"سقط الحمار من السفينة في الدجى فبكى الرفاق لفقده وترحموا"
الحمار حيوان عندما تقارنه بالبشر تحتار في أيهما حمار أو بشر، لما يمتلكه من صفات حميدة وأخلاق رشيدة وإرادة بقاء وصبر وتحمل وقدرة على التعلم والوفاء والهدوء والسكينة واحترام صاحبه وخدمته والعناية به. والحمار ركن أساسي وفعّال ومؤثر في بناء الحضارة البشرية وصناعة التأريخ، ولولا الحمير لما تقدمت البشرية وتطورت وانتشرت في بقاع الأرض القصية. فالحمار يطعمها ويسقيها ويحمل أثقالها ويساهم في الزراعة ورعاية الحيوانات الأخرى، ولديه القدرة على تعليم البشر الحكمة والصواب.
والحمار شعار الحزب الديمقراطي الأمريكي، فهو متأكد في أروقة أقوى دولة في التأريخ البشري، ويؤطر رؤيتها ومنطقاتها المتمثلة بالصبر والحلم والمجالدة والتحمل. والحمار قدم للبشر خدمات لا تقدر بثمن، فهو داينمو الحياة على مدى ما يقرب من عشرة آلاف سنه، ورفيق البشر وعماد تواجده وتسهيل أمور معيشته، وما خلت حقبة زمنية من دور الحمير وأهميتها القصوى في الحياة المدنية والعسكرية وحتى يومنا هذا. فالحمير رفيقة البشر وراعية أموره والحانية عليه والوفية له.
ولجحا نوادر كثيرة عن الحمار، وفي إسبانيا قصص رائعة عن الحمار، وتجد له صورا ونصبا في العديد من الأماكن، وحمار الحكيم معروف، وفي الكتب الدينية يُذكر الحمار، وكل الأنبياء والرسل كان لهم حمير، وفي أعياد الميلاد تبرز صورها أيضا.
ولهذا ولغيره الكثير جدا، أقدم احترامي للحمير، وأحذر من التشبيه بالحمير ذوي العاهات النفسية والسلوكية الجالسين على كراسي الظلم والامتهان والغدر، والعبث بمصير الأبرياء والخانعين في أوعية التبعية وتنفيذ الأجندات، لأن الحمير لا تظلم ولا تخون وعندها إرادة بقائية وغريزية تتصرف على هداها، وتعارض مَن يتحداها حتى لو أمعن بعقابها بل وقتلها، فالحمير ذات إرادة بقائية خالصة وتؤمن بهذه الإرادة وتحقق رسالتها من خلالها.
إن وصف أمثال هؤلاء العدوانيين الظالمين، والمحكومين بأمّارات السوء والشرور التي فيهم، يُعد تقديرا لهم وإهانة للحمير، تلك المخلوقات الوفية المتفاعلة مع روح الحياة ومناهج الديمومة والرقاء. وعليه فلا بد من تقديم اعتذار للحمير لأنها لا تستحق إهانة من بشر يحسب نفسه أعلى شأنا منها وأرقى وما هو إلا دونها بكثير وكثير.
فاحترموا الحمير يرحمكم الله، وتأملوا ما أنتم تجلبون من الأذلة التابعين الخائنين، لكي يقصموا ظهوركم ويتناهبوا ثرواتكم ويمزقوا وجودكم، ثم تكرمونهم بوصفهم بالحمير!!
معاذ الله لأن الحمير لا تظلم مثلما يظلمون، وتأبى الفساد، وتعين وترحم، وتحملكم على ظهورها ولا تدوسكم بحوافرها، وأنتم الذين أيدتوهم بأصواتكم التي تنكرها الحمير!!
واقرأ أيضاً:
حَضرَ التديّنُ وغابَ الدينُ!! / المحسوبية والكرسي!! / آيْ ثِنْك!! I THINK / وطن تشيّده السواعد..!!