جدد علاقتك بأكلك وجسدك (المرحلة الثانية)
السلام عليكم د/وائل، جزاك الله خيرا على كل ما تقدمه من وقتك وصحتك وفكرك، وجزاك الله خيرا في أنا شخصي، فبعد أن أطلعت على مقالاتك عن تغيير عادات ومفهوم الأكل تغيرت فكرتي عن الأكل وعن البدانة.
بداية أنا أم عبد الله وزني الحالي 97 كجم (100 من 3أسابيع) وطولي 165 سم وعمري 33 سنة متزوجة وأم لطفلين 7 و3 سنين وأعاني من ضغط دم عالي (تحت السيطرة الدوائية) وكذلك عانيت الفترة السابقة من داء منيير Meniere's Disease واضطراب التوازن والحمد لله قلت النوبات كثيرا (مع العلاج طبعا) والطبيب يأمل في ترك الدواء بعد فترة.
أعتقد أني كنت دائما زائدة الوزن بدرجات بسيطة لمتوسطة -حسبما أذكر- عند عمر 10 سنين 55 كجم، و13 سنة 65 كجم، ومن 18 إلى 20 سنة 75 كجم، 21 وصلت لأعلى وزن قبل الزواج وهو 82 كجم واتبعت حمية بنفسي ورجعت لوزن 75 كجم.
تزوجت ووزني 80 كجم وعمري 25 سنة، وازداد وزني مع الحمل وبعد الولادة الأولى حتى وصلت 110 بعد الولادة مباشرة، وخسرت 15 كجم تلقائيا بعد شهرين......... وبعد سنتين وعمري 28 سنة عملت حمية منحفة كيميائية ورجعت لوزن 80 كجم في مدة شهرين، وللأسف زاد وزني ل 90 كجم بعدها بشهرين أيضا، وفي حملي الثاني وعمري29 سنة لم يزددْ وزني كثيرا وصلت ل100 كجم وفقدت 10 بعد الولادة ثم ازداد خلال فترة الرضاعة ل97كجم وتابعت حمية مع طبيبة ووصل وزني ل 85 كجم وكالعادة رجعت لسابق عهدي.
المهم وزني أصبح يتأرحج بين 100كجم و94 كجم بدون أي حميات فقط لو توقفت عن نوبات الأكل الفظيعة المسائية بعد أن أنهي كل واجباتي وينام زوجي والأولاد وأحس أن أريد أن أجلس بمفردي أشاهد التلفاز وأظل أتنقل بين أنواع الأكل المختلفة لأبحث عن شيء يرضيني ويكفي رغبتي بأني تناولت شيئا لذيذ، وأنام ومعدتي تؤلمني وظللت أفعل ذلك لفترة طويلة وعندما كنت أعدل قليلا من هذه العادة كان وزني ينخفض تلقائيا وطبعا صحتي تتحسن بالتبعية وأكيد حاولت مرارا أن أتبع حميات بنفسي وكانت أطول مدة أستمر فيها شهر ثم أحبط لأن جسدي لم يعد يستجيب بسرعة للحميات.
والحمد لله أصبحت مقتنعة بتغيير سلوك الأكل (وطبعا نوعيته لأني آكل كما كبيرا من الأطعمة الجاهزة والحلويات) على المدى الطويل ولبقية حياتي إن أردت أن أعيش بصحة أفضل ونفسية أفضل لأني بعد الأكل كنت أشعر بالذنب وحتى أثناء الأكل وأني فاشلة تسيطر علي شهوتي ورغم ذلك كنت أستمر وأستمر حتى لا أستطيع أن آخذ نفسي بدون مبالغة، الحمد لله الآن وبعد أن اطلعت على الاستشارات والمقالات المتعلقة بآداب الطعام وجدتها متفقة مع ما أريد أن أصل له مستقبلا، ولأول مرة وجدتني أقول لنفسي لا أريد أن آكل أنا شبعانة (ذلك حدث مساءا مع تعبي ورغبتي بالانفراد بنفسي) قاومت نفسي!!!
لم ألتزم بجميع الآداب، لكنني حرصت أن يكون وضؤئي وصلاتي المفروضة قبل تناولي الطعام، وأصبحت أتناول الغداء مع أولادي بدلا من انتظار زوجي وتلقيط الأكل من المطبخ
الحمد لله نحن ملتزمون بالتسمية والحمد قبل وبعد الأكل بفضل ابني -بارك الله فيه- حاولت ألا أطيل زمن الجلوس، أجلس غير مرتاحة، ولم أنحج في الآتي:
المضغ ببطء
تناول الطعام باليمني لأني عسراء ولكني أحاول مع ابني لأنهما أعسرين أيضا
لم أنتظم على لعق أصابعي
النتيجة:
قل وزني لأني أصبحت أكثر وعيا بمتى يجب أن أأكل ومتى يجب أن أرتاح.
أصبحت أشعر بطعم وأتذوق الأكل ولا أحتاج لأنواع عديدة لأصل لذلك .
وتواجهني مشاكل الآن:
أشعر بأني مستعجلة لأرى نتائج أكثر (الطبيب يريدني أن أخفض وزني بسبب الضغط)
أشتهي الطعام كثيرا وأحيانا أفكر وأسرح في الطعام
أمس وأول أمس حينما كنت مرهقه جسديا جدا ومتوترة ومكتئبة أصابتني نوبة الأكل بعد نوم الأولاد (زوجي لا يعلق على وزني أبدا وكلما تحدثت معه عن وزني يقول أنه يريدني بصحة جيدة فقط) ولكن الكميات أقل، علما بأني أثناء النهار نادرا ما أبحث عن الأكل الإضافي، معدتي آلمتني جدا ومع ذلك فعلتها ثانية
د/ وائل كيف السبيل للفصل بين الأكل وظروفي ومشاكلي النفسية؟؟
أريد أن أحافظ على ما حققته دون الاستسلام حتى لو كسرت النظام أحيانا... أم أنا حالمة ولن يتغير شيء وسأعود لسابق عهدي؟؟
أريد أن تتحسن صحتي بشدة لأستطيع أن أربي أبنائي وأصبر عليهم وعلى طلباتهم وخدمتهم.....
ملحوظة: ما يزيد من ضغطي النفسي تواجدي بدولة عربية منذ 4 أشهر تقريبا وعزلتي الاجتماعية نسبيا لسابق حالي بمصر وزيادة ضغط العمل على زوجي الذي أصبح مشغولا ومرهقا دائم، أدعو الله أن يفرج عنا ما نحن فيه.
آسفة جدا للإطالة وأرجو أن يتسع صدرك لحالتي لأني فعلا وجدت بداية الطريق ولا أريد، أفقده أبدا
جزاك الله خيرا عن كل من فرجت عنهم وعن وقتك وعلمك نفع الله به كل المحتاجين.
14/1/2008
أهلا بك يا "أم عبد الله" شرفت ونورت على مجانين، ما حققته حتى الآن يا عزيزتي إنجاز... ولكنك ما زلت تحتاجين طويلا من الصبر... الذي يتعذر معه تعجلك وتعجل طبيبك... لابد أن تعرفي ما ذكرته سابقا من أنه كلما طالت فترة العمر المعاش في حمية منحفة مزمنة (ومتقطعة) طالت المدة التي نحتاجها حتى ينصلح الحال في علاقتنا بأجسادنا ومأكولنا.
ومن الواضح أن زيادة كبيرة حصلت في وزنك فقبل الزواج كان منسب كتلة جسدك 31.1 كيلو جرام/متر مربع وأما الآن فمنسب كتلة الجسد = 35.6 كيلو جرام/متر مربع، والمشكلة ليست في هذا الفرق أصلا لكنها في تاريخك الطويل مع الحمية المنحفة..... والكيميائية مرة وغيرها مرات ثم في دورات ترجاف الجسد أو تأرجح الوزن التي عانيت على مر السنوات... كل هذا كان تشويها للعلاقة مع جسدك وللعلاقة مع مأكولك يا أم عبد الله..... حتى وصلت إلى أن جسدك لم يعد يستجيب بسرعة للحميات.
