مقدمة قصيرة للدكتور وائل أبو هندي؛
وصلت إلى صفحتنا استشارات مجانين، مشكلة تظهر على الصفحة بعنوان وسواس الوضوء والصلاة والصيام هل هو قهري؟ ورأينا في مستشار مجانين د. محمد شريف سالم، خير من يمتلك القدرة على إخراج مكنون أصولنا المخبأة، أو التي أبعدنا عنها خلال دراستنا الطبية بشكل أو بآخر، حتى أننا كأطباء نفسيين مسلمين، كنا نظن العلاج السلوكي ابتداعا غربيا نحاول اقتباسه، وكنا في نفس الوقت نعترف بأننا لا نملك العلاج المعرفي المناسب لنا، المهم أن الدكتور محمد شريف سالم كان أكثر قربا من التراث، وهو أكبرنا سنا وأكثرنا خبرة مع المرضى المسلمين، والرجل ما زال يرفض حتى أن يعطيني سيرته الذاتية، رغم أننا نعرف كم هي مشرفة، من أجل ذلك ومن أجل أسباب يضيق المقام هنا عن ذكرها، كان طلبنا منه أن يقدم حصاد جهاده في العلم والعمل ضمن إجابته على تلك المشكلة، فوعد ووفى وأرسل الرد الذي قسمناه جزءًا للإجابة على المسلمة صاحبة المشكلة وجزءًا جعلناه في هذا المقال، ونحن بهذا نقدم للقارئ المسلم نواة للبناء عليها وهدفنا صرحُ العلاج النفسي المعرفي الإسلامي، ولم يطلب صاحبه أكرمه الله إلا الدعاء.
مشكلة انتقاض الطهارة بالبول أو الريح أو الإفرازات
العلاج المعرفي: عن سهل بن حنيف قال كنت ألقى من المذي شدة وعناء وكنت أكثر من الاغتسال فذكرت ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: إنما يجزيك من ذلك الوضوء فقلت يا رسول الله كيف بما يصيب ثوبي منه؟ قال يكفيك أن تأخذ كفا من ماء فتنضح به ثوبك حيث ترى أنه قد أصاب منه رواه أبو داوود وابن ماجة والترمذي وقال حديث حسن صحيح رواه الأشرم ولفظه وقال ألقى من المذي عناء فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم فذكرت له ذلك فقال: يجزيك أن تأخذ حفنة من ماء فترش عليه.
والمذي ماء رقيق أبيض (شفاف) لزج يخرج عند الشهوة بلا دفق ولا يعقبه فتور وربما لا يحس بخروجه، ذكره الإمام النووي وذكر مثله في فتح الباري شرح صحيح البخاري ويفهم من لفظة فترش عليه إنه ليس للإنسان بأن يأخذ بالأشد بل عليه أن يعلم أن التخفيف من مقاصد الشريعة فيكون الرش مجزءا كالغسل وقد استدل الإمام الشوكاني بالحديث على أن الغسل لا يجب لخروج المذي في فتح الباري وهو إجماع.
وفي الحديث أن عباد ابن بشر أصيب بسهم وهو يصلي فاستمر في صلاته عند البخاري تعليقا وأبي داود وإن خزيمة ولم ينقل أن النبي صلى الله عليه وسلم أخبره بأن صلاته قد بطلت وفي الحديث دلالة على أن الصلاة لا تفسد على المصلي إذا سبقه الحدث ولم يتعمد خروجه وقد ذهب إلى ذلك أبو حنيفة وصاحباه ومالك وروي عن زيد بن علي والشافعي فإن تعمد خروجه فإجماع على أنه ناقض (الشوكاني كتاب نيل الأوطار ج1) يبين ذلك ويوضحه قول بن القيم رحمه الله: قال شيخنا: وكذلك إذا أصاب رجله أو ذيله بالليل شيء رطب ولا يعلم ما هو ما يجب عليه أن يشمه ويتعرف ما هو.
وقال: فإن الأحكام إنما تترتب على المكلف بعد علمه بأسبابها وقبل ذلك هي على العفو فما عفا الله عنه فلا ينبغي البحث عنه ومن ذلك الصلاة مع يسير الدم ولا يعيد، ومن ذلك جواز الصلاة مع يسير الدم وهو مذهب جمهور العلماء فقد ذهب الأحناف إلى جواز الصلاة مع قدر الدرهم وما دونه من النجس المغلظ كالدم والبول وإن زاد فلا تجز مكنا في فتح القدير ( 1\ 202) وعند المالكية لا تعاد الصلاة عند ملامسة الدم إلا من كثيرة.
وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: شكا إليه رجل فقال إني أكون في الصلاة فيخيل إلي أن بذكري بللا، فقال قاتل الله الشيطان إنه يمس ذكر الإنسان في صلاته ليريه أنه قد أحدث فإذا توضأت فانضح فرجك بالماء فإن وجدت بللا قلت: هو من الماء ففعل الرجل ذلك فذهب وقال سعيد بن جبير: سأله رجل فقال: إني ألقي من البول شدة، إذا كبرت ودخلت في الصلاة وجدته، فقال سعيد أطعني، افعل ما آمرك خمسة عشر يوما، توضأ ثم ادخل في صلاتك فلا تنصرفن (مصنف عبد الرزاق ج1)
وفي المسند وسنن أبي داوود عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إن الشيطان يأتي أحدكم وهو في الصلاة فيأخذ بشعرة من دبره فيمدها فيرى أنه قد أحدث فلا ينصرفن حتى يسمع صوتا أو يجد ريحا والحديث يدل على إطراح الشكوك العارضة والوسوسة لمن في الصلاة قال الإمام النووي في شرح صحيح مسلم: هذا الحديث أصل من أصول الإسلام وقاعدة عظيمة من قواعد الدين وهي أن الأشياء يحكم ببقائها على أصولها حتى يتيقن خلاف ذلك ولا يضر الشك الطارئ عليها انتهى كلامه فمن ذلك أن من تيقن الطهارة وشك في الحدث حكم ببقائه على الطهارة ولا فرق بين حصول هذا الشك في نفس الصلاة وحصوله خارج الصلاة (أثناء أو بعد الوضوء) يقول الإمام الشوكاني في كتاب نيل الأوطار ج1 وهذا مذهبنا ومذهب جماهير العلماء من السلف والخلف وقال أصحابنا فلا وضوء عليه بكل حال.
الدروس المستفادة:
1- المذي هو سائل أبيض شفاف لزج يخرج (من الذكر عند الرجل ومن المهبل عند المرأة) عند الشعور بالشهوة أو التفكير في الأمور الجنسية أو الملاعبة وهو يخرج دون دفق ولا يعقبه فتور وربما لا يحس بخروجه ولا يجب الغسل منه وعليك رش مكانه بالماء ويكفي منه الوضوء، كما يفيد هنا أن تقرئي الماء والنساء، ماء المرأة في الإرجاز، لتعرفي منه الحكاية كلها، حيث أن أنواعا مختلفة من الماء تخرج من الأعضاء التناسلية للمرأة، والماء الذي يجب الغسل منه هو ماءٌ يخرج من المبال ويعقبه فتور الشهوة لا استمرارها.
2- وعلى المريض بالوسواس، عند الشك في خروج نقطة بول أو إفرازات أو خروج ريح الامتناع تماما عن تكرار الوضوء وعليه إتمام الصلاة وعدم الخروج منها أبدا.
3- لا يجب عليه أو على أي مسلم أن يفتش ويبحث في ملابسه أو أعضاءه عن أي شيء يكون سبب لنفض الوضوء أو فساد الصلاة.
4- لتقليل القلق من الشك في الوضوء والخروج سريعا منه ولتقليل تكرار غسل الأعضاء أثناء الوضوء للشك أو للنسيان سوف نبدأ بالوضوء مرة واحدة فقط لكل عضو أسبوعين وحدك ثم أسبوعين مرتين مرتين ونعود للوضوء ثلاثا ثلاثا مع بداية الأسبوع السابع.
العلاج السلوكي:
أثناء ما سبق عليك تطبيق قاعدة الـ 15 دقيقة بمعنى أنه إذا ألحت عليك الأفكار الوسواسية بأن الوضوء قد أُنتقض فعليك تأجيل الاستجابة لهذا الدافع الملح 15 دقيقة أول أسبوع ثم 30 دقيقة في الأسبوع الثاني ثم 45 دقيقة في الأسبوع الثالث ثم..... ثم....... ثم حتى يتم تأجيل الاستجابة لدافع تكرار الوضوء إلى الوضوء القادم للصلاة التالية فينتهي هذا الدافع نهائيا.
مما لاشك فيه أنك سوف تلاحظ ازدياد مستوى القلق طالما امتنعت أو أجلت الاستجابة للطقوس بتكرار الوضوء وسوف تشعر برغبة شديدة في ذلك إلا أنك في نهاية كل أسبوع سوف يتلاشى هذا القلق وسوف تذهب هذه الرغبة ولن تجد من نفسك أي مقاومة بل ربما يصبح هذا القلق غير موجود تماما.
العلاج المعرفي:
دليل جواز ذلك، عن بن عباس رضي الله عنهما قال توضأ رسول الله صلى الله عليه وسلم مرة مرة رواه الجماعة إلا مسلما والحديث دليل على أن الواجب من الوضوء مرة قال الشيخ محي الدين النووي: وقد اجمع المسلمون على أن الواجب في غسل الأعضاء مرة مرة وعلى أن الثلاث سنة وقد جاءت الأحاديث الصحيحة بالغسل مرة مرة... ومرتين مرتين... وثلاثا ثلاثا والاختلاف دليل على جواز ذلك كله وأن الثلاث هي الكمال والواحدة هي تجزئ. وعن عمر بن شعيب عن أبيه عن جده رضي الله عنه قال جاء أعرابي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يسأله عن الوضوء فرآه ثلاثا ثلاثا وقال هذا الوضوء فمن زاد عن ذلك فقد أساء وتعدى وظلم رواه أحمد والنسائي وابن ماجة.
5- الحديث السابق دليل على أن مجاوزة الثلاث غسلات من الاعتداء في الطهور، وأساء أي أساء بترك الأولى وتعدي حد السنة، وظلم أي وضع الشيء في غير موضعه والإساءة والظلم تكون بمجاوزة الثلاث غسلات أو بتكرار الوضوء.
6- أما من شك هل انتقض وضوءه أم لا؟ قال الجمهور منهم الشافعي وأحمد وأبو حنيفة ومالك: إنه لا يجب عليه الوضوء وله أن يصلي بذلك الوضوء الذي تيقنه وشك في انتقاضه، كما لو شك هل أصاب ثوبه أو بدنه نجلسه فإنه لا يجب عليه غسله (الإمام بن القيم – إغاثة اللهفان).
وعن الوسوسة في طهارة الملابس وتكرار تغييرها للاطمئنان لصلاحيتها للصلاة:
العلاج المعرفي:
قال زين العبدين يوما لابنه: يا بني اتخذ لي ثوبا ألبسه عند قضاء الحاجة، فإني رأيت الذباب يسقط على الشيء (البراز) ثم يقع على الثوب، ثم انتبه فقال: ما كان للنبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه إلا ثوبا واحد فتركه. ومن ذلك فإن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلي وهو حامل إمامة بنت ابنته زينب، فإذا ركع وضعها وإذا قام حملها رواه البخاري ومسلم يقول بن القيم رحمه الله أن الحديث دليل على جواز الصلاة في ثياب المربية والمرضع والحائض والصبي ما لم يتحقق نجاستها (كتاب إغاثة اللهفان) وزاد النووي في كتاب المجموع (3\170) قال الشافعي والأصحاب رحمهم الله: تجوز الصلاة في ثوب الحائض والثوب الذي تجامع فيه إذا لم يتحقق فيهما نجاسة ولا كراهة فيه.
وقالت عائشة رضي الله عنها كنت أنا ورسول الله صلى الله عليه وسلم نبيت في الشعار الواحد وأنا طامث فإن أصابه مني شيء غسل مكانه ولم يعده وصلى فيه رواه أبو داود والنسائي.
(الشعار هو كساء من صوف، وطامث: حائض) وجواز الصلاة مع يسير الدم هو مذهب الجمهور من العلماء فقد ذهب الأحناف إلى جواز الصلاة مع قدر الدرهم وما دونه من النجس المغلظ كالدم والبول.
وقد نقل بن القيم رحمه الله قول الجمهور أن من شك هل أصاب ثوبه أو بدنه نجاسة فإنه لا يجب عليه غسله. وأما مسألة الثياب التي اشتبه الظاهر منها بالنجس فقال جمهور العلماء ومنهم أبو حنيفة والشافعي ومالك أنه يتحرى فيصلي في واحد منها صلاة واحدة فإذا تحرى وغلب على ظنه طهارة ثوب منها فصلى فيه لم يحكم ببطلان صلاته بالشك فإن الأصل عدم النجاسة وقد شك فيها في هذا الثوب فيصلي فيه كما لو استعار ثوبا أو اشتراه ولا يعلم حاله.
قال الإمام الشوكاني: في كتاب نيل الأوطار ج2 فمن صلى وعلى ثوبه نجاسة كان تاركا لواجب، وأما أن صلاته باطلة كما هو شأن فقدان شرط الصحة فلا، وأنه لا يجب العمل بمقتضى المظنة ونقل قول ابن رسلان في شرح السنن:
طهارة رطوبة فرج المرأة
العلاج السلوكي:
قاعدة الـ 15 دقيقة، عليك الانتظار لمدة 15 دقيقة قبل الاستجابة للدوافع القهرية لتغيير الملابس وذلك لمدة أسبوع ثم 30 دقيقة أسبوع ثم 45 دقيقة أسبوع ثم.... ثم....... حتى تتباعد فترات الاستجابة وتزيد فترات احتمال الملوث بدون إطاعة الدافع القهري.
وتأكدي أن هذه الخطة سوف تجعل القلق يتصاعد في الأسبوع الأول وربما يصل إلى مداه نهاية الأسبوع الثاني ولكن تأكدي أيضا أن القلق والخوف سوف يتناقص ويصبح عدم تغيير الملابس أقل إثارة للقلق وسوف تصبحين أقل تصديقا بأن ملابسك قد تنجست أو لامستها القذارة. وعندها سوف يرجع إليك التفكير المنطقي.
لمنع تكرار الصلاة أو التسليم وإعادة الصلاة أو الصلاة بصوت مرتفع:
العلاج المعرفي:
انظري لنفسك والله يراك لعبة الدخول في الصلاة والخروج منها وتكرارها، هل يطاوعك قلبك على ذلك. ولكن هذا الرب الرحيم الغفور يعلم أنك مريضة وقد علمنا سبحانه أنه ليس على المريض حرج .وانظري إلى لطفه وإحسانه عند قوله لا يكلف الله نفسا إلا وسعها. فسيرى الله وسعك ويقبله منك، ولكنه لن يقبل التكرار وإضاعة الصلاة والإساءة. يقول الله سبحانه "وَاسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ وَالصَّلاَةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلاَّ عَلَى الْخَاشِعِينَ" (البقرة:45) وهم المنكسرة قلوبهم إجلالا لله ورهبة منه فمن ترك الصلاة وخرج منها ليس خاشعا لله ولا منكسر القلب له. قال بن الجوزي إن الصلاة جامعة بين خضوع البدن ونطق اللسان وحضور القلب وقال رحمه الله إن المقصود بالصلاة إنما هو تعظيم المعبود ولا يكون إلا بحضور القلب.
واعلمي أن الله ينصب وجهه لوجه عبده في صلاته ما لم يلتفت "الترمذي وأحمد والطبراني". قال بن كثير رحمه الله في قول الله تعالى "وَقُومُواْ لِلّهِ قَانِتِينَ" (البقرة:238) أي خاشعين ذليلين مستكينين بين يديه، ومن كان بين يدي الله فلا يصح له أن يترك ربه ويخرج من الصلاة.
العلاج السلوكي:
1- سوف نبدأ بالتعرض أي ننصحك بالصلاة جماعة مع والدتك أو أختك أو خلف أبيك أو في المسجد المجاور 6 أسابيع على الأقل، لأن مريض الوسواس يمتنع غالبا عن أداء طقوسه أمام الأغراب أو الآخرين سوف تلاحظين تزايد مستوى القلق إلى أعلى مستوى بعد الصلاة، وكلما زاد مستوى التعرض أي زاد عدد الصلوات التي تؤديها بدون طقوس أي بدون تكرار الصلاة أو الخروج منها بالتسليم أو الصلاة بصوت مرتفع. وعندما تتعودين على منع الطقوس سوف يبدأ مستوى القلق في التناقص.
2- لمجرد الانتهاء من الصلاة عليك شغل نفسك بأذكار بعد الصلاة وعدم المكوث في نفس المكان ثم الانشغال بعمل آخر أو الانخراط في حديث عائلي، مجرد مرور دقائق معدودة سوف يقل الإلحاح على إعادة الصلاة ويزول الشك الوسواسي يوما بعد يوم.
3- والآن سوف نبدأ في تطبيق قاعدة الـ 15 دقيقة كما سبق، عليك تأجيل الاستجابة لدافع إعادة الصلاة 15 دقيقة في الأسبوع الأول ثم 30 دقيقة في الأسبوع الثاني ثم 45 الأسبوع الثالث ثم... ثم..... ثم..... حتى تصلي إلى درجة من الاطمئنان والسكون والرضا. لابد أن تعلمي أن إحساسك بعدم الراحة سوف يتزايد في أول الأمر ولكن عليك الاستمرار في مقاومة هذه الدوافع حتى يقل القلق إلى درجة محتملة أو يزول نهائيا.
* عند وجود صعوبة في نطق كلمات القرآن أو الصلاة أو الأذكار أو الوقوف عندها طلبا للدقة في النطف أو بحثا عن التدبر والخشوع وأيضا عند وجود دافع ملح لتكرار تلك الكلمات معرفيا اسمعي لقول الله عز وجل لا يكلف الله نفسا إلا وسعها فاتقوا الله ما استطعتم واسمعي لقول النبي صلي الله عليه وسلم إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى.
سلوكيا:
أ- أجري الكلمات على لسانك دون الوقوف عندها.
ب- لو كان ذلك صعبا أو مستحيلا ووقفت الكلمات وتعثرت وزاد التكرار أجري هذه الكلمات والآيات والأذكار علي قلبك بدون مرور هذه الكلمات علي اللسان وسوف تتحسن يوما بعد يوم ثم عندما يبدأ القلق في التناقص تبدأ الكلمات في المرور علي اللسان شيئا فشيئا وسوف بأتي الخشوع والتدبر.
وسوسة الصائمين الموسوسين:
مشكلة تكرار البصق في الصيام وعدم الاقتراب من الماء أو الأكل وعدم الاقتراب من الأشياء المبللة وعدم القيام بأعمال المطبخ، هذه الأعراض ما هي إلا صور من القلق والخوف من عدم صحة العبادة.
معرفيا:
عن عمر قال هششت يوما فقبلت وأنا صائم فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقلت: صنعت اليوم أمرا عظيما، قبلت وأنا صائم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أرأيت لو تمضمضت بماء وأنت صائم، قلت لا بأس بذلك فقال صلى الله عليه وسلم ففيم؟ رواه أحمد وأبو داوود وعن أبي بكر ابن عبد الرحمن عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قال: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يصب الماء على رأسه من الحر وهو صائم رواه أحمد وأبو داود يقول الإمام الشوكاني في قوله: أرأيت لو تمضمضت...إلخ؟ فيه إشارة إلى فقه بديع وهو أن المضمضة لا تنقض الوضوء وفي قوله: يصب الماء على رأسه الخ فيه دليل على أنه يجوز للصائم أن يكسر الحر بصب الماء على بعض بدنه أو كله وقد ذهب إلى ذلك الجمهور وقد نقل أيضا اختلاف العلماء في مسألة اذا دخل من ماء المضمضة أو الاستنشاق إلى جوفه هما أنقل لك كلام الإمام أحمد ابن حنبل وإسحاق والأوزاعي والناصر والإمام يحي وأصحاب الشافعي: إنه لا يفسد الصوم كالناسي (كتاب نيل الأوطار ج6باب الصيام)
والمضمضة والاستنشاق فمشروعان للصائم باتفاق العلماء قال شيخ الإسلام بن تيمية رحمه الله كان النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة يتمضمضون ويستنشقون مع الصوم ولم يثبت عنهم ترك ذلك لأجل الصيام بل قد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إذا توضأ أحدكم فليجعل في أنفه ثم لينثر) ولم يفرق بين صائما وغيره لكن قال "وبالغ في الاستنشاق إلا أن تكون صائما فنهاه عن المبالغة لا عن الاستنشاق في الصيام .فإن بالغ وسبق الماء إلى حلقه فنزل إلى جوفه فإن كان ناسيا أو جاهلا لم يبطل صومه" (الشيخ أحمد عطية كتاب الجامع لأحكام الصيام) وقد نقل الشيخ أحمد عطية عن الشيخ المتولي الشافعي قوله: وإذا تمضمض الصائم الصائم لزمه مج الماء ولا يلزمه تنشيف فمه بخرقة ونحوها، لأن في ذلك مشقة ولأنه لا يبقى في الفم إلا رطوبة لا تنفصل عن الوضع إذ لو انفصلت لخرجت في المج والله تعالى أعلم.
وقال الشيخ أيضا ولو طارت ذبابة فدخلت جوفه أو وصل إليه غبار الطريق أو غربلة الدقيق لم يفطر ولا يكلف إطباق فمه عند الغبار والغربلة لأن فيه حرجا.
سلوكيا:
بنفس الطريقة السابقة (قاعدة ال15 دقيقة )
يتم تأجيل الطقوس مثل تأجيل البصق تدريجيا............
ثم القرب من الماء ومنع الطقوس تدريجيا...........
ثم البدء في أعمال المنزل والمطبخ تدريجيا.........
وهكذا كما سبق
ونسألك الدعاء
ويتبع >>>>>>>>>>>>: علاج وسواس الوضوء والصلاة معرفيا وسلوكيا مشاركة
واقرأ أيضًا:
علاج الوسواس OCDSD فقهي معرفي ديني Religious CBT