سَفينَتُنا بلا ثقُبٍ أراها
وإنّ الثقبَ في بَشرٍ عَلاها
وإنّ البحرَ يسألُها لماذا
تأخّرَ سِفرُها، ماذا اعْتراها
فلا بَحرٌ بلا سُفنٍ تهادتْ
وقالتْ غايةً أعْلتْ لواها
سنُظْهرُها بأفكارٍ وعَزمٍ
فروحُ الكونِ مَعلومٌ هَواها!!
وما طاشتْ بها أبدا عقولٌ
إذا سُقِيَتْ زلالا في صِباها
بنا الأيّامُ ما دارتْ ستُطوى
بحاديةٍ لأيامٍ سِواها
فهلْ شرَبَتْ سفينٌ ماءَ بَحرٍ
وهلْ أكلتْ لبلواها خُطاها؟
كأنّا فوقَ نيرانٍ سنحيا
بأجيالٍ يُحدّثها عُلاها
ويَأخذها إلى أمَدٍ بَعيدٍ
ويُرشِدُها بما وَجبتْ رُؤاها
ويُلهمُها مِنَ الأمْجادِ نورا
يؤهّلها لإبداعٍ أتاها
مُرادُ الخلق مَحكومٌ بكوْنٍ
ودائرةٍ كما شاءتْ مُناها
إذا الأوْجاعُ في زمَنٍ تَلاقت
فقدْ بلغتْ مشارفَ مُنتهاها
وكمْ مِنّا إذا جَثمَت تهاوى
وكمْ مِنّا بما وَهَبَتْ حَباها
ولا أدْري كما تدْري كأنّا
بما كشفتْ حيارى في رُباها
فهلْ عينُ النُهى غَمُضتْ وغاصَتْ
بدهشةِ يقظةٍ فيها تماهى؟
أسائِلُ لحظةً ذاتَ انْكشافٍ
فتُبْصِرُني وما بَصَرتْ أُلاها!!
هيَ النفسُ التي زَأرتْ بخَلقٍ
وفاقتْ في نوازعِها جُناها
فأشْقَتْ كلَّ مَوجودٍ رَغوبٍ
بما وَعدتْ وما خارتْ قِواها
وإنْ نظرتْ إلى بَشرٍ عَفيفٍ
أشاطَ كمونَها فرَعتْ شَراها
فدَعْ سُفنا تَشقُّ عِبابَ يمٍّ
وإنْ ثُقِبَتْ فقدْ وَصَلتْ مَداها!!
*تواصلا مع كلمات الدكتور ريكان إبراهيم "أعرف أن سفينتنا مثقوبة، لكن لا أعرف هل أن البحر سيدخلها نزقا أو طيشا، أم أن سفينتنا ستشربه كي تروي الركاب العطشى؟"
د. صادق السامرائي
17\3\2019
واقرأ أيضاً:
إلاّ!! / سَعادةُ أمّةٍ!! / بذورُ أرى!! / صُراخُ سُنبلة!! / مَقامات الأربعاء / تعادى الناسُ!! / بخ...بخ يا كلام!! / أمّةُ العَهْدِ!! / تبـــاركَ فعلهـــا فالنفـــسُ طابـــتْ!!