إني أقر وأعترف بأني أكتب لأجني الشهرة وبعض النقود، لا أريد بكتاباتي إصلاح المجتمع والذات البشرية، فأنا مجنونة أتلاعب بالعقول لا غير.
أنصحك بأن تقفل هذه الصفحة لأنه سيتم برمجتك بما تهوى الكاتبة.
يتكون المجتمع من أفراد ومجموعات تتضارب مصالحهم وتختلف آراؤهم وسلوكياتهم وقيمهم، إن هذا الاختلاف لا ينبغي أن يؤدي إلى التصادم والصراع بين مختلف مكونات المجتمع.
قد تجد في مجتمعي غنيًا تقيًا يحث الناس على التآخي وعلى التصدق للفقراء والتواضع والتآلف، وإذا طالبه ابنه بخطبة فتاة فقيرة رفضها وعابها بفقرها.
قد تجد رجلًا يدخن ولكنه يضرب ابنه ويمنعه عن التدخين.
قد تجد في مجتمعي شيخًا وقورًا يصوم ويصلي ويؤم المسلمين، فإذا قضى صلاته وانصرف عنه المصلين ذهب إلى بيت معشوقته يمارس الرذيلة .
قد تجد في مجتمعي الأخ الصالح يراقب أخته وينصحها دومًا ويحذرها من مخاطبة أي شاب وأن العواقب ستكون وخيمة، ويطلب منها أن تحتفظ بنفسها وعفتها لمن سيطلبها في المستقبل لتكون زوجة له، ثم ينصرف إلى غرفته ويغلق بابه بإحكام حتى يكلم محبوبته سرًا، والتي هي أخت لرجل آخر!
قد تجد في مجتمعي رجل قانون يخالفه. قد تجد في مجتمعي عامل نظافة يرمي مخلفاته في الطريق. قد تجد في مجتمعي حارس أمن يحث الناس على الأمانة ثم يسرق. قد تجد في مجتمعي معلمًا يأمر طلابه بالالتزام بالمدرسة وتجنب الطيش والهروب منها، وعند أول فرصة تسنح له يستغلها هو ويهرب.
قد تجد في مجتمعي امرأة تشتكي تهميش «ظلم» المجتمع لها، ولكن ما أن تتاح لها فرصة التصويت في البرلمان أو تعلم قيادة السيارة تختار الرجل لأنه أقوى أو أكثر شهرة مع أن المرأة لا تنقصها الكفاءة، وتطلق حكمًا عامًا بأن السيدات «ضعيفات وغير قادرات».
قد تجد في مجتمعي أناسًا يخافون على البنت من الدنيا ولا يخافون على الولد من الآخرة، إذًا هو مجتمع يخاف كلام الناس أكثر من خوفه من الله!
لعل قرائي يستغربون من مهاجمتي الشرسة لكل فئات المجتمع، لا سيما عندما نذكر حادثة غريبة نوصفها على أنها شاذة -تحفظ وتنقد ولا يقاس عليها- لكن هيهات، فشاذ الأمس بات سلوكًا ممنهجًا اليوم، وبعض الذين ينهجون منهجًا سليمًا باتوا كائنات غريبة اليوم.
في مجتمعي نتقن قول الأشياء ولكن لا نتقن فعلها. في مجتمعي لكل إنسان شخصية مثالية في العلن وشخصية قذرة في الخفاء. في مجتمعي يحبون الغني ويحتقرون الفقراء.
في الأخير، دعني أخبرك بشيء صديقي، هل تعلم أن كتابة مقالات كهذه أشبه بالبرمجة؟ نعم كتابة المقالات أمر مرهق حقًا، ويأخذ وقتًا طويلًا، وقد تشرب ما يقارب 3 أكواب قهوة وقنينة ماء كاملة من أجل إتمام مقال كهذا، فلم لا تساعدنا قليلًا وتقدم لنا رأيك في الموضوع عبر تعليق بسيط، ولم لا تقوم بمشاركته مع الآخرين أيضًا، سيساعدنا هذا على استرجاع ثمن القهوة الذي ضيعناه في كتابة هذا المقال، نعم بالفعل، إن كنت ستنقل هذا الموضوع لتضيفه في موقعك، فأضف الرابط من فضلك أو حاول أن تبدع قليلًا، واجعل أناملك تطأ لوحة المفاتيح قليلًا، فيكاد عقلك يصاب بالصدأ من قلة التفكير والإبداع، وتكاد أصابعك تتصلب من قلة الكتابة، أبدع قليلًا وكفاك سرقة لمواضيعنا.
واقرأ أيضًا:
الضمير الوطني الموؤود!!/ أبي: قنوات جنسية للفجر ثم يصلي بالناس إماما/ مجتمع يربينا على الإدمان ولا مجتمع الفياجرا؟