لعل أحد ما يميز طريقةَ تفكير الكثيرين من مرضى الوسواس القهري إحساسهم المتضخم بالمسؤولية Inflated Sense of Responsibility، فهم يعتبرونَ أنفسهم مسؤولينَ عن نتائجِ أحداثٍ وأفعالٍ قلما يحسُّ شخصٌ بأنهُ مسؤولٌ عن نتائجها حتى أن الأمرُ يصلُّ ببعضهم إلى الخوف من فعل أي شيء خوفًا من ما قد ينتجُ عنهُ من نتائجَ بشعة سواءً للشخص نفسه أو لأفراد أسرته أو جيرانه أو المجتمع بصفةٍ عامة، إضافة إلى نزوع معظمهم إلى الشعورُ بالذنب Guilt Feeling ولعل في الأمثلة التالية ما يوضحُ المعنى المقصود:
-1- هناكَ من يقررُ عدمَ الخروج من البيت لأنهُ يخافُ ألا يغلق الباب أو ألا يغلقهُ جيدًا، فهوَ هنا إنما ينطلقُ من إحساسه بالمسؤولية عن أمن وسلامة البيت، وأحيانًا يصل الأمرُ بمثل هذا الشخص في النهاية إلى إقناع نفسه وتبرير بقائه في البيت بأن يقول لنفسه مثلاً "بقاؤك في البيت حريصًا على عدم الوقوع في الخطأ خيرٌ من تسيبك وتفريطك فيما أنت مسؤول عنه فالندم لا يجيءُ إلا بعد فوات الأوان"، فتراهُ يقررُ عدمَ الفعل لكي يجتنبَ الخطر Harm Avoidance وتعتبرُ صفةُ الرغبة في اجتناب الخطر ولو حتى كان الثمن هو الامتناع عن الفعل من صفات الكثيرينَ من الموسوسين.
-2- وهناكَ من مرضى الوسواس القهري من يتألمُ إذا مشى في الشارع لأنهُ بالتأكيد يدوسُ على كائناتٍ حيةٍ! دونَ أن يدري وتراهُ في نهايةِ الأمر يفضلُ عدم السير! وكأنهُ يحسُّ بمسؤوليته عن الكائنات الحية كلها، وهناكَ من يجدُ نفسه مضطرًا إلى أن يعودُ بسيارته من حيثُ أتى ليستطلعَ الطريق الذي قطعهُ لتوه ليتأكدَ أنهُ لم يدهس أحد المارة، وحدثَ ذلك كله من بعد أن داس الأوتوبيس الذي كان يسافرُ فيه كلبًا عبرَ الطريقَ فجأةً.
-3- وهناكَ من مرضى الوسواس القهري من إذا قرأ كلمةَ موتٍ مثلاً في كتابٍ أو جريدةٍ أحجمَ عن النظرِ في عيون الناس كي لا يتسببَ في موتهم، كما أنهُ توقفَ عن إكمال قراءة الكتاب لسببٍ بسيطٍ هوَ: "أنهُ لن يستطيعَ قراءَةَ ما تبقى من الكتاب أو الجريدة كي لا يلوثَ المستقبلَ بالموت"، وهنا نرى صفةَ التقييم المفرط للخطر أو التهديد Overestimation of Threat، وهيَ صفةٌ معرفيةٌ تعذبُ المريضَ، والحلُّ الوحيدُ أمامهُ لكي يتخلصَ من إحساسه الضخم بالمسؤولية هذا هوَ أن يعيد قراءَةَ ما سبق من الجريدة أو الكتاب لكي يجدَ حلاًّ لما حدث!، فمثلاً قد توجد كلمةُ حياة في نفس الكتاب ويستطيعُ بقراءتها أن يعادلَ تأثير قراءته لكلمة موت!!
-4- وهناكَ المثلُ الشهير للأم التي تخبئ كل السكاكين عندَ جارتها لأنها تخافُ من أن تذبح أو تؤذيَ أبناءها، وتراها متألمةً جدًّا بسبب ذلك ولا تستطيعُ مسامحةَ نفسها وتبرر تصرفها هذا لنفسها بأن "عدم منع المصيبة إنما يساوي أن تتسبب فيها وأن تكونَ مسئولا عنها بالتالي".
-5- وهناكَ من يمتنعُ عن الذهاب إلى أماكن العبادة لأنهُ سيتسببُ في غضب السماء على أهل الأرض لأنهُ تتسلطُ عليه أفكارٌ فيها تجرؤٌ على الذات الإلهية كلما دخل إلى مكان عبادته.
كلُّ هؤلاءِ إنما يجمعُ بينهم شيءٌ واحدٌ في الأساس وهوَ الإحساسُ المتضخمُ بالمسؤولية، ولما كانَ وجودُ شخصٍ آخرَ أو بمعنى أصح وجودُ من يشاركُ في تحمل المسؤولية مع الشخص الموسوس يؤدي إلى تقليل إحساسه بالقلق وتقليل تنفيذه للفعل القهري فإن ذلك يؤدي إلى محاولاتٍ من جانب المريض إلى محاولة إشراك الآخرين معهُ ليريح نفسهُ من العذاب فالأم التي تخافُ من طعن أبنائها أو ذبحهم تجدُ الكثيرَ من الراحة في وضع السكاكين عند جارتها أو وضعها في درجٍ مغلقٍ ومفتاحهُ عند جارتها وهكذا تضمنُ ألا تستخدم السكين إلا في وجود جارتها، وفي حالة من يخافُ من ترك باب البيت مفتوحًا نجدُهُ يستعينُ بأحد أعضاء الأسرة معه لكي يتحقق بنفسه من إغلاقه للباب مثلاً.
وهناكَ من يجدُ نفسهُ مضطرًا إلى عمل شيءٍ ليعادلَ به تأثيرَ الفكرةِ التسلطية المتخيل Neutralizing Act وهو بالتالي يقلل من إحساسه بالقلق فمثلاً هناك من يعودُ بسيارته لكي يستطلع الطريق الذي قطعهُ لتوه ليتأكدَ من أنهُ لم يدهس أحدًا!، وهناكَ من يحتاجُ إلى قراءَةِ كلمة حياة لكي يعادلَ تأثيرَ كلمة موت التي قرأها فيستطيعُ أن يعاودَ النظرَ إلى الناس وإلى العالم، ومن بينِ هؤلاء من يصبحُ تذكر كلمة موت عندهُ معادلاً لقراءتها ومسببا لنفس النتائج في رأيه ويحتاجُ بالتالي إلى تذكر كلمة حياة لكي يمنع تأثيرَ كلمة موت!! من الواضح إذن أن خللا ما في طريقة أو نوعية التفكير يسمى بالتفكير السحري أو الخيالي Magical Thinking يجعلُ من الفكرةِ في حد ذاتها معادلاً للحدث فمجردُ قراءَةِ كلمة يجعلُ لها تأثيرًا على الآخرين ومجرد تذكره للكلمة يفعلُ نفس الفعل.
فمثلاً لا فرقَ بين أن تذبح المرأةُ ابنها وبينَ أن تتخيل رغمًا عنها أنها تفعلُ ذلك، وهناك من تتخيلُ أن مجرد كونها تتخيل رغمًا عنها أنها تخون زوجها إنما يساوي فعل الخيانة نفسه فالتخيل الذي يقتحمُ عليها وعيها بالرغم من رفضها يساوي عندها فعل الخيانة لزوجها! فتخيلوا مدى الإحساس بالذنب أقصدُ بالمسؤولية الموجود داخلَ هذه السيدة التي تتعذبُ بوساوسها الحزينة.
المهم أن الإحساس المتضخم بالمسؤولية يُعتبرُ الخلفيةَ المشتركةَ للتفكير بين للكثيرين من مرضى الوسواس القهري، وهوَ ما يتطورُ بعد ذلك إلى الرغبة في التحكم في الأفكار والرغبة في قمعها لتجنب التفسيرات والمعاني المؤلمة التي تنتجُ عنها (وذلك رغم علم الشخص بأنها تفسيراتٌ خاطئةٌ في معظم الأحيان)، ولكنَّ المشكلةَ أن محاولةَ التحكم في الأفكار هذه للأسف إنما تؤدي إلى نتيجةٍ عكسيةٍ فهيَ تزيدُ من حدة الأفكار الاقتحامية ولا تقللها كما يأملُ الشخص، والغريبُ في هؤلاء المرضى أن المفاهيم المتعلقة بقدرة الإنسان على كبح جماح أفكاره مشوهةٌ عندهم إلى حد كبير فهم يشعرونَ بأنهم مسئولون بالتأكيد عن أفكارهم وأنهم يجبُ أن تكونَ لديهم القدرة على التحكم فيها أي أننا نعودُ مرةً أخرى إلى الإحساس المتضخم بالمسؤولية.
ويضافُ إلى ذلك أن اهتمامَ الشخص المبالغ فيه هذا بما يجولُ في خاطره بخصوص موضوع معين غالبًا ما يصاحبهُ نوعٌ من الانهماك الشعوري في الموضوع إضافةً إلى التحيز الانتباهي Attentional Bias لكل ما هوَ متعلقٌ به من أفكار أو خواطر، وهو بالتالي يقعُ فريسةً للأفكار الاجترارية المتعلقة بالموضوع والتي لا يستطيعُ منها فكاكًا، ولا ننسى أنهُ هوَ نفسه الشخص الذي لا يجدُ العذر لنفسه في أنهُ يفكرُ بهذه الطريقة، ومن المفاهيم المصاحبة لمفهوم الإحساس المتضخم بالمسؤولية أيضًا مفهوم التقييم المفرط للخطر Over-Estimation of Threat حيثُ يتداخلُ تضخيم المسؤولية مع تضخيم الإحساس بالخطر من شيءٍ قد يراهُ الكثيرون عابرًا أو لا يحمل كل هذا الكم من الخطر الذي يضفيه مريض الوسواس القهري عليه، والحقيقةُ أن طريقةَ التفكير هذه وصفةُ الإحساس المتضخم بالمسؤولية قد تم إثباتُ وجودها، بل تم قياسها بالقياسات النفسية في مرضى الوسواس القهري.
وأما ما هو متضمنٌ في الإحساس المتضخم بالمسؤولية فهوَ الإحساسُ أو الشعورُ بالذنب، ولعل لذلك علاقةٌ بالترابط الموجود بينَ اضطراب الوسواس القهري واضطراب الاكتئاب الجسيم لأن الشعورَ بالذنب أيضًا جزءٌ لا يتجزَّأُ من الاكتئاب، والشعورُ بالذنب "هو شعورٌ مقلقٌ سلبيٌ تقفُ خلفهُ عواملُ ثلاثة:
-1- حينَ تكسرُ حاجزًا أخلاقيًّا، أو تخرج على عادةٍ اجتماعية سائدةٍ، تتهمُ نفسكَ بأنكَ غيرُ مبالٍ أو لا مسؤول، وقد يدفعكُ ذلك إلى استنتاج أنك غيرُ جديرٍ بالقيم التي تخطيتها، أو إلى الاستمرار في تخطيها أو معاداتها.
-2- تفكرُ في نتائج ما فعلتَ وفي من تَضَـرَّرَ نتيجةَ ذلك، أو من عرفَ به، وكلما كانَ عددُ الأشخاص المتضررين أو المطلعين على فعلتك أكبر، كانت مساحةُ الشعور بالذنب أكبر.
-3- هناكَ علاقةٌ وثيقةٌ بين النقطتين الأولى والثانية، أما النقطة الثالثةُ فهيَ مختلفةٌ تمامًا فبينما كنت تفكر فيما فعلت، وفيما لحق الآخرين من ضرر في النقطتين الأوليين، يتركزُ تفكيركَ كله في النقطة الثالثة، على جوهرك أنت، إنك تفكرُ في نفسك وفيما لحق بك من إيذاء".
ورغم أن هذا التشريح لمعنى الشعور بالذنب هو تشريحٌ رائعٌ إلا أنهُ يتعلقُ بالشعور بالذنب المتعلق بالاكتئاب أكثرَ من تعلقه بالوسواس القهري، وأحيانًا يكونُ الشعورُ بالذنب بسبب أن البعض يحمل نفسه مسؤوليةً أكثرَ مما يجب, وإذا أردنا مناقشةَ مفهوم الشعور بالذنب في حد ذاته فإننا نستطيعُ تعريفهُ أولاً بأنهُ "شعورٌ بغيضٌ واعٍ يشملُ لومَ النفس والندم على أفكار أو مشاعر أو أفعال الشخص مع إحساس بالإثم، لأن الشخص انتهكَ مبدأً أخلاقيا ما".
إلا أن تساؤلاً يبرزُ هنا مؤداهُ هو هل الشعور بالذنب أصلاً هو خبرةٌ شعورية أم هو عمليةٌ معرفية بمعنى هل هو فكرةٌ في الأساس أم مشاعرُ في الأساس؟، ثمَّ ما هوَ منشأُ الشعور بالذنب؟
هل هوَ أساليبُ التربيةِ الأخلاقية كما يرى معظمُ علماء النفس، أم أنَّ منشأهُ متعلقٌ بتأثير الدين في الناس.
الحقيقةُ أن الإجابةَ عن مثل هذا السؤال ما تزالُ غيرَ محددةٍ في الفكر الغربي وإن كنتُ أظنُّ نتائج البحث عنها في الفكر العربي ستكونُ أقلَّ تضاربا منها في الفكر الغربي لأن الإنسانَ العربي متدينٌ بطبعه ومنذ بداية وجوده، كما أن الشعورَ بالذنب في العقيدة الإسلامية لا منشأَ لهُ إلا بعصيان الله عزَّ وجلَّ أي أنهُ حادثٌ "أي ليسَ موجودًا من الأصل ولكن بعد الوقوع في الذنب"، وباب التوبة مفتوحٌ مباشرةً أمامَ العبد دونَ الحاجة حتى إلى إفشاء سره أي أن الشعورَ بالذنب حسب العقيدة الإسلامية حادثٌ وعارضٌ أيضًا "لأنهُ ينتهي بمجرد التوبة"، والتوبة كما يقول حجة الإسلام الإمام الغزالي والذي يعتبر من رواد مؤسسي علم النفس الإسلامي (في إحياء علوم الدين) لها أركان ثلاثة: علم وحال وفعل. فالعلم هو معرفة ضرر الذنب المخالف لأمر الله، والحال هو الشعور بالذنب، والفعل هو ترك الذنب والنزوع نحو فعل الخير.
ويقول عز وجل: {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ } (الزمر:53) صدقَ اللهُ العظيم، ويقول رسول الله صلى الله عليه وسلم :"التائب حبيب الرحمن والتائب من الذنب كمن لا ذنب له" صدق صلى الله عليه وسلم،
ومن هنا نفهم مدى أهمية الالتجاء إلى هذه المفاهيم كي يعالج العصابي "المسلم" من صراعاته والمكتئب من يأسه وشعوره بالذنب، وكذلك السيكوباتي من تكرار أعماله العدوانية الشنيعة وذنوبه المتكررة.
وبينما هذا هو الموقف الإسلاميُّ فإن الشعورَ بالذنب يعتبرُ شعورًا مركزيًّا في الفكر المسيحي الغربي،لأن مفهوم الخطيئة العظيمة هوَ الذي جاءَ المسيحُ عليه السلام لتخليص البشرية منهُ ولذلك تجدُ المسيحيَّ المؤمنَ شاعرًا بالذنب دونَ مبررٍ معقولٍ في كثيرٍ من الأحيان، ولعلَّ الجانبَ النفسي للموضوعُ يبدأُ عندما يحدثُ نوعٌ من الانشقاق Dissociation ما بينَ الفعل الحقيقي الذي يعتبرهُ الفاعلُ ذنبًا وما بينَ إحساس الشخص نفسه أو فكرته عن ذلك الفعل أي عندما لا يكونُ شعورُ الشخص بالذنب بسببٍ فعلٍ ما متماشيًا مع حقيقة هذا الفعل في الواقع فقد يكونُ الفعل بسيطًا لكن الشخص يحسُّ بكمٍّ كبيرٍ من الذنب تجاهه، وقد يكونُ العكسُ في حالات اضطراب الشخصية المستهينة بالمجتمع.
وقد لا يكونُ هناكَ فعلٌ على الإطلاق يستوجبُ الشعورَ بالذنب في حالات الاكتئاب ولذلك طلبَ منذ القرن التاسع عشر في أوروبا من الفلاسفة ومن رجال الدين ومن الأطباء النفسانيين وعلماء النفس على حد سواء أن يضعوا التفاسير والمعايير العلمية لهذه الحالات التي يحدثُ فيها مثلُ هذا الانشقاق ما بين الفعل في حد ذاته وما بينَ تقييم الفاعل لهُ.
المهم أن ما يعنينا هنا هو وجود الشعور بالذنب كوجهٍ آخرَ لنفس عملة الإحساس المتضخم بالمسؤولية عند مرضى اضطراب الوسواس القهري، بل إن إحدى الدراسات الحديثة التي بحثت في بوادر أو الأعراض البادرية Prodromal symptoms لاضطراب الوسواس القهري وجدت الشعور بالذنب واحدًا من بين هذه البوادر، واستنتِجَ الباحثونَ من ذلك وجودُ علاقةٍ ما بينَ اضطراب الوسواس القهري واضطرابات المزاج أو اضطراب الاكتئاب الجسيم.
كما أن الدراسات التي تبحثُ في منشأ الشعور المتضخم بالمسؤولية في مرضى اضطراب الوسواس القهري يرجعونهُ إلى وجودُ النزوع للشعور بالذنب كسبب للشعور المتضخم بالمسؤولية وإذا أضفنا إلى ذلك معرفتنا بتقييم مريض الوسواس القهري لأفكاره وكأنها أفعال بحيثُ يصبحُ تفكيرُهُ في فعل الفعل أو تخيلهُ لفعلٍ ما مساويًا في رأيه لقيامه بذلك الفعل وهو ما تمكنُ تسميتهُ باندماج الفكرة بالفعلة Thought Action Fusion لاستطعنا أن ندركَ أن الشعورَ بالذنب يعذبُ مريض اضطراب الوسواس القهري على المستوى المعرفي ربما أكثرَ مما يعذبُ مريض اضطراب الاكتئاب الجسيم فمريضُ الوسواس القهري يضخمُ من عواقب أفكاره السيئة إلى حد بعيد كما أنهُ يرى أن عليه معادلةَ هذه الأفكار بأفكار أخرى طيبة وهكذا نعود إلى مفهوم التفكير السحري أو الخيالي داخلاً مع مفهوم اندماج الفكرة بالفعلة.
ولعل هناكَ صفاتٍ أخرى تكونُ متضخمةً في مرضى اضطراب الوسواس القهري لها علاقةٌ بصفة الإحساس المتضخم بالمسؤولية مثل عدم تحمل الشك Intolerance of Uncertainty فهم لا يتحملونَ أن تظلَّ جوانبُ من الموضوعِ خافيةً عنهم أو مجهولةً أو غامضةً إلى الحد الذي يمكنُ أن يدفعَ بعضهم إلى الإحجام التام عن الاهتمام بالموضوع، وهناك أيضًا عدم الثقة في قدرتهم على مواجهة الخطر Capacity to Cope ، ولعلَّ في ذلك ما يحملنا إلى المعنى الثاني الذي ننوي تشريحهُ في مقال قادم وهوَ الشك المرضي.
واقرأ أيضًا:
تأثير الأم الموسوسة على الأطفال/ معلومات عن الوسواس القهري في الأطفال/ علاج الوسواس القهري في الأطفال