• 30 ألف إنسان يشاهدون موقعاً من مواقع تصوير البغاء كل ثانية.
تعريف الإدمان على الجنس وتصوير البغاء
لا يوجد اضطراب معرف في الطب النفسي يدعى الإدمان على الجنس أو الإدمان على تصوير البغاء، ولا توجد قناعة علمية حول تعريف السلوك القهري والإدمان على الجنس(6). وهناك من الدراسات التي تدعي تغير قشرة المخ وضمورها(7) وتحفيز دوائر كهربائية مقاربة للإدمان الكيمائي(3)، وجميعها دراسات هزيلة لا تستند على قوة إحصائية وإن تميزت بشيء فهي ضعيفة التصميم خالية من المصداقية لم يتم تكرارها بل نقضها.
ولكن ذلك لا يمنع من استعمال مصطلح الإدمان على سلوك متكرر يعرقل نمو الإنسان نفسياً وعاطفياً واجتماعياً. ممارسة السلوك تؤثر سلبيا على أدائه المهني وعلاقاته العاطفية والاجتماعية، ويدفع الإنسان تدريجياً نحو العزلة، عدم التوازن الاجتماعي، وفقدان احترام الذات. إذا قبل الإنسان الذي يمارس هذا السلوك بهذا التعريف فيجب استعمال مصطلح الإدمان وإذا لم يقبل به فلا يحق لأحد وصمه به. هذا خلاف الإدمان على مواد كيميائية محظورة فإنكاره وتحويره للحقيقة من قبل المدمن لا يعني شيئاً.
1- الولع بالبغاء.
2- الاستمناء.
3- الإفراط في الخيال الجنسي.
4- السلوك السادي المازوشي.
5- الاستعراض.
6- استراق النظر.
7- المطاردات الجنسية.
أسباب الإدمان على تصوير البغاء
العوامل البيولوجية تتميز بعتبة واطئة نسبيا للتهور والاندفاع، وهذا يدفع الإنسان للمغامرة وزيارة المواقع أولاً. هناك من يدفعه اكتئاب وقلق وربما عدم القدرة على التعامل مع تدفق الهرمونات في أعوام المراهقة.
العوامل النفسية لها جذورها في تجارب الطفولة، ويمكن القول الآن بأن من يشاهد الأب يزور هذه المواقع لا يتورع عن زيارتها بنفسه. الاضطرابات النفسية الوجدانية تلعب دورها في مرحلة المراهقة لدفع الإنسان لزيارة هذه المواقع.
العوامل الاجتماعية كثيرة الملاحظة هي الشعور بالنبذ من قبل الأصحاب والأهل، وبالطبع عدم وجود منافذ لتلبية الاحتياجات الجنسية. يتأثر المراهق بسلوك أصحابه أيضاً ويشاركهم السراء والضراء أحياناً.
سيرة المدمن على تصوير البغاء
في بداية الأمر لابد من الإشارة إلى أن هناك عاملاً ودافعاً بشريا يقف وراء خلف أي سلوك مهما كان هذا السلوك منحرفاً. كذلك الصراحة هي أيضاً أن هذا السلوك وظيفته خدمة نظام علاقات Relational System الإنسان والمجتمع الذي ينتمي إليه.
إصدار الحكم على أي سلوك بأنه منحرف ويجب على الإنسان التخلص منه بسبب الشعور بالخزي والعار، لا يساعد على التخلص من هذا السلوك. التخلص من أي سلوك إدماني يستوجب اعتراف الإنسان بممارسته أولاً، وهذه عملية يصاحبها الألم ووصمه بالخزي والعار لا يزيد الألم إلا ألما ولا يساعده على المسير في طريق يتطلب المواظبة والالتزام والجهد.
زيارة المواقع الإباحية لا تتطلب أكثر من شبكة إنترنت. لا يبذل الإنسان جهودا فكرية وعاطفية لتلبية احتياجاته الجنسية. بداية طريق الإدمان على مواقع تصوير البغاء تبدو حميدة وخالية من الضرر ويمكن أن تحكم عليها من خلال الإحصائيات أعلاه. الغالبية العظمى من البشر تتجاوز هذا السلوك، وأكثر من نصف الذكور لا يراها مثيرة بل تثير الاشمئزاز. هناك من يراها مثيرة ولكن لا يزورها إلا بين الحين والآخر ولا يراها مشكلة تستحق النقاش، وهناك أقلية من من يضعها في إطار سلوكٍ غير طبيعي يجب التخلص منه. المجموعة الأخيرة تتراوح ما بين 6% إلى26% من المواظبين على زيارة هذه المواقع. الغالبية العظمى من المجموعة الأخيرة تنجح أيضاً بتجاوز هذا السلوك بدون ضغوط اجتماعية ومساندة طبية. ولكن هناك من يصل إلى مرحلة من التفسخ الشخصي والاجتماعي والعائلي بسبب هذا السلوك وهذا هو المريض حقاً.
• ضحية اعتداء جنسي.
• تعرض لإساءة عاطفية وجسدية ولفظية لم يتم حسمها.
• لديه مشاكل في التعلق بالآخرين منذ الطفولة.
هذا النوع من الإساءة تم تصغير أهميتها من قبل الآخرين والحكم عليها بأن لا أهمية لها ولم يسمح للطفل أو المراهق بالتعبير عنها وبدلاً من ذلك تم إجباره على إنكارها. يتوجه الفرد إلى الكبت ويتم تأجيل عملية الشفاء من التأزم النفسي وبأن عملية الشفاء نفسها لا تستحق أي عناء. هناك أكثر من طريق يسلكه الإنسان بسبب هذه الأزمات وأحدها هو مواقع تصوير البغاء.
يلتجأ هذا الإنسان إلى تجزئة الذات للحفاظ على وتيرة تساعده على اللحاق بأقرانه. مسيرته تتميز عن مسيرة أقرانه بأنها أقرب إلى فيلم يتم عرضه بالحركة البطيئة بسبب استعماله للتفارق والانفصال عن الواقع مع جلوسه أمام شاشة الكمبيوتر. حين يحاول الاتصال بالواقع يراه مشوشا ومتنافرا يزيد من الشعور بالألم النفسي وبالتالي تصبح مواقع تصوير البغاء عقاراً مسكناً للألم. يمكن صياغة الإدمان في هذه المرحلة بحصيلة جمع ألم سابق وحاضر مع إنكار للماضي وسلوك الحاضر وبالتالي لا مسكن لألمه سوى مواقع تصوير البغاء.
يرفض المدمن فرضية التجزئة ويتمسك بأخرى وهي أن بتر مواقع تصوير البغاء من حياته تجربة فاشلة لا تؤدي إلا إلى تجزئة كيانه، وأن ذلك لا يساعده في التخلص من آثار الصدمات الماضية. هذا الشلل المعرفي يتميز بصلابته ولابد من مواجهته وتحديه مراراً وتكراراً.
هل هناك معنى لاختيارات المدمن؟ اختيارات المدمن مثيرة للجدل وربما تركيزه على مشاهد معينة تعكس احتياجات تطورية لم يتم تلبيتها، وتتمثل في نوع النساء في التصوير. هناك من يتمسك بمشاهد التصنيم التي تعكس الحنين إلى طفولة لم ينعم بها.
آثار السلوك
هناك عدة مراحل ويمكن تصنيفها بتأثير السلوك على الفرد والآخرين.
في المرحلة الأولى تتدهور العلاقة الشخصية تدريجيا ويتوجه الإنسان تدريجيا نحو العزلة.يصاحب ذلك تدهور التركيز والحياة الجنسية الواقعية مع عدم توازن وجداني.
في المرحلة الثانية يفقد الإنسان سيطرته على السلوك وتظهر أعراض قلق واكتئاب سلوكي مع أعراض حصارية (وسواسية) يصاحبها سلوك قهري.
وفي المرحلة الثالثة تتفسخ الشخصية ويسقط الفرد في فخ اكتئاب مزمن.
التأثير على الزوجة والعائلة: تكثر مطالب الزوج من الزوجة بممارسة سلوك في غاية البعد عن الواقع لتلبية احتياجات جنسية يظن أنها ناقصة ولم يتم تلبيتها. تصبح الزوجة مجرد شفرة لصورة المخزونة من المواقع ويقتنع بأنها غير قادرة على الاستجابة لحقوقه المكتشفة عبر المواقع.
تكثر ملاحظة خلل الانتصاب Erectile Dysfunction والقذف المبكر في العديد منهم وهذا لا يساعد العلاقة الزوجية، وتبدأ بعد ذلك مرحلة الانفصال العاطفي بين الزوجين.
تكتشف الزوجة سلوك زوجها ولسبب واحد فقط هو كثرة عزلته مع نديم اسمه الكمبيوتر ولساعات متواصلة يومياً. رغم أن العديد منهن تشعر بالإهانة من جراء هذا السلوك ولكن البعض لا تبالي به بعد دخول العلاقة الزوجية مرحلة الانفصال أو بالأصح مرحلة الطلاق العاطفي.
عملية الطلاق العاطفي تؤدي بدورها إلى تغيير التنظيم العائلي وولادة وحدات منفصلة تتكون غالباً من تحالف الأم مع ابنتها أو أبنائها. هذه التحالفات والوحدات المنفصلة لا تساعد الأطفال الذين يشعرون بغياب الأب والحرمان منه.
نقاش عام
الإدمان على مواقع تصوير البغاء يثير الكثير من الجدل، ويكثر الناس إسقاط اللوم عليه لتفسير مشاكل المجتمع العائلية، الاجتماعية، والطبنفسية، ويتحدث عنه مختلف طبقات المجتمع. الدليل العلمي على أنه وراء انتشار العنف الجنسي لا وجود له، والدراسات التي تدعي بأن الخطل الجنسي سببه هذه المواقع ضعيفة وذلك ينطبق أيضاً على ادعاء انتشار ضعف الانتصاب في ثلث الرجال هذه الأيام. ولكن هناك أكثر من دراسة تشير إلى أن القذف المبكر أصبح أكثر شيوعاً بسبب المواقع بنسبة 3% ولكن مثل هذا الرقم لا يمكن وصفه وبائيا(4) لاضطراب نسبة الشفاء منه تصل الكمال، مشاكل الانتصاب عند الرجال أكثر شيوعا هذه الأيام مقارنة بالألفية الثانية، ولكن هناك ظروفا اجتماعية وتحديات اقتصادية صعبة أقوى بكثير من زيارة مواقع تصوير البغاء تفسر مثل هذه الظاهرة.
لا يتم تشخيص إدمان مواقع تصوير البغاء إلا باعتراف الإنسان بأن هناك مشكلة أدخلته زنزانة معتمة الضوء عزلته عن العالم الخارجي. حين ذاك يتخذ القرار بالتوقف عن زيارتها والبحث عن معالج نفسي يساعده في مسيرة الشفاء.
المصادر
1- Dworkin. Andrea (1974) Woman as a Victim: Story of O. In A. Dowrkin(ed). Woman Hating. New York. Dutton
2- Gagnon J (1977) Human sexualities. Glenview, Ill. Scott. Forseman.
3- Mole T, Banca P, Porter L, Morris L et al (2014). Neural correlates of sexual Cue reactivity in individuals with and without compulsive sexual behaviours. Plos/one 2014 11 th July.
4- Park B, Wilson G, Berger J, Christman M et al (2016). Is internet pornography causing sexual dysfunction? A Review with Clinical Reports. Beh Sciences 6(3).
5- Regerus M, Gordon D, Price J (2016) Documenting pornography use in America – comparative analysis of methodological approaches. J Sex Research 53(7): 873 -881.
6- Steele V, Staley C, Sabatinellu D, Hajack G (2015). Modulation of late positive potentials by sexual images in problem users and controls inconsistent with “Porn Addiction”. Biological Psychology 109: 192 -199.
7- Youbrainonporn.com
8- Zurcher L, Kirkpatrick (1976). Citizens for Decency: Antipornography Crusades as Status Defense. Austin: University of Texas Press.
واقرأ أيضًا:
استشارات عن المواقع الإباحية / الاعتمادية على المواد الجنسية الإباحية / رمضان والمواقع الإباحية مشاركة