تثنّى كلّ مَوجودٍ بإلاّ
وقدْ قبَضَتْ على كُلٍّ بكلا!
مَماتٌ في حياةٍ أمْ حَياةٌ
إذا وَجَبَتْ على مَوتٍ تولّى
سَتلقى حينَ تُقرنُها بيَبقى
حَياةً غادرتْ فيها ووَصْلا
فما خَفِيتْ عن الأذهانِ حالٌ
تُداولها مَقاديرٌ فَتُصْلى
كذا دارتْ بمَخلوقٍ وخَلقٍ
وكمْ حَمَلتْ مَوازينا وثُقلا
وما تَعِبتْ من التبْديلِ يَوْما
ألا بَعَثتْ بها نَفْسا وعَقلا
هيَ الأفكارُ مِنطادُ اكْتِناهٍ
تُسابقُ طائرا يَسْعى لأعْلى
وتكْنزُ طاقةً مِنْ ذاتِ كَوْنٍ
تُكوِّنَ مَجْدَها حتّى تَبَلّى
وإنّ التربَ مُنْطلقُ انْبِعاثٍ
وإنّ الروحَ مِنْ مَددٍ تُوَّلى
وما كسَبَتْ بمَسْعاها سَتلقى
لأنَّ التُربَ في ترْبٍ تَجلّى
وإنّ الحيّ منْ حَمأِ الثريا
ثَرى أثْرى فصارَ التُربُ أغْلى
كأنّا في غياهِبها نِياما
فكانَ الصَحْوُ برّاقا مُضِلا
نفوسٌ منْ تَنافسِها اسْتغاثتْ
فصارَ النهجُ بُهتانا وغُلاّ
وعنْ أملٍ بهِ الإنسانُ يَحْيا
تُحدّثنا سَراباتٌ بأحْلى
أطالَ الله أعْمارا بأمرٍ
يُدبّرها فأبْلى ثمّ أخْلى
وما دامَ الترابُ بها كَنوزا
فما أبْقى لنا رَسْما وظِلاّ
نُسابقُ رقدةً بهوى امْتدادٍ
لحانيةٍ عَشِقناها مَحلاّ
كأشْجارٍ بما وَهبتْ سَتَبقى
مُعاندةً بها مَوْتٌ تَسلّى
فتعطي جُلّ ما فيها وترقى
بقادرةٍ تزيدُ الأرضَ حُلاّ
وصابرةٍ إلى الإصْبارِ تاقتْ
تفتّقَ وَعْيُها حتّى تقلّى
براعِمُ وَمْضَةٍ مِنْ كُنهِ كنهٍ
تخبّى في كوامِنها بهَلاّ
فأدْرانا بما بَصَرَتْ وأبْدَتْ
فدامَ الجَهلُ سُلطانا مُذلاّ
تُحدّثنا النفوسُ كما اسْتطابتْ
تُخادِعُنا فتُلْبِسُنا المُعِلا
كأنّ المَوتَ أحلامُ ابْتداءٍ
وإنّ الحيّ مُرْتَقبٌ تمَلّى
15\1\2017
*من وحي ما كتبه الأستاذ يحيى الرخاوي عن الموت!!