دعوا أطفالكم يلعبون في دور العبادة
الفصل التاسع عشر
لقاء مع طفل:
لقاء مع طفل بدأ يحمل هم الإسلام في قلبه، ويدعو إلى الله، عن تجربة البداية، بدأ أسيد معنا هذا اللقاء، اسمي أسيد قاضي، عمري أحد عشر عاما، أدرس في الصف الخامس، وأحفظ من القرآن الكريم ثلاثة وعشرين جزءًا ولله الحمد المنة.
ـ من شجعك على طلب العلم؟
أسيد: بفضل الله ثم بفضل أبي وأمي وكذلك مدرستي.
ـ من تصاحب يا أسيد وكيف تؤثر في الآخرين؟
أصاحب الناس الطيبين، وأؤثر في الآخرين بأن أنصحهم وآمرهم بالمعروف وأنهاهم عن المنكر، وأبين لهم طريق الخطأ، وأضع في بالي أنه إن استجابوا لي فسوف آخذ أجرهم ولا ينقص من أجورهم شيئاً؛ لأن الدال على الخير كفاعله.
ـ وما هو هدفك في الحياة؟
طاعة الله ورسوله لأن الله تعالى قال في كتابه: "وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنْسَ إِلا لِيَعْبُدُونِ"، (الذاريات:56).
ـ وأخيرًا ما هي أمنيتك؟
أن أصبح إمام مسجد لأن الله تعالى يقول: "وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَاماً"، (الفرقان:74)، فإني أسأل الله أن يجعلني من أئمة المتقين.
وبعد تلك الجولة المتميزة مع تلك النماذج الرائعة، التي نسأل الله لها التوفيق والاستمرار على طريق الدعوة، لتكون نبراساً شامخاً لهذه الأمة، ودعاة صالحين في المستقبل.
توظيف قدرات الطفل لخدمة دينه:
من الضروري أن يهتم المربون بمساعدة الطفل على أن يفهم نفسه، وعلى أن يستعمل إمكاناته الذاتية وقدراته المهارية واستعداداته الفطرية، لتحقيق إسلامه وخدمة دينه، فيبلغ بذلك أقصى ما يكون في شخصيته الإسلامية وفاعليته الاجتماعية.
إن تربية الطفل التربية الإسلامية الصحيحة هي التي توظف طاقات الطفل لكي يمارس تأثيره في مجتمعه وفق ما تعلمه وعمل به من دينه؛ إذ لا بد أن يوجه الطفل لعبادة الله وحده، وهو أول ما يجب عليه أن يتعلمه ويلتزم بأدائه. ثم توجيه طاقاته إلى أداء حقوق الآخرين والإحسان إليهم، مع تعويده على ممارسة الدعوة إلى ما تعلمه وفهمه، وعلى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فإن الطفل إذا شب ودأب على ممارسة الدعوة إلى الله على حسب فهمه واستيعابه، وهو حصيلة تربيته الدينية، فبعون الله وتوفيقه يجني الآباء والأمهات ثمرات ذلك ناشئاً مؤهلاً للقيام بأعباء الدعوة حاملاً هم الإسلام والمسلمين، فالأطفال متى ما تربوا على هذا الدين نجدهم قادرين على أن يمارسوا مهمة الدعوة مع أقرانهم وزملائهم وإخوانهم وأسرهم، بل حتى في الطريق كما في موقف الطفلة مع المدخن.
لكن ينبغي للمربين أن يوضحوا للأطفال مفهوم الدعوة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وبيان آدابه وأساليبه اللائقة، حتى لا يقعوا في حرج المواقف الصعبة، وتذكيرهم بالأجر والصبر إن حصل شيء من ذلك، مع مراعاة عدم إشعارهم بالخجل والتخويف من القيام بتلك المهمة.
ما هي الأسباب التي تضعف من ارتباط أبنائنا بهويتهم:
1ـ كثرة التوجيهات والأوامر من غير إقناع ومحبة وكأنها أوامر عسكرية تطبق بلا فهم لأهميتها.
2ـ غياب غرس الرقابة الربانية والخوف من الله، بحيث يطبق الأبناء العبادات من صلاة ونحوها في حضور الوالدين، ويفعلون ما يريدون من غي وسوء في غيابهم، مع الأسف.
3ـ الاختلاط السيئ في الأسرة وخارجها.
4ـ الاستخدام السيء للدش والإنترنت.
5ـ السفر للبلاد غير المتمسكة بالإسلام للشباب الصغار غير المحصنين عقائديا وفكريا.
6ـ القدوة السيئة أمامهم.
7ـ الإهمال وعدم متابعتهم من أولياء أمورهم.
8ـ أصدقاء السوء من حولهم، وقد يكونون من القرابة بمكان، وهذا يكون تأثيره أقوى عليهم.
9- سفر الكثير من الآباء، وأحيانا الأمهات، للعمل بالبلاد التي تعطي رواتب عالية مثل الدول النفطية بالخليج، وتركهم أبنائهم بعيدا عنهم.
10ـ ابتعاد الآباء عن أبنائهم وعدم مصاحبتهم.
11ـ كثرة مشاهدة التلفاز وألعاب [البلاي ستيشن، والجيم بوي].
12ـ الفراغ وعدم وجود الصديق الصالح.
13ـ عدم الاستمرار على فعل السلوكيات والعادات الحميدة.
14ـ المجلات والقنوات الفضائية التي تعرض صوراً مثيرة ومبتذلة.
15ـ اختلاف الوالدين في طريقة التربية.
16ـ وجود الخدم من دول بعيدة وغريبة عن منطقتنا وثقافاتنا، وتدخلهم في تربية أبنائنا بصورة سافرة؛ وبالذات في دول الخليج.
17ـ عدم تفعيل المحاضرات والإعلان عن الأشرطة التربوية التي تسهم في تثقيف الوالدين.
18ـ عدم وجود برامج إعلامية هادفة.
19ـ عدم الاستقرار الأسري وإثارة المشكلات ومناقشتها أمام الأبناء.
20ـ عدم مراقبة الأبناء بشكل دائم، والملل من التوجيه والنصح.
21ـ عدم تثقيف الأبناء بدينهم بالشكل الصحيح.
22ـ تقليد الأبناء لأقرانهم، وانصياعهم لضغوط أقران السوء.
23ـ نهي الأبناء عن أمور سيئة، ثم قيام الوالدين بعلمها.
24ـ عدم معرفة رغبات الأبناء، وعدم محاولة التركيز على الجوانب الإيجابية فيهم وتنميتها.
ولنا وقفة واقعية مع أطفال بدأت غراس التربية الحميدة تعطي ثمارها فيهم، فهذا طفل يأمر بالمعروف، وتلك طفلة تنهى عن المنكر.
يتبع >>>>>>>>>>> قصص واقعية