لم توضحي متى بدأت تحدث نوبات الدقر الليلي غالبا سواء كنت كاملة اليقظة أو منقصوتها ببعض النوم.... هذا الاضطراب المسمى اضطراب نوبات الدقر مشكلة يبدو حدوثها منطقيا في أثير الحمية المزمنة الذي يعيش فيه كثيرون وكثيرات كثيرات، وأنت كنت واحدة منهم وأخشى أنك ما زلت!
عندنا سببان رئيسيان لنوبات الدقر أحدهما هو الاكتئاب والآخر هو الحمية المنحفة المتكررة لفترات طويلة من العمر.... وأخشى يا عزيزتي أن كلاهما مما ابتليت أنت به.... كذلك فإن حياتك في واحدة من المدن الخليجية المحدثة يجعل الأمور أصعب لأن الجزء المحوري المكمل لبرنامجنا وهو التريض سيكون في أغلب الاحتمالات صعبا.... لأنها مدن نادرا ما يسير فيها أحدٌ على قدميه... ولكن ما رأيك في صحبة من السيدات تتفقن معا على السير يوميا لمدة نصف ساعة على الأقل برغم الجو غير المواتي في الخليج؟ هذا سيساعدك كثيرا يا أم عبد الله.
لم تلتزمي تقولين بكل الآداب... أوافق على هذا بشرط أن تكوني في طريقك للالتزام بها كلها... مثلا مسألة الوضوء الخاص للطعام.. أشددُ عليه حتى إذا كنت متوضأة أصلا للصلاة وصليت فالغرض من هذا الوضوء للأكل هو أن يزيد وعيك وتركيزك فضلا عن دعوة الله عز وجل: "اللهم ارزق جسدي بقدر حاجته"، كذلك حتى في أيام الحيض يا أم عبد الله يصح لك الوضوء للأكل وقد سألت شيخنا الدكتور علي جمعة في هذا ووافقني عليه.
كونك عسراء أنت وولداك يعفيك ويعفيهم من اشتراطك استخدام اليمنى فاليسرى بالنسبة لك هي اليمنى لأن الله لا يكلف نفسا إلا وسعها ويصبح الأدب بالنسبة لك هو ألا تستخدمي اليمنى لتساعدي بها اليسرى... كذلك مسألة الأكل ببطء يا أم عبد الله تحتاج إلى التدرج ربما على فترة أطول... وبخاصة في حالتك لأننا نحاول التخلص من نوبات الدقر والتي تحدث أثناءها زيادة كبيرة في سرعة التهام الطعام... بالتالي فإن كلا من اعتياد الوضوء للأكل خاصة وتعمد البطء أيضًا يفيد جدا في تقليل تلك النوبات وبالأحرى في سرعة إفاقتك منها.
مسألة اشتهاء الطعام كثيرا والسرحان فيه تعني بوضوح أنك تأكلين أقل مما يكفي لعدم الشعور بالجوع وهنا أكرر أن عليك أن تأكلي ببطء ولمدة لا تقل عن 25 دقيقة للوجبة الواحدة.... ثلاث مرات كل يوم... وعليك أن تواظبي على هذا لمدة أطول ولا تتعجلي من فضلك.
ليس ممكنا أن يفصل الإنسان بين حالته النفسية وسلوك الأكل.... ويبدو يا أم عبد الله أنك ربما تحتاجين لأحد عقاقير الم.ا.س.ا من أجل علاج الاكتئاب وتقليل نوبات الدقر... فقد علمتني التجربة مع مريضات النهام العصبي –ولست منهم أنت- أن استخدام هذه العقاقير يقلل بالفعل من معدل حدوث نوبات الدقر فضلا عن أثره الطيب على الاكتئاب وزيادة قدرة الإنسان على مواجهة الضغوط، بالتالي فإن زيارة الطبيب النفساني ستفيدك كثيرا.
أسأل الله أن يعينك وزوجك على الغربة وتبعاتها وضغوطها.... وأنا في انتظار متابعتك.. فأهلا بك دائما على مجانين.
ويتبع ..............: جدد علاقتك بأكلك وجسدك متابعة مشاركة
واقرأ أيضًا:
أكذوبةُ الوزن المثالي / الجوع والشهية ومعامل الشيع / أولا لا تعبدي الصورة وثانيا تابعينا / الأصل وصورة المرآة: وما أدراك ما المرآة