<div 8c="" kufi"="" style="font-size: 11pt">
مرطب البشرة بين الرفاهية والضرورة الصحية والصحة النفسية
مستحضرات التجميل للاستعمال على الوجه أو الجسم لا يمكن تعدادها ومتوفرة في كل مكان ومن أكثرها استعمالا مستحضرات ترطيب البشرة للوقاية والتخلص من جفاف الجلد.
جفاف الجلد بحد ذاته مشكلة يعاني منها الكثير٫ وجلد الإنسان يمر بثلاثة مراحل:
⦁ الطفولة تتميز بنعومة البشرة.
⦁ المراهقة وتتميز بإنتاج الدهون.
⦁ والتقدم في العمر ويتميز بجفاف البشرة.
رغم أن المرحلة الثالثة هي مرحلة طبيعية ولكن هناك عوامل بيئية تتعلق بتلوث الجو وتقلبات الطقس والحرارة التي تسرع في عملية الجفاف.
مصطلح جفاف البشرة أو الجلد في غاية الوضوح والبساطة ولكن في الثقافة الطبية يتم استعمال مصطلح Xerderma أو Xerosis وفي الغرب أحياناً يتم استعمال مصطلح حكة الشتاء. التعريف البسيط لجفاف الجلد هو قلة كمية الماء في الطبقة العليا من البشرة والمعروفة بالبشرة Epidermis كما هو موضح في الصورة أدناه وملاحظة التشقق في الطبقة القرنية البشراوية Stratum Corneum.
رغم إسقاط اللوم على تقدم العمر ولكن هناك أسبابا أخرى وهي:
١ - الطقس البارد
٢ - الإسراف في فرك البشرة أثناء التنظيف
٣ - الإسراف في تجفيف البشرة بعد الحمام
٤ - الإسراف في استعمال حمام ساخن لمدة طويلة
٥ - الإسراف في استعمال صابون معطر
٦ - الإصابة بالصدفية أو الأكزيما
٧ - السكري
٨ - ضمور الغدة الدرقية
هناك من ترى جفاف البشرة يسري في عائلته ويتم توارثه ويتميز بجفاف البشرة الشديد منذ عمر مبكر ويتم استعمال مصطلح Ichthyosis لوصفها.
جفاف البشرة لا يثير إعجاب الإنسان ودائما ما يودي إلى الحكة والتي بدورها تؤدي إلى تشقق البشرة والالتهابات.
مرطبات البشرة
مرطب البشرة هو المستحضر الذي يوفر الماء للبشرة ويتم حصره في الجلد. عملية محاصرة الماء ومنع تسربه يتم عن طريق إضافة مادة دهنية.
المرطب المثالي يتميز بما يلي:
⦁ دخول الماء إلى الجلد
⦁ مادة تمنع هروبه من الجلد
⦁ مادة تجذب الماء إلى الجلد
⦁ مادة طرية لنعومة الجلد
⦁ حمض اللبنيك Lactic acid لزيادة مرونة الجلد
لذلك لا بأس من قراءة محتويات المستحضر التي توضح ذلك بدلاً من القبول برأي من يبيع المستحضر.
كانت المستحضرات القديمة تحتوي على كمية دهون عالية ولذلك كان مصطلح الكريم أكثر شيوعاً أما الْيَوْمَ فكمية الدهن في المرطبات أقل بكثير ويتم استعمال مصطلح مرطب لوصفه. وظيفة المرطب هو المحافظة على درع خارجي للجلد يحميه من الجراثيم ويحافظ على تركيبته. القاعدة العامة هي استعمال مرطب قليل الدهن لبشرة دهنية وكثير الدهن لجلد قليل الدهن.
لكل إنسان مرطبه المفضل وهو الذي يختار ما يناسبه ويشعر مع استعماله بالارتياح. رغم ذلك فمن المستحسن التأكد من وجود عامل الحماية من الشمس Sun Protection Factor بمقدار ٣٠٪ على الأقل الذي يحمي البشرة من أشعة الشمس.
كذلك هناك قواعد عامة تساعد على الوقاية من جفاف البشرة:
١- تجنب البرد
٢- تجنب ملابس ضيقة
٣- استعمال صابون بدون عطور
٤- حمام دافئ
٥- تجنب التدفئة العالية.
جفاف البشرة والطب النفسي
هناك علاقة متينة بين الأمراض الجلدية والأمراض النفسية مصدرها تأثير الضغوط البيئية على الدماغ وعدم توازن جهاز المناعة ويتم دراستها في إطار علم المناعة النفسي العصبي Psychoneuroimmunology.
هناك ظاهرة طبية معروفة كثيرة ملاحظة وهي أن شيوع مختلف الأمراض الجلدية في المرضى المصابين باضطرابات نفسية جسيمة مزمنة. جفاف الجلد ومضاعفاته تصل إلى ما يقارب ٢٠٪ من المرضى وخاصة أولئك الذين يتم علاجهم لفترة طويلة في المستشفى. رغم أن البعض يسقط اللوم على إهمال العناية الصحية بهؤلاء المستضعفين ولكن هذه الظاهرة كثيرة الملاحظة حتى هذه الأيام مع ارتفاع مستوى الرعاية الصحية العامة بهم.
ولكن العلاقة بين جفاف البشرة والطب النفسي مصدرها استعمال العقاقير المختلفة. العقاقير المضادة للاكتئاب تزيد من حساسية البشرة للشمس. هذا العرض الجانبي كثير الملاحظة مع صنف ثلاثية الحلقة القديمة٫ ولكن رغم ذلك نادراً ما تسمع المريض يشكو من جفاف البشرة وحساسيتها للشمس بسب موقعه الاكتئابي أولا وقلة خروجه من منزله. المريض يشكو أكثر من جفاف الفم بدلا من جفاف قشرة البشرة.
العقاقير المضادة للذهان هي الأخرى قد تسبب جفاف البشرة٫ وهذا أكثر ملاحظة في العقاقير المضادة للذهان من الجيل الأول. هذا العرض الجانبي مصدره مضاد الفعل الكوليني anticholinergic المحيطي. المريض بدوره نادراً ما يشكو من هذا العرض الجانبي ولذلك يتم إسقاط جفاف البشرة على عدم مبالاة المريض برعاية بشرته.
أما الليثيوم فقد يسبب جفاف البشرة الشديد ولكنه أكثر ارتباطاً بداء الصدفية. لا مفر من وقف عقار الليثيوم مع الصدفية ودون ذلك لا يتحسن المريض.
عقار اللامتروجين كثير الاستعمال في علاج الاكتئاب من نوع الثناقطبي٫ والأعراض الجانبية الجلدية يتراوح انتشارها ما بين ٢- ١٠ ٪ وهي أكثر ملاحظة مع سرعة رفع جرعة العقار في الأسابيع الأولى من العلاج. جفاف البشرة كثير الملاحظة ولكن هناك أعراضا جلدية أكثر خطورة وتتطلب وقف استعمال العقار.
عقار الكارباميزابين المعروف تجاريا بالتجرتول هو الآخر له أعراضه الجلدية المميزة وأحدها جفاف البشرة ولكن ذلك بمفرده لا يؤدي إلى توقف العلاج وأقل انتشاراً من الطفح الجلدي الذي يؤدي إلى وقف العلاج. ظهور الطفح الجلدي هو الآخر أكثر ملاحظة مع سرعة رفع جرعة العقار في بداية استعماله.
الاستنتاج
تنبيه المريض إلى العناية بالجلد واستعمال مرطب يرفع ثقة المريض بالطبيب والعلاج.
المصادر
1 Lieberman J (2004): Managing anticholinergic side effects. Primary care Companion J clin Psychiatry 6(2): 20-23.
2 Marthoenis, Aichberger M, Fathiariani L, Schouler-Osaka M (2015): Skin diseases among long stay psychiatric patients in Indonesia. ASEAN Journal of Psychiatry 16(2), July – December: XX-XX.
واقرأ أيضا:
الصحة النفسية في الحمل والولادة والرضاعة4 / المتحولون جندريا : ظاهرة الألفية الثالثة3 / الصرع عام ٢٠١٦ / علم الأمراض الجلدية النفسي4 Psychodermatology4