إنها الرابعة فجراً ..
أعلن منبه الجوّال ...بقيت ساعة واحدة.
نهضت بسرعة متحمّسة ًللقاء تاقت له منذ مدّة .
بهدوء، انسلت إلى غرفة الجلوس، أوقدت المدفأة ثم ضغطت زر جهاز تسخين المياه .. لا بأس بارتشاف فنجان قهوة .... نصف ساعة مرّت سريعاً وأضحى جو الغرفة دافئاً، ليس فيزيائياً فقط بل روحانياً أيضاً ..... قليل من البخور مع ضوء خافت لهو أمر حسن .....
عادت بخفة إلى غرفتها وراحت تداعب بكفّها الحاني وجنتيه .... تراكب معه الحلم مع الواقع ... أهو منام أم يقظة ...؟ إلى أن أدرك أنها هي، وبهمس رقيق: لقد فرشتُ سجادتي صلاة في غرفة الجلوس بانتظارنا ..
دقائق معدودة، كانا قائمَين معاً يخاطبان ربَّهما في صلاة جوف ليل ٍ ولا أجمل .... عدة ركيعات ثم دعاءٌ مشترك شكراً لله على ما أنعم ووفّق ... وعلى ما جمع و رزق.
صوتٌ بعيدٌ حنون يقطع دعائهما: الله أكبر .. الله أكبر .. ... الصلاة خيرٌ من النوم .... أتمّا ما فرضه ربهما معاً، فأذكار ما بعد الصلاة .... وسريعاً إلى غرفة نوم الأولاد للتأكدّ من أغطيتهم فقد كانت ليلة من ليالي كانون * ..
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* شهري كانون الأول وكانون الثاني : شهري ديسمبر ويناير وهما من أشهر الصقيع في بلاد الشام.
*اقرأ أيضاً:
باسمةُ الثـَّغر ! / مقامات الأربعاء (4)!! / مَـسْـغَـبَـهْ / واضِـحٌ ! / لسـتُ أحـبـكِ / وجودٌ