أسودُ الغابِ لا تقْرَبْ إليْها
فإنْ هَجَمَتْ فلا تعْتَبْ عليْها
فكلّ قويةٍ ذاتُ افْتراسٍ
وكلّ ضَعيفةٍ تُدْحى بفيْها
وما غفلتْ بها يوماً مُناها
كأنّ القتلَ من قتلٍ (يَقيْها)
أرى أمما تُحاوطها الرزايا
وما وَجَدتْ لها دربا وَجيْها
تلومُ الوحشَ عن طبعٍ وفعلٍ
وإنّ وَجيعَها منها وفيْها
وقد ثمُلتْ بتضليلٍ وأفكٍ
وجائرةٍ ومَفسدةٍ تليْها
مُدجّلةٌ وما نطقتْ بصدقٍ
وغايةُ نهجِها قالتْ تَعيْها
رأيْتُ الليثَ يُشبعها وجيعاً
فيقبِضُها ويوردُها مَتيْها
عَجائبُ بُقْلِها طاشتْ كسَهْمٍ
فأرْدَت عِزّها ونَعَتْ نبيْها
وأسدُ الغابِ مِنْ جَشعٍ تداعتْ
فأفْرَتْ صَيْدها ورعتْ سفيْها
وأفنَتْ صامدا يَسعى لمَجْدٍ
وأبْعَدَتِ السرايا عن أبيْها
تخبّطتِ الخطى والناسُ جزعى
فما وَجدتْ لمسْعاها نزيْها
وتأخذها المفاسدُ نحوَ ضَيْمٍ
وتُقْحِمُها المَظالِمُ في أخيْها
وترْميها على ألمٍ وجَمْرٍ
فتشْويها وقدْ نفثتْ كَريْها
_______________________________
* نبيْها: من النبيه أو النباهة
واقرأ أيضاً:
كأنَّ النورَ نارُ!! / أصْلُنا الضادُ!! / إذا انْعَكَشَ الزمان!! / عام تجديدٍ وعزمٍ!!