الصور العقلية التسلطية (الصور الوسواسية Obsessive Images) هي أحد أشكال الأحداث العقلية التسلطية التي يعاني منها مرضى الوسواس القهري، وتعتبر من أكثر أعراض الوسواس القهري إزعاجا لصاحبها، فغالبا تكون الصورة العقلية التسلطية قد ارتبطت بشكل أو بآخر بمعنى أو مفهوم مقدس لدى صاحبها فوقع في فخ الارتباط القهري وصار لوقع وعيه بالصورة والرابط أثرا جللا في نفسه يجعله أضعف في مقاومة الوسوسة بشأن تلك الصورة التي تقتحم وعيه فارضة نفسها عليه بشكلٍ مزعجٍ أو منفرٍ أو مخيف أو على أقل الفروض بشكلٍ لا معنى له ولا داعي، فتكون النتيجة أنه يستنتج منها الأسوأ احتمالا ويربط بها الأسوأ احتمالا فمثلا إذا عانت إحداهن من صورة عقلية تسلطية لوجه ابنتها وهي تذبحها بالسكين فإن الأثر الجلل في نفسها يعادل حدوث ذلك واقعيا وليس كصورة عقلية Mental Image فقط، أي أنها تشعر وكأنها ذبحت ابنتها بالفعل أو تذبحها الآن أو ستفعل، ولنا أن نتخيل أثر ذلك عليها كأم، وهنا نقطة مهمة هي أن مرضى الوسواس القهري عادة ما يعانون من تحريف أو اختلالٍ معرفي نسميه اندماج الفكرة بالفعلة Thought Action Fusion، أي أن وجود صورة أو فكرة أو رغبة في العقل يساوي حدوث الفعل المرتبط بها في الواقع المعاش، وهم في هذا مختلفون عن معظم الناس من غير المرