لا تلمني
لا تلمني إن رسمتُ اليوم أنهارَ العراقْ
من دموعي
لا تلمني إن زرعتُ النخلَ في القلب المُعَنَّى
لا تلمني
إن سقيت الفجر زقاً من جراحاتي الدفينهْ
أوْ تَخذْتُ الليل حضنا
ونزعت الضوء عن وجه النجوم
لا تلمني إن لعنت الأمنياتْ
وخيالاتي القديمه
فعلى مذبح أمسي
قد نحرتُ الحلمَ وقرّبْتُ المطامحْ
كذبائحْ
وقرابين حياةْ
قلتُ يكفي لا تلمني
كيف أغرتني الليالي
بترانيم الحواري الخادعاتْ
كيف أسلمت شراعي للغرورْ
وتلاشت مثل أسراب السرابْ
جرجرتني ورمتْ ركبي هناكْ
حيث ألقاني التمني
في سراديب الضياعْ
لا تلمني
إن أنا أنكرتُ هذا
لا تلوموني إذا يوما غضبْتُ
هل ترى الجزار يختار السمينْ؟!
من أهالينا ضحايا
كيف سرنا نحو نفس الحتف هونا وهوانا
ونولّيه رقابا ونحورا
ووهبناه الظهورا
صاغرينا
ورضيناه مليكا تابعينا
ورجونا أن نراه راضيا عنا مكينا
لا تلمني يا أخي
إن أنا يوما غضبتُ
وإذا بالحق بحتُ
كيف أسْطِيعُ إذا ثار الجميع
كَبْتَ آلامي وغيظي
هل تراني خشبا
لا تلمني يا أخي يوما إذا ما فاض كبتي
وتحديت المخاوفْ
وعلى الجزار ثرتُ
ونطحتُ القاتلينْ
وعلى أشلائهم تمضي الحوافرْ
قد رأيت الموت مراتٍ ومراتْ
ورأيت الناس أشلاءً وشتاتْ
بعثرَتْنا لعنة الطغيان والعاتي الغشومْ
وسقانا كأس موت من زؤامْ
ورمانا بحصاة من فتنْ
حطمتنا مثل ألواح الزجاج
د خليل إبراهيم عليوي
٢٠١٧/١/٢٠
واقرأ أيضاً:
عراق يدك وموت يلوح / صيد على أرض الفرات / يا صديقي / صوت الضمير / بكاء الرجال