يقصد بالعَقْعَقة اشتهاءُ أكل موادٍ غير غذائية، ويعرفها تصنيفُ منظمة الصحة العالمية للاضطرابات النفسية والسلوكية العاشر ICD-10 (منظمة الصحة العالمية، 1999) بأنها الأكلُ المستمرُّ لموادٍ غير مغذية، وسببُ حدوثِ العَقْعَـقة هو أحد الألغاز التي ما تزالُ مبهمةً في الطب بوجه عام، فرغم أن ظاهرةَ العقعقة معروفةٌ منذ ألفي عامٍ أو ربما أكثر (Infoplease.com ,2002)، إلا أنها ظهرت في الكتب الطبية لأول مرةٍ في سنةَ 1563حيثُ أشيرَ إلى آكلي الفحم من النساء الحوامل ومن الأطفال (Gale , 1563)، والمواد التي يعتبرُ اشتهاؤها وأكلها نوعًا من أنواع العَقْعَقة متعددةٌ بشكلٍ كبير وتختلفُ من مكانٍ لآخر.
وإن كانت معظمُ التقارير تشيرُ إلى الطين Geophagia والطباشير والفحم والشعر Trichophagia والرمل والجير والجبس والصلصال وكذلك دهانُ الحوائط وأعقاب السجائر وأعواد الكبريت المستعملة Cautopyreiophagia، والحقيقةُ أن الحكمَ باعتبارِ أكل مادةٍ ما عقعقةً من عدمه يجبُ أن يتمَّ بواسطةَ أشخاصٍ من نفس ثقافة الشخص المراد تقييم سلوكه، لأن بعضَ الثقافات تعتبرُ أكلَ مادةٍ ما أمرًا عاديا بينما ينظرُ أصحابُ ثقافةٍ أخرى لهذا الاختيار باستغراب ويعتبرونه عقعقة!، ولعلَّ من يقلبُ قاموس الموردَ بحثًا عن كلمة Geophagia مثلاً، سيجدُ أنهُ يترجمها بأكل المواد الترابية كالطين والطباشير عند الشعوبِ البدائية (وليس من الواضح بالطبع ما هيَ الشعوب البدائية أو بدائيةٌ بالنسبةِ لمن؟).
ومن المعروفِ أن أكلَ الطين كان سلوكًا شائعًا في جنوب الولايات المتحدة الأمريكية في القرن التاسع عشر خاصةً بينَ العبيد، كما كانَ من الشائعِ في نفس المنطقة من الولايات المتحدة الأمريكية خلال الخمسينات والستينات من القرن العشرين أن تجد من يبيعون ومن يشترون حقائب محملة بالطين في مواقف القطارات، ولم يكن غريبًا أن يرسل الأهل لقريبهم الموجود في شمال البلاد طردًا بريديا يحتوى على قطع صغيرة من الطين من بلدته الأصلية، وما يزالُ أكل الصلصال الأبيض Kaolin منتشرًا في بعض الولايات الأمريكية كولاية جورجيا وغيرها،
كما استخدم أكل الطين طبيا كعلاجٍ للتقلصات المعوية وربما للتأثير على الميكروبات، كما استخدم في بعض الطقوس الدينية والممارسات الثقافية المختلفة، وما يزالُ يستخدمُ حتى في العصر الحديث، ولعلَّ أغلبَ آكلي الطين في عالم اليومَ يعيشونَ في جنوب الولايات المتحدة الأمريكية وفي وسط إفريقيا وكذلك بعضُ المناطق في الهند،
ومن المشهور في التاريخ الأوروبي أن الفتيات المراهقات كنَّ يأكلنَ موادًا كالجير والفحم والطباشير لأن شحوبَ البشرةِ الناتجُ عن ذلك كانَ يضفي عليهنَّ جاذبيةً وجمالاً!، وهذه الإشاراتُ تتواترُ في التراثِ الأوروبي مرتبطةً بنوعٍ من فقر الدم يسمى بالخلوروز Chlorosis ينتجُ عن نقص الحديد وتظهرُ المريضةُ شاحبةً مع ميل لون الجلد إلى الاخضرار، وارتبطت ظاهرةُ الخلوروز في الكتابات الغربية القديمة بعدم الأكل وقلة الشهية وانحرافها وكذلك بقلة التريض، وسوء التهوية والإجهاد العقلي، كما وُصِفَ انقطاعُ الطمث عند الكثيرات منهن أو اضطرابهُ في بعض الحالات (Parry-Jones & Parry-Jones , 1992)، كذلك ارتبطت ظاهرةُ الخلوروز بظاهرة النباتية Vegetarianism (الاقتصارُ في الطعام على الخضر والحبوب والفاكهة مع رفض اللحوم ومشتقاتها).
وفي حقل ممارسة الطب النفسي يشاهدُ الطبيبُ أو يسمعُ أن مريضَ اضطراب الفصام المزمن المتدهور يأكلُ أشياءً كأعقاب السجائر أو قطع القماش أو القطن أو البراز، كما يحدثُ نفسُ الشيء في الأطفال المصابينَ بالاضطراب الذاتوي أو الاضطراب الاجتراري Autistic Disorder، وكذلك في الأطفال المتخلفين عقليا حيثُ نراها مع السلوكيات التكرارية ومع سلوكيات إيذاء النفس وفرط الحركة والنشاط الزائد، واشتهرَ عن العَقْعَقة في الأطفال أنها تنتجُ عن فقر الدم Anemia المرتبط بنقص عنصر الحديد، وكذلك نقص عنصر الزنك (والطينُ غني بهذين العنصرين) وكذلك نقص عنصر الكالسيوم (والموجود في الطباشير وفي الجير)، وفسرَ ذلك على أن الطفل يشتهي مادةً تحتوي على العنصر الذي يحتاجُ إليه جسده.
إلا أن الأبحاثَ بينت أن الأمورَ ليست بهذه البساطة إذ أن العَقْعَقة وجدت على سبيل المثال في أطفالٍ غير مصابين بفقر الدم، كما أن سلوك أكل الطين بقيَ في كثيرين منهم حتى بعد علاجهم من نقص الحديد ومن فقر الدم، كما تبينَ أن عواملَ أسريةٍ كالحرمان من الأمومة Maternal Deprivation وإهمال الأب والضرار الجسديُّ (ضرب الطفل) واختلال التركيبةِ الأسرية بوجه عام هيَ عواملُ مهمةٌ توجدُ في الأطفال المصابين بفقر الدم والعَقْعَقة مقارنةً بالمصابين بفقر الدم دونَ أن تظهرَ عليهم أعراضُ العَقْعَقة.
وفي أواخر الستينيات ظهرتْ في الدوريات الطبية أبحاثٌ تبينُ ارتباطَ أكل الثلج Pagophagia بفقر دم نقص عنصر الحديد Iron Deficiency Anemia وكذلك اختفاءُ هذا النوع من سلوك الأكل الغريب بعد تصليح النقص وعلاج فقر الدم الناتج عنه رغم أنهُ لم يكن معروفًا على وجه التحديد هل تسببُ أكلُ الثلج في إحداثِ فقر الدم أم تسببَ فقر الدم في إحداثِ سلوك أكل الثلج أو العَقْعَـقة (باعتبار الثلج مادةً غير مغذية)، إلا أن أكلَ الثلج فقط هو النوعُ الوحيد من العَقْعَقة الذي ما زال يبدو مرتبطًا بنقص الحديد ومستجيبًا للعلاج بإصلاح النقص (Rose et al.,2000) لكنَّ ذلك غير صحيحٍ بالنسبةِ لأشكال العَقْعَـقة الأخرى التي قد لا تستجيب لا للعلاج بالحديد ولا بغيره من العناصر.
وأكل الثلج مختلفٌ في رأي الكثيرين عن أكل الطين أو الطباشير أو غيره مما تقدمَ ذكرهُ، لأن الثلجَ من الماء والماء مادةٌ نشربها جميعًا، إلا أن مفهوم العَقْعَقة يوسعهُ البعضُ ويضيقهُ البعض فهناكَ من يعرفُ العَقْعَقة بأنها التوق الملح المنحرف للشهية False or Craving Appetite أو يعرفونها بأنها: تعمد اختيارٍ شاذٍّ من الأطعمة أو توليفةٌ معينةٌ من نوعين أو أكثرَ من الطعام، ويلاحظ أن وصفَ العَقْعَقة أطلقَ على مر التاريخ على مفاهيم مختلفةٍ بعضَ الشيء فأطلقَ الوصفُ على الأكل القهري لبعضِ أنواع الأطعمة بكمياتٍ كبيرةٍ، واستخدمَ أيضًا لوصف ظاهرة الوحم عند الحوامل وهيَ ظاهرةُ اشتهاء المرأة الحامل في بدايات الحمل لأكل معينٍ قد يكونُ مثلاً فاكهةً في غير أوانها وقد يكونُ نوعًا غريبًا من الأطعمة أو خليطًا غريبًا (كمالحٍ وحلوٍ مثلاً) أو طعامًا قلما يشتهيه أو يأكلهُ أحدٌ أو قد يكونُ لا منتميا لجنس الأطعمة المتعارف عليها بشكل عام،
ويفسرُ هذا النوعُ من الشهية في الحوامل بأنهُ ناتجٌ عن تغيرات مستويات الهرمونات المصاحبة للحمل أو الحاجة لعناصر معينةٍ (كنقص الكالسيوم مثلاً في الحامل التي تأكلُ دهان الحائط الجيري)، ولكنَّ ارتباطها بتوقيتٍ معين هو أمرٌ غير مفسرٍ ما يزال، كما أن الوحم أو العَقْعَقة المرتبط بالحمل يكونُ بالفعل مرتبطًا به، بمعنى أن السلوك ينتهي بانتهاء الثلث الأول من الحمل، وهناكَ كذلك نوعٌ من العَقْعَقة مرتبطٌ بمرحلة ما قبل نزول الطمث Premenstrual في الدورة الشهرية لبعض الإناث (حيثُ تشتهي المرأةُ المادةَ أو الطعام المعين خلال الأيام السابقة لنزول الطمث كل شهر).
واتسع مفهوم العَقْعَقة في العقود الأخيرة ليشملَ أيضًا بعضَ ما قد يفعلهُ الملتزمونَ بحميةٍ منَحِّفَةٍ، وكذلك ما قد يفعلهُ مرضى القهم العصبي، إذ اعتبرَ شربُ الخل وشرب كمياتٍ كبيرةٍ من عصير الليمون (واعتبرَ أكلُ الثلج كذلك)، شكلاً من أشكال العَقْعَقة, وإن كانَ للخل والليمون أثرٌ مفيدٌ في إنقاصِ الوزن، كما اعتبرت سلوكياتٌ كمضغ نواةِ زيتونٍ مثلاً أو غيره أو مضغٌ مادةٍ لا تُبْلَعُ نوعًا من أنواع العَقْعَقة، ونفس السلوكِ موصوفٌ في الحالات التاريخية للقهم العصبي.
كما حدثَ نوعٌ من الربط بينَ مفهومي العَقْعَقة والنهام في الحالات التي اعتبرَت فيها الاستجابةُ لرغبةٍ ملحةٍ بالأكل القهري لكمية كبيرة من نوعٍ ما من الأطعمة شكلاً من أشكال العَقْعَقة، بل إن دراسةً حديثةً لسلوكيات الأكل في الأطفال والمراهقين قد بينت أن حدوثَ العَقْعَقة في الطفولة يعتبرُ عاملَ خطورةٍ يمكنُ التنبؤُ على أساسه باحتمال حدوث النهام في سن المراهقة.
من الواضح إذن أن اعتبار جميع أشكال العَقْعَقة اضطراباتٍ نفسيةً قد يكونُ خطأ كبيرًا، ومن الأفضل اعتبارها عرضًا قد يشيرُ إلى مرضٍ وقد يشيرُ إلى حالةٍ فسيولوجيةٍ يمرُّ بها الجسد وقد يشيرُ إلى موقفٍ ثقافيٍّ ومعرفيٍّ خاص، ويذكرُ تصنيفُ منظمة الصحة العالمية ICD-10 أن العَقْعَقة في الأطفال تحدثُ كواحدةٍ من أعراضٍ كثيرةٍ تكونُ جزءًا من اضطرابٍ نفسي أوسع (مثل الذاتوية Autism)، أو قد تحدثُ كاعتلالٍ نفسي منفردٍ نسبيًّـا، وهيَ ظاهرةٌ أكثر شيوعًا بين الأطفال المتخلفين.
ولكن العَقْعَقة قد تحدثُ في الأطفال ذوي الذكاء السوي، بينما لا تذكَرُ العَقْعَـقة في تصنيف منظمة الصحة العالمية ضمن اضطرابات الأكل في الكبار إلا تحت اضطرابات الأكل الأخرى حيثُ يشارُ إلى القطا (العَقْعَـقة) الغير عضوي المنشأ في البالغين،
وأما التصنيف الأمريكي الرابع DSM-IV فيعرفُ العَقْعَـقة بالأكل المستمر لموادٍ غير مغذيةٍ لفترةٍ لا تقلُّ عن شهرٍ، دونَ أن يكونَ مصحوبًا بمقتٍ أو رفضٍ Aversion للطعام بشكل عام، كما يجبُ أن يكونَ هذا السلوكُ غير مناسبٍ للمرحلة العمرية (أي أن لا يكونَ العمرُ أقل من 18 شهراً، لأن من الطبيعي للطفل في السنة الأولى من العمر وحتى منتصف السنة الثانية أن يأخذَ كل ما تمسكهُ يدهُ إلى فمه) وكذلكَ يجبُ ألا يكونَ جزءًا من ممارسة ثقافيةٍ مقبولةٍ، كما يجبُ أن يكونَ شديدَ الوطأة بحيثُ يستدعي العرضَ على الطبيب،.
ولا يعتبرُ التصنيفُ الأمريكي العَقْعَـقة اضطرابًا مستقلاًّ وقائمًا بذاته إلا في الأطفال، ويضيفُ دليل التصنيف الأمريكي أن هذه الحالةَ كثيرًا ما تصاحبُ التخلفَ العقليَّ إلا أنها تحدثُ أيضًا في كل الأعمار وفي الجنسين، لكنها أكثرُ حدوثًا في الأطفال الصغار وفي النساء الحوامل، ورغم وجود إشاراتٍ تاريخيةٍ إلى احتمال وجود دورٍ للوراثة في حدوث العَقْعَقة حيثُ ظهرَت أعراضها في أجيالٍ متتاليةٍ، كما حدثَ نفس الأمر في حالات العَقْعَقة المصاحبة للخلوروز إلا أن كلا من التصنيف الأمريكي وتصنيف منظمة الصحة العالمية لا يشيران إلى ذلك.
وحسب التعريف الحالي للعقعقة في كلٍّ من التصنيف الأمريكي الرابع وتصنيف منظمة الصحة العالمية فإن العَقْعَقة لا تشملُ الاشتهاءَ أو التََّـوْقَ المُـلِّحَ Excessive Craving لنوعٍ معينٍ من الطعام أو حتى الاشتهاءَ المُلِحَّ لمادةٍ من غير جنس الطعام المتعارف عليه دونَ أكله (فهيَ الأكل المستمرُّ وليسَ الاشتهاء)، إلا أن المتصفحَ لتواريخ الحالات المرضية المذكورة تاريخيا وكذلك المتأملُ للتداخلِ الحادثِ من ظاهرةِ الوحم في النساء الحوامل مع مفهوم العَقْعَقة لابدَّ أن يحسَّ بقصور التعريف الحالي للعقعقة في تصنيفات الاضطرابات النفسية، لأن الاشتهاءَ أو التوقَ الملح جزءٌ أساسيٌّ من أجزاء الظاهرة.
كما أن علاقةَ العَقْعَقة بكل من النهام والقهم العصبي أمرٌ ما يزالُ في حاجةٍ إلى الكثير من التأمل والدراسة، لأن حدوثَ العَقْعَـقة في مريضات القهم العصبي قد يمثلُ محاولةً للاستغناء عن الطعام الذي قد يسببُ البدانةَ بأكلِ أو مضغ موادٍ غير مغذيةٍ وربما حتى دونَ اشتهاء فنجدُ اختياراتِ أكل غريبةً كأكل الثلج وشرب الخل وعصير الليمون وهيَ اختياراتٌ لا ينتظرُ أن تحركَ الشهيةَ! ولكننا نراها في مريضة القهم العصبي مصحوبةً بكرهٍ ورفض وعدم اشتهاءٍ لأنواع الطعام المتعارف عليها، بينما نجدُ العَقْعَقة في مريضة النهام تأخذُ شكلاً مختلفًا حيثُ يمثلُ الاشتهاءُ الملحُّ والرغبةُ الشديدةُ في التهام أنواعٍ معينةٍ من الطعام (خاصةً بكمياتٍ كبيرةٍ) جزءًا مهما من الأعراض، ولعل أحد المصنفين الغربيين وهو كالن سنة 1780 كانَ محقًّا عندما رأى العَقْعَقة والنهام مظهرين من مظاهر انحراف الشهية، أحدهما وهو العَقْعَقة يمثلُ انحرافًا يتعلقُ بخاصية Quality المادة المشتهاة، بينما يتعلقُ الآخر وهو النهام بكمية Quantity المادة المشتهاة (Parry-Jones & Parry-Jones , 1994).
المراجع العلمية:
1- منظمة الصحة العالمية (1999): المكتب الإقليمي لشرق المتوسط المراجعة العاشرة للتصنيف الدولي للأمراض ICD/10 تصنيف الاضطرابات النفسية والسلوكية،النسخة العربية، الأوصاف السريرية ( الإكلينيكية) والدلائل الإرشادية التشخيصية.
2- Infoplease.com (2002) : Encyclopedia , Magpie http://www.infoplease.com/ce6/sci/ A0831187.html.
3- Gale , T. (1563) : An Excellent Treatise of Wounds Made with Gonneshot. London: R. Hall.
4- Parry-Jones B, Parry-Jones WL. (1992) : Pica: symptom or eating disorder ? A Historical Assessment. Br J Psychiatry 1992;160:341-54.
5- Rose, E.A., Porcerelli, J.H., Neale, A. V., (2000) : Pica: Common but Commonly Missed. J Am Board Fam Pract 13(5):353-358.
6- Parry-Jones, B & Parry-Jones, W.LI (1994): Implications of Historical Evidence for the Classification of Eating Disorders, A Dimension Overlooked in DSM-III-R & ICD-10.: British Journal of Psychiatry, 165, P. 287-292.
ويتبع...........: ظاهرة الوحام في النساء وعلاقتها بالعَقْعَـقة
اقرأ أيضا:
أكل التراب عقعقة Pica / أكل الثلج: عقعقةٌ، ربما / اضطرابُ العقعقة Pica من أين جاءَ الاسم؟ / العقعقة Pica في طيف الوسواس القهري