لا توجد مبالغة في القول بأن الطب البديل هذه الأيام يتصدر العناوين لعلاج مرض طيف التوحد Autistic Spectrum Disorder هذا الاضطراب الذي انتبه إليه الناس هذه الأيام هو جزء من اضطرابات النمو العصبي. لا يوجد له علاج في الطب التقليدي والعلاج السلوكي المكثف لا يساعد الكثير. لذلك لا يمكن أن تلوم الوالدين حين يتوجهون نحو ما نسميه بالطب البديل ومن ضمنها استعمال حقن أو أقراص من أجل التخلص من معادن ثقيلة في أجسادهم. لكن الطب البديل لا يقتصر على التوحد وإنما في علاج العديد من الآلام والأمراض المستعصية.
ماذا فعل الطب البديل؟
هناك علاج خاص للتخلص من التسمم بالزئبق والرصاص ويدعي البعض بأن هذا العلاج يساعد مرضى التوحد رغم عدم وجود دليل واحد بأن مثل هذه المعادن الثقيلة تسبب التوحد. شيء واحد تقدمه هذه العلاجات في هذه الحالة وهو الأمل.
يشد الوالدان الرحال مع طفلهم الذي يخضع لفحوصات معقدة ومتنوعة تقيس لك كل معدن موجود أو غير موجود في الجسم. يتم إعطاء تقرير مفصل لا يفهمه الوالدان ويتم تجهيزهم بحقيبة من مواد غذائية وعقاقير يضاف إليها نظام غذائي.
ما الذي يحدث؟
هناك تقلبات طبيعية في كل حالة مهما كانت ويتصور الوالدان بأن التحسن بين الحين والآخر سببه العلاج. بعد فترة ينتبه الذكي منهم إلى أن هذه التقلبات في الحالة هي نفسها إن أعطيت العلاج أو لم تعطه وهي جزء لا يتجزآ من مسار الاضطراب.
أين تولد هذه العلاجات؟
ولدت هذه الطرق العلاجية في الولايات المتحدة وأخذت تنتشر شرقا وشمالا وجنوبا حتى وصلت إلى الوطن العربي. يعود تاريخ الطب البديل إلى الخمسينيات ولا يشمل العقاقير فحسب وإنما العديد من الأجهزة الكهربائية وحمامات البخار ومختلف أنواع المساج من القارة الهندية بالإضافة إلى استعمال الكتاب المقدس. وصل الأمر في أمريكا بأن هناك شهادات عليا لممارسة هذا الطب في جامعات مثل جورج تاون وأريزونا.
لماذا لا يتم منعه؟
لا فائدة من ذلك لأن هذه الصناعة قيمتها ٣٤ مليار دولار وما لا يقل عن ٣٠٪ من السكان يستعملونه بين الحين والآخر ويحرص رجال السياسة على ضمان وجوده.
هل تستطيع أن تقاضيهم؟
كلا لأنك توقع على ورقة تقول لك بأن العلاج قد لا ينجح وعدم وجود أدلة تسانده.
ماذا عن العالم العربي؟
يوجد الكثير من الأعشاب والوصفات الغذائية وتراب من هنا وهناك وتراه في كل مكان في الغرب.
هل يجب أن تمنعه؟
كلا لأنه يعطي أملا لمن لا أمل في شفائه.
التعليق: رغم الاختلاف في فعالية العلاجات بين الطب البديل والطب المعروف، إلا أننا قد استعضنا -في ظل ظروف سورية وفقد كثير من الأدوية- استعضنا بالطب العربي في عدد من الأمور، وكثير منها ناجح بل له مفعول أفضل من الأدوية الكيماوية!!! مع انعدام أو ندرة الأعراض الجانبية...
وهنا لم أفهم معنى قولكم أن أول ظهور للطب البديل كان في الولايات المتحدة؟ إذا كان المقصود طريقة بعينها فنعم، وإن كان المقصود كل دواء خارج عن الطب التقليدي والعلاج الكيماوي، فأظن أن هذا موجود منذ القدم في جميع الحضارات.
وبالمناسبة: رغم وجود أعشاب لبعض الأمراض النفسية، إلا أني لا أظن استعمالها من قبل أحد إلا بإشراف طبيب، لخطورة تعاطيها بدون إشراف، غير أنه وجدت أدوية لدينا لبعض الحالات النفسية من مكونات عشبية، ولا أظنها تدخل في الطبي البديل أو الشعبي عمومًا.