إن كنتِ أنثى .. فلا تبالي... أنت ِ مجرد عدم..
أنت ِ مستباحة العرض يا عزيزتي... نعم فأنت أنثى وللذكر الحق في مغازلتك.. وفي اقتحام حياتك الخاصة، وفي إرسال النظرات لك، والتودُّد غير المحمود لك، وقد يصل الأمر إلى ما هو أبشع من ملامسة المشاعر إلى الجسد ... حقه ....
هو نظر إليكِ فشاهدكِ.. لما تجعلينه ينظر إليكِ كوني سرابا من أجله ومن أجل أن يستريح هو وحيوانيته... كوني خيالا حتى لا تكوني ملموسة.... لا ولا حتى خيال.. قد يراكِ في أحلامه.... كوني عدما... نعم كوني عدما يا سيدتي حتى لا يراكِ ولا يتخيلك ولا يتحسسك أحد.... كوني لا شيء أنت أصلاً كذلك من وجهة نظرهم .. تعالي معي لنرى..
*****
منذ القدم وهم يكرهون الإناث... حتى كانت تقتل المولودة الصغيرة، لمجرد أنها أنثى، كانوا ينتظرون الولادة على أحر من الجمر.. إذا أتى صبي قد تعتق الجارية التي بشرت السيد، وتُقام الأفراح بقدومه، أما لو جاءت الأنثى، فيأتي معها الهم والبكاء، وتُدفن في التراب حيَّة.. نعم هي أنثى.. ومع العلم ومع مرور السنوات وتوالي العصور، أصبح من السهل والميسر معرفة جنس الجنين، ولذا أصبح من السهل قتله... الأول كانوا ينتظرون الولادة، واليوم يكون الإجهاض بعمليات بسيطة، أو تداول بعضَ العقاقير... ومع تقدم الطب وإمكانية إختيار جنس الجنين.. بدأنا فى اختيار الأفضل والبعد عن جالبات الخزي والعار، أعتقد إن تيسرت تلك العمليات وأصبحت أرخص ثمناً سيقدِم عليها القاصي والداني.. أنت ِ لست سيئة أنت ِ فقط أنثى..
*****
في تراثنا الشعبي أمثلة كثيرة لما قالوا "دي بنية جابولي بدال السمنة مية، ولما قالوا ده ولد إتشد ضهري واتفرد"، "يا أبو البنات يا مستطبة الأندال"، "أم البنت مسنودة بخيط، وأم الولد مسنودة بحيط"، "موت البنات من المكرمات"، "دلع بنتك تذلك، دلع ابنك يعزك" كثيرٌ كثيرٌ..!
لا ترث الأنثى في ممتلكات أبيها، وفي الجاهلية كانت تمنع من الميراث، وفي عصرنا تكتب الممتلكات لذكور دون الإناث إلا ما رحم ربي... كيف ترث، وكيف يكون لها الحق في المال هي أنثى هي لا شيء...
*****
في العصور الأولى، كانت الأنثى تُقتل وتُدفن مع زوجها بمجرد وفاته، كما يُدفن معه خدمَه وممتلكاته إن كان من أهل الثراء، وفي عصور الجاهلية كانت تورث النساء وتقسم كما تقسم التركة للمتوفى، وبعد دخول الإسلام حرم الدين ذلك ولكن كان البعض يتوارث فى اليتيمات الضعيفات فتخدم فى بيوتهم.. أما صاحبات الجمال والمال فكانت للعين الطامعة نصيب فيهن ولذا أنزل الله سبحانه وتعالى (يَستَفْتُونَك في النِّساءِ قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكمْ فِيهِنَّ وَمَا يُتْلى عَلَيْكمْ في الْكِتَبِ في يَتَمَى النِّساءِ الَّتي لا تُؤْتُونَهُنَّ مَا كُتِب لَهُنَّ وَتَرْغَبُونَ أَن تَنكِحُوهُنَّ وَالْمُستَضعَفِينَ مِنَ الْوِلْدَنِ وَأَن تَقُومُوا لِلْيَتَمَى بِالْقِسطِ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَير فَإِنَّ اللَّهَ كانَ بِهِ عَلِيماً ) "127 النساء"
*****
إن كنتِ أنثى فلا تخطئي، المجتمع يراكي آثمة مع ما هو محرم وما هو مباح.. لنرى.. إن طلَّقت الأنثى فهي مخطئة وقد فعلت إثم عظيم وشاهدي نظرة مجتمعنا للمطلقة.. هي لم تفعل شيء هي انفصلت عن شريك حياتها لسبب ما.. وهو أمر أباحه الشرع وشرعه الله "وإن يتفرقا يغني الله كلَّا من سعته" صدق الله العظيم ..
*****
يعامل الذكر الذي يأتي الفواحش بأنه حر فيما يفعل، هي مجرد نزوة بالعكس قد تؤخذ في صالحه فهو يتفاخر بهذا ويقال عنه "مقطع السمكة ودلها"، وعندما تشتكي الزوجة أن زوجها على علاقة بأخرى يقال لها "كل الرجالة كده إنت ِ العيب فيكي واصبري وتعالي على نفسك"... أما الأنثى إذا أخطأت ولو كان خطأ يسير لا يصل للوقوع في المعصية والكبيرة، فهي فاجرة ولابد من تجنبها فهي تجلب العار.. والاثنين في الشرع واحد، ولهم نفس نص العقاب على نفس الذنب في الدنيا والآخرة، لكننا نحكم على الذنب من وجهة نظر المجتمع وليس من الشرع الحنيف..! لا أعلم في نصوص القانون شيء، ولكن أعلم أن الرجل حين يقتل زوجته وهي في وضع مخل بالآداب، يقال أنَّه دافع عن الشرف، أمَّا الزوجة وإن فعلت ذلك فهي قاتلة، وإن كنتُ مخطئة فليصحح ليَ أهل القانون.. وللحديث بقية.. فضفضة قلم..
*****
واقرأ أيضاً:
بالأمس حلمت بك / ليلة سفر، رؤية نقدية