وسواس الصدم والفرار..1
مفاتيح التحرر
1. عند بدء التعرض ومنع الطقوس توقع أن تتزايد وتقوى عندك الرغبات الملحة لأداء تلك الأفعال المهبطة للقلق عند البداية، ومن المحتمل أن تشعر بمشاعر أسوأ من السابق قبل أن تبدأ في الشعور بالتحسن.. ومع التكرار فإن الرغبة الملحة ستقل مع الوقت.. إن المثابرة والمقاومة هما المفتاحان الرئيسان.
2. من المفيد استخدام أساليب تدعيمية لإثارة المشاعر الحقيقية " للصدم" أو القيادة ودهس جسماً كبيراً.. قم باستخدام كيس مليء بالرمل أو النشارة يبلغ وزنه 25 رطلاً حتى يتشابه مع نتوءات الطريق عند المرور عليها.. ومن الممكن استعمال 4 قطع من الأخشاب لهذا الغرض.. وأيضاً يمكن استخدام قطعة من السجاد الثقيل يتم لفها لنفس الغرض.. ويمكن الاستعانة بصديق لكي يقذف بأحد هذه الأشياء في طريق السيارة حتى يمكن الإحساس بأنها تصدم جسماً.
3. كن متأكداً من تكرار تدريبات التعرض مرات ومرات يومياً.. وكلما أمكنك ذلك حتى يصل مستوى الضيق إلى أقل من (2).
4. إذا كانت الرغبة الملحة لإبطال القلق قوية للغاية خلال هذه التدريبات فقم بإنقاص مسافة القيادة أو اجعل مهمة التعرض أكثر بساطة وسهولة حتى يمكن إتمامها وعندما تتحكم في مهمة بسيطة وسهلة فقم بعد ذلك بإتمام مهمة أكثر صعوبة وهكذا.
5. احذر من الاستعمال الزائد للمرآة في السيارة وقلل من الاعتماد عليها.
6. إذا شعرت بحاجة لتقليل القلق ومعادلته بمصاحبة "شاهد" فقم بالتدريب وحيداً عندما يمكنك ذلك.
7. قم بتسجيل شريط بصوتك بلهجة تشجيعية لمدة 5 – 10 دقائق وقم بتشغيل الشريط أثناء قيادتك حتى يمكنك الاستمرار في جعل عقلك واعياً بحاجتك إلى إعادة "تسمية" أفكارك الوسواسية ومقاومة سلوكيات التفحص.
هذا هو.. فلان.. وأنا مصاب بالوسواس القهري إنني أعيش في خوف إنني قد أعاقب لخطأ ارتكبته أثناء القيادة ذلك الخطأ الذي قد يكون قد كلف أحد حياته. وقد منعني هذا الخوف من العيش بحرية، وإنني أتقبل أنني يجب أن أواجه هذه الأشياء التي تخيفني حتى أحقق رغبتي في العيش بحرية وأتعهد بإخلاص لهذا.
فبينما أنا أقود سيارتي في الشارع الآن.. فإنني مدرك لهذا التوتر الذي يجتاح جسدي وأنا أتخلص من هذا التوتر الآن فأتنفس بعمق وأقوم بإرخاء عضلاتي في يدي وذراعي وكتفي ورقبتي وقدماي.. أنا أتنفس بعمق الآن وأزفر ببطء وأنا الآن مسيطر تماماً على عجلة القيادة.
وبسبب مرض الوسواس القهري.. فإنني أدرك تماماً كل ما يدور حولي وكل ضوضاء، وأي شخص أمر بجانبه أثناء القيادة.. وهذا الإدراك زائد ويسبب التوتر وكلما قفز في خاطري خوف وسواسي فإنه يمكنني إعادة تسمية الفكرة الوسواسية وبأنها نتاج كيمياء مخي المضطربة ليس إلا.. إنه الخوف الذي يأتي من مخي المريض بالوسواس وليس من مخي المنطقي السليم، ومنطقياً فإنني أشعر أنه ليس هناك خطب ما قد حدث.
وبإدراكي أن هذه هي فكرة وسواسية فإنه يمكنني التفاعل معها بوسيلة مختلفة فيمكنني معالجة ذلك بأن مخي المصاب بالمرض الوسواسي هو الذي يقوم بإرسال أشباح وهمية إلي وبهذه الطريقة فإنني لا أمكنهم مني إطلاقاً. لو تركت هذا المرض يخدعني وتفاعلت مع رسائله لي على أنها حقيقية فإنه سيفوز عليَّ ويكبر ويكبر.. ولو استسلمت لهذا الوحش فإنني فقط سأقوم بتغذيته وإنمائه وتمكينه من السيطرة علي.
إنني سأفوز فقط عندما أقاوم بشجاعة هذه القوة الجاذبة التي تشدني إلى الفعل القهري وأدرك أن هناك ضيق كبير سينتابني عندما لا أستسلم لهذا الفعل القهري ولو أنني قمت بالانتظار فإن هذا الضيق سيتلاشى من تلقاء نفسه.. إنني أرغب في أن أخوض معركة حياتي وأن أنتصر على هذا الوحش.. إنني أكره هذا المرض كثيراً وتعهدي للشفاء كبير للغاية وقوي وإنني سأخاطر بكل شيء لأضع كل شيء في طريقه الصحيح ولن أقوم بالتفحص.. أريد أن أحصل على فرصتي وإنه فقط مرض الوسواس.. ولهذا ليس لي حاجة للتفحص لأي شيء.. إنني أملك الخيار من ألا أستسلم وإنني أحصل على القوة والشجاعة لكي أبدأ أن أكون مسئولاً عن مرض الوسواس.
دور المسئولية الزائدة
مرض الوسواس القهري "للصدم والفرار" يتميز بهذه المسئولية الزائدة كأحد مكوناته وهو كثير الشبه بالمسئولية الزائدة في أي نوع آخر من الوسواس القهري مثل الوسواس القهري –الديني– وتلك السلوكيات التفحصية التي تشمل الامتناع عن أذى الآخرين وتعريضهم للخطر.. وفي قلب تلك المسئولية الزائدة في الوسواس القهري هذا الإحساس بالغيوم القاتمة التي تعلو رأس المريض دائماً، وهو ذلك الإحساس بأنه – إذا لم يكن الشخص دائماً متحفزاً وفي كل لحظة فإن كارثة ستحل وستتحول الحياة حتماً إلى فزع دائم وإحساس بالذنب والجزاء.
وقيادة السيارة بسبب كونها نشاط يجعلك تستعمل أداة تحمل في طياتها الأذى والألم والموت هي مربع خصب للمسئولية الزائدة في هذا المرض. والتقدم في علاج وسواس الصدم والفرار وكل ما يتعلق بالمسئولية الزائدة في الوسواس القهري يحتاج إلى تقبل كل المخاطر التي يمكن أن تواجه الشخص الذي يرغب في أن يعيش حياته.. فكونه مسئول عن حياته فإن هذا يمكنه أن يخنقه من الخوف والحاجة للسيطرة الزائدة للأحداث التي نملك سيطرة قليلة عليها.. وفقط عندما ندع هذه الحاجة للسيطرة الزائدة تمضي في سبيلها فإننا بذلك نحصل على هذه السيطرة حقاً.
ترجمة عن: Hyman & Pedrick, The OCD Workbook.
واقرأ أيضاً:
علاج وسواس الوضوء والصلاة معرفيا وسلوكيا / علاج الأفكار الوسواسية / الانتكاسات المرضية لمرضى الوسواس القهري / من سمات الموسوسين فرط الشعور بالمسؤولية والذنب