه الظروف المستمرة منذ أربعة سنوات... ومن حيث يجاهد الأحياء لأجل البقاء أحياء هي تجاهد معنا على مجانين وفي نفس الوقت تساعدني في كتابنا الجديد عن علاج الوسواس القهري بشكل تكاملي يناسب المجتمع العربي وهي أيضًا في خضم كل ما سبق تجاهد في عملها على أطروحتها للدكتوراه في أصول الفقه.... وأود تهنئتها بمجانين الجديد بشكل خاص لأنها في تقديري أكثر من يبذل جهدا ليبقى عطاؤه مستمرا من بين مستشاري مجانين، ومن المستشارين آخرون باقون... لا أحد منهم ناشطا بما يكفي ولا أريد العتاب في العيد... وكل متابع لمجانين يعرفهم ويلوم عليهم.
وبينما نحاول أن نفرح بعيد ميلاد مجانين الثاني عشر يأتينا من أخبار الجزيرة منتصف ليل القاهرة خبر وقوع موتى من مرضانا النفسيين المحجوزين في اثنتين من كبرى المستشفيات النفسية الحكومية في مصر، لأن درجة الحرارة قاربت وجاوزت الأربعين مات أكثر من أربعين مصريا على التقديرات الرسمية، ثم من هؤلاء عشرين نفسا من نزلاء المستشفتين النفسيتين؟ وثلاثة في أحد أقسام الشرطة بالقاهرة.
أتخيل عنابر المرضى في واحدة من مستشفياتنا المعزولة أتخيلها في مثل ما نحس من ارتفاع جنوني في الحرارة، مرضى مكدسون في غرف سيئة التهوية؟ لم يدخلها يوما جهاز تبريد. للأسف أني لم أرَ عن قرب إلا عنابر واحدة كانت من أسوأ المستشفيات النفسية اهتماما بكل شيء لا نظافة ولا علاجَ منتظما ولا حتى رقابة من طبيب! نظرا لندرة التخصص في تلك السنوات... دون تفاصيل أنا أتكلم عن أمور مضى عليها ما يقارب عشرين سنة أي عقدين من الزمان ولدي من المعلومات ما يفيد بأن الخدمات الطبية تغيرت في تلك المستشفى ولابد أن هناك مبالغة ما في تقرير الجزيرة لابد أن الأمور مثلما هي عندنا في المستشفى الجامعي الذي أعمل به،..... لكن وكيل وزارة الصحة نفى... وقال فقط ثلاثة موتى...
في الصباح حاولت التواصل مع ابن عبد الله لعل لديه الخبر اليقين وهو من أهل القاهرة وله أصدقاء يعملون على الأقل بإحدى المستشفيين... وكان سامحه الله مغيبا... لا يسمع الأخبار لا بل ويخطط لخلوة تأملية، حاول مساعدتي فلم يهده من سأل: كما استشعرت، أكمل خلوتك يا ابن عبد الله... ودعنا نواصل البحث فكرت في صديقي وزميلي أ.د هشام رامي أمين الصحة النفسية بوزارة الصحة وهاتفته... فطمأنني وقال: بعض المرضى كبار السن المصابين بالسكري ونقلوا إلى مستشفى حميات وماتوا هناك بسبب الحر الفظيع... قلت له الحمد لله....
عرفت بعد ذلك من تلميذي عبد الله سعد أن منشورا عمم على عموم المستشفيات النفسية أرفقه هنا في الصورة والتي تبين سرعة الاستجابة عند توقع الكارثة لكن يا ترى ستجد سرعة المنفذين المناسبة نسأل الله اللطف... وفي انتظار معرفة المزيد ما نزال... رحم الله موتانا وهدا سواء السبيل ما أحيانا.... دعونا نعود للاحتفال ...
نعود إلى شوقي الذي وعد منذ ما يزيد على السنة مرة كل شهرين أخيرا استطاع الوفاء بوعده وحمدا لله أمكن أن يطلق الإصدار التجريبي لموقع مجانين قبل عيد ميلاده الثاني عشر بثلاثة أيام وكل المجانين مدعوون إلى تفحص الموقع بكل ما لديهم من ملكات وسواسية حميدة وتصويبنا بأسرع ما يمكنهم لأجل الإبقاء على شوقي معنا حتى يكون الموقع مريحا لكل العقلاء والمجانين موسوسين وغير موسوسين.
واقرأ أيضا:
على باب الله: عيد ميلاد جديد/ مجانين في عيدها الثالث/ ماذا قدم موقع مجانين؟/ سنة رابعة مجانين وكلنا طيبين