من أجمل أيام حياتي .. تلك التي قضيتها طالبا في طب قصر العيني بصحبة كوكبة من أجمل دفعة وأروع أصحاب .. يمكن أرجع أحكي عنهم وعنهن - لاحقا ...
في قصر العيني كنا نتداول قصص عن الفارق بين الخطأ والخطأ الفادح والخطأ القاتل .. وكان مشهدا تاريخيا يتكرر بين الحين والحين أن ترى أستاذا يجري وراء طالب في لجنة امتحانات الشفوي لأنه أخطأ في إجابة على سؤال سأله له الأستاذ، وكان الخطأ من نوعية الخطأ القاتل !!
Fatal mistake !!!
تعلمنا إذن أن الخطأ وارد .. وهو مدخل للتعلم .. وممكن تشيل المادة .. وفيه دور ثاني دائما .. يعني فيه فرصة للتعلم، وتصحيح الأخطاء ..
الخطأ ليس عارا، ولو أصبح عارا .. فهذه مقدمة لاستمرار الخطأ والفاشلين في أماكنهم .. ومقدمة لبقاء الفشل، وتزايد الانهيار المؤسس على الإنكار، وثقافة الإنكار !!
***
رأيت خلال عمري وبخاصة في العشرية الأخيرة من يخطئون أخطاءا قاتلة لأنفسهم أو لغيرهم .. ولم يعترفوا -حتى الآن- ولم يعتذروا، ولم يراجعوا، ولم يدخلوا الملحق، ولم يحاسبهم أحد، ولا يكاد يحاسب نفسه أحد !!
في بلاد الإنكار، وبساتين الإنكار، وجنة الفاشلين، والفشل المستمر الأبدي المؤبد، لأن أحدا لا يعترف، ولا يعتذر، ولا يجرؤ حتى لا يلحقه العار !!!
عار الاعتراف بالخطأ .. حيث لا نخطئ .. فقط الآخرون هم من يخطئ .. واحنا دورنا في الحياة .. نحط عليهم .. أو "نسفّ" و"نألش" ونتسلى .. أو نتشفى أو حتى نتعاطف ويصعبون علينا !!
****
مرحبا بكم في هذا الجحيم الذي نتوهمه جنة رضوان !!
18/9/2018
واقرأ أيضًا:
على باب الله: الحسين غاضباً / المؤتمر الرابع لقسم الطب النفسي جامعة الزقازيق / خواطر في ذكرى عاشوراء...