أصْلنا الضادُ وضادٌ فخرنا
وبفرقانٍ تجلّى عِزّنا
إنّها الضادُ وأمٌّ أمْحلتْ
فتخابى بزمانٍ ذكرُنا
لغةُ العُرْبِ ضِياءٌ ساطعٌ
تملأُ الآفاقَ نورا أوْ سَنا
كيفَ للضادِ تلاشتْ واخْتبَتْ
وتماهَتْ بلغاتٍ تُجْتَنى؟!
يا بلادَ العربِ هيّا انْتَبهي
واحْفَظي الضادَ بَهيّا عِندنا
لا نلومّنَ لغاتا أقبَلتْ
إنّها تسعى وتهوى صَيْدنا
أزمَة الضادِ بقوْمٍ غادروا
جوْهَر الذاتِ فداسوا مَجدَنا
عِشْ عَزيزا وأبيّا مًبْدِعا
إنما الإبداعُ فينا روْحنا
منبعُ الفكرِ بحرفٍ إنْطوى
فاسْكبِ الحَرْفَ بقوْلٍ يَشْفِنا
يا عدوّ الضادِ أنتَ المُرْتَجى
لسهامٍ من ديارٍ ضدّنا
كمْ توهّمْنا بليلٍ إنْجلى
وتداجى فأضَعْنا صُبحَنا
أمّةٌ تحْيا وتاجٌ ضادُها
فاسْقطِ التاجَ وشيّعْ رمْزَنا
إنْ تهاويْنا لقاعٍ بائِسٍ
فلجهلٍ يتولّى أمْرَنا
لغةُ الناسِ لعَقلٍ أوْقدتْ
فاقْدحِ العقلَ وباركْ فِكرَنا
صدّحَتْ ألفاظُ روحٍ وارْتقتْ
وتسامتْ بفضاءٍ فوْقنا
أيها الشاكي عليكَ المُشتكى
ما مَنحتَ الضادَ زادا أوْ جُنى؟!
أمةٌ تاهتْ ونفْسٌ مُزِّقتْ
فامْسكِ الضادَ لتبقى أمّنا
أبْجدياتُ الوجودِ المُرْتقى
بنتُ ضادٍ وكتابٍ عَزّنا
أيها الإنسانُ أنظرْ ما ترى
لغةُ الفرقانِ نورٌ حفّنا!
فاعْبَقِ الأنوارَ صوتا شاديا
رتّلَ الآياتَ فينا كوْنُنا
صَدّحتْ روحٌ وهامتْ وانْتَشتْ
ورياضُ الله أزْهتْ حوْلنا
آهةٌ أنّتْ وأخرى بَعدها
وصراطُ المجدِ أذكى دمْعَنا
أيّها القلبُ المٌعنّى بالأسى
نَزفَ الجُرحُ رَحِيقا كالمُنى!!
فاسْرجِ الأفكارَ واطْلقْ ضَوءَها
واشْرِعِ الآفاقَ كيْما تُحْينا!!
لغةٌ ترقى وشعبٌ خالدٌ
سرمَدَ الإبداعَ فيها فاغْتنى!!
يا حياةَ العُرْبِ يا ضادَ العُلى
ضَحِكَ الروْضُ وغنىّ لحْنَنا!!
قتبَسّمْ وتباهى واثِقا
لغةُ تُثرى ستبقى ذخرنا!!
وبقرآنٍ تجلّى سِحْرها
وهَواها بحَنايا صدرنا
كلّ حبٍّ دون فعلٍ إنتفى
فافْعلِ الحبَّ وطوّرْ لفْظنا
أمّةٌ تحيا وضادٌ عرشها
بينَ أكْوانٍ تنامى شدْوُنا
يا جموع الخلق يا رَجعَ الصدى
عُرْبَةُ الروحِ شفاءٌ للضنى
قالتِ الأزمانُ قولا واضِحا
بلسانِ العُربِ يَحْيا سِفرنا
قد تجلّى الحقُ فيها صادِعا
وبها المَنانُ أوْحى واعْتنى!!
واقرأ أيضاً:
كأنَّ النورَ نارُ!! / أمامَ ضريحِ هابيل!! / أسودُ الغابِ لا تقرَب إليها!! / عام تجديدٍ وعزمٍ!!