إذا الأعوامُ ما بَرِحَتْ خًطاها
فلا تعتبْ على أحدٍ سِواها
فنفسُ الخَلق في عامٍ تجلّتْ
وقد نَشَرتْ كما شاءتْ جُناها
تدورُ سُنونُها والنفسُ تبقى
مُحدِّقةً تُخاصِمُ مُحْتواها
كأنّ النفسَ عنْ نفسٍ تأبّتْ
وإنّ النفسَ مِنْ رُغَبٍ هُداها
فما فينا يُنادينا مِرارا
ويُبْعِدُ ذاتَنا عَنْ مُسْتواها
فيا ليْتَ العقولَ لنا مَنارٌ
تشاورُنا وتمْنَحُنا رؤاها
عَظيماتٌ مِنَ التجهيلِ ضاعتْ
وما عرفتْ بحاضِرنا سِماها
وكمْ هَبطتْ مِنَ العلياءِ روحٌ
يُمرِّغُها بقاسيةٍ أساها
وأنوارٌ إذا سَطعتْ تخابتْ
لأنّ النورَ في وَهجٍ دَحاها
سَمِغتُ نداءَها والقلبُ يَسعى
لبارقةٍ إذا وَمَضتْ وَعاها
عُيونُ الخَلق ما نظرتْ بلُبٍّ
أشاحتْ طَرفها ورَعَتْ قَذاها
ومِنْ جَهَلٍ إلى جَهلٍ تردّت
فأشقتْ نبْعها ونَعَتْ أباها
وليلٌ مِنْ عَجائبها تدَجّى
يُحَجّبُ أنْجُما بَعَثتْ سَناها
هيَ الْويلاتُ مَعْصَرةُ ارْتهانٍ
بأصفادٍ يؤهلها دُهاها
نفوسٌ ذاتُ أعوامٍ وقرْنٍ
تُبَعْثِرُها الرزايا لا نُهاها
وما وُجِدَتْ بأعوامٍ عُيوبٌ
وإنّ العيبَ في بَشرٍ أتاها
ومَنْ نكرَ الحَقائقَ أو طواها
يُخادِعُ أمّةً ولجَتْ مَتاها
فما الأعوامُ إلا بنْتُ ذاتٍ
تُعاشِرها وتُنكِحُها مُناها
فأهْلا عامَ أحلامٍ وسُؤلٍ
أمانينا أضاعَتْ مُبْتغاها
فهَلاّ أنْ تجالسَنا برفْقٍ
وتُطْعِمنا الهِدايَةَ أو أخاها
هوَ الإنسانُ مَخلوقُ احْترابٍ
يُشاكسُ فِطرةً يرْعى اشْتِباها
فيُقْحِمُ عاليا بدُنى ارْتغابٍ
يُسَوّغُ آثما أنّى اشْتَهاها
قويمُ الحُسْن في قِعْرِ انْسِفالٍ
فيَكْنِدها ومِنْ خُسْرٍ تباهى
ومُرْتَهنٌ بما كسَبتْ يَداهُ
ويَحْسَبُ نفسهُ مَلِكا إلها
فيا عامَ الْخطايا والْمَنايا
أشاحَتْ عنْ مَصائِبها رُباها
لنا أملُ إذا الآمالُ خابتْ
وإصرارٌ يُعانقُ مُرتقاها
فأهْلاً عامَ تجديدٍ وعزمٍ
وصائلةٍ أبانَتْ مُحْتواها
كأنّ الشعبَ في بَرْقٍ ورعدٍ
وإعْصارٍ يُداهِمُ مُعْتراها
فكنْ عاما بإنْسانٍ توَعّى
يُصالحُ ذاته حتى ذراها
أخوّةُ أمّةٍ برؤى اتْحادٍ
يُفاعلها ويَمْنَحُها قِواها
تفاءَلَ شعبُنا والنارُ أجَّتْ
ويَحْسِبُها سلاما أو عَساها
فما دامتْ على حالٍ شديدٍ
وإنْ عَسُرَتْ فيُسرٌ مُنتهاها
واقرأ أيضاً:
كأنَّ النورَ نارُ!! / أصْلُنا الضادُ!! / أسودُ الغابِ لا تقرَب إليها!! / إذا انْعَكَشَ الزمان!! / نابليون!!*