منْ سِفْــرُ سمْعَانْ : رسائل إلى جارة
من سفر سمعان : "كونْشِرْتو العَسَل"
-1-
ما بيننا يا جارتي خَطَّى المُحالْ
خسَفَ الحقيقةَ والخيالْ
لا شعرَ يمكِنُ أن يقالْ!
نحنُ اسْتِحالةُ رابعٍ !
نحن التقى المتوازِيانِ بأمرِنا !
نحن انْحَنَتْ عَمَدُ السماءِ لسرِّنا !
لا شيءَ شِئْناهْ اسْتحالْ
ما بيننا .. لا شيءَ بعدَ الْـ "بيننا "
لا شيءَ يُمكنُ أو ينالْ !
إنْ لا يُخَلَّقُ بيننا !
ما بيننا خطى المحالْ
-2-
ما بيننا يا جارتي شئٌ عظيمْ
شئٌ جديرٌ باخْتِلافِ القومِ فيهِ :
- أحادثٌ ذا !! أمْ قديمْ !! –
شئٌ عظيمْ
شئٌ يَزِيدُ حضارةَ الإنسانِ ألفَ مُجَلَّدٍ ومُجلدِ !
شئٌ يزيدُ بقامةِ الإنسانِ أولَ بوصَةٍ
من بعدِ ما اعتادَ القِصَرْ
شئٌ يُعيدُ لآدمَ الميلادَ – يُولدُ في يدِي –
من بعدِ ما كانَ انْتحَرْ !
شئٌ خَطرْ
شئٌ يغَيِّر "جِيناتِ" البشرْ
ما بيننا يا جارتي رَقَصَ القمرْ !
ما بيننا عن طَوعِهِ خرجَ القدرْ !
-3-
ما بيننا : أعطيكِ آخرَ ما لدَي
أعْطيكِ فوقَ الْـ "في يَدَي " !
لو أستطيعْ :
لو أستطيعُ جعَلْتُ ..../
عينيكِ السماءَ وربَّتينْ
لو أستطيعُ جعلتُ ..../
نهديكِ المحيطَ وقِبْلتينْ
لو أستطيعُ اجْتَزْتُ ..../
أقْطارَ السماواتِ انتقيتُ مَجَرَّةً
تتَقَلَّدينَ نُجومَها !!
وتدَلِّلِينَ غيومَها
وتراقصينَ "تُمايِصِينَ" ..../
تُجنِّنِينَ تُجَدِّدِينَ رسومها
لو أستطيعْ :
لو أستطيعُ فألفُ كونٍ في يَديْ
لو أستطيعُ ..../
سَقَيتكِ العمر انتشاءً سَرْمَدِيْ
لو أستطيعُ فبيننا :
لا نَشْوةٌ إلا تلامسُ نشوتينْ
لا لحظةٌ إلا تقَبِلُ لحظتينْ
لو أستطيعُ فألفُ كونٍ في يدَيْ
-4-
ما بيننا : تُعْطِينَ آخرَ ما لديكِ !
تعطينَ فوقَ الْـ "في يَديكِ"!
تعطينَ عينيكِ : /
اللتينِ تُقَبِّلانِ / تعطِّرانِ /تخَدِّرانِ /
تعَمِّدانِ / توحِّدانِ / تصَلِّيانِ :/
أحبَّني ! !
تعطينَ نهديكِ : /
اللذينِ يُدَلِّلانِ / ويُرْضِعانِ / ويحْضِنانِ /
ويَحْلِفانِ : بأنني وحدي الذي
وحدي الْـ "يكون " !
وحدي التَعَقُّلُ والجنونْ
تعطينَ كم تعطينَ ..../
أنفاسَ الحياةِ طلاقةً
وبراءةً وعُذوبةً لِتذِيبَني !
تُعطينَ وجهَ اللهِ حينَ أحبني !!
تعطينَ وجهَ اللهِ حين أحبهُ
فأعُضُّ أنْفَ اليأسِ (كنتُ أبوسُهُ!)
وأشقُّ قلبَ الحزنِ ثم أدوسهُ!!
تُعطينَ بعدَ المستحيل عَرَفْتهُ
تعطينَ ما تعطينَ ..../
ساجدةٌ لُغاتُ العالمينَ لما لديكِ
تعطينَ فوقَ الْـ "في يديكِ"
-5-
ما بيننا يا جارتي ....
لو يفهمونْ !!!
يُرْخُونَ صَفْصَافَ الوجودِ لهُ
ويرخونَ العيونْ
شئٌ جنونْ !
لو يفهمون ْ
يا جارتي لا شعر يمكنُ أن يُقالْ
لا شيءَ بعدَ الْـ "بيننا"
لا شيءَ يمكنُ أن ينالْ
يا جارتي لا شيءَ يعرفُ حبُّنا
إلا المحالْ
ثم المحالْ
طاووس "أوائل الطاووس"
17/12/1988-5/1/1989
ويتبع>>>>> : من سفر سمعان : كـونشِرْتُو العودَةِ اللا عَـوْدَةِ
واقرأ أيضاً:
قراءةٌ جديدةٌ في سفر الجوع / النصف الأسود / تذْيـيلْ1 / تذييلْ2 / تنويعاتٌ على وتر الجنون / سوناتا المَطر / كأنما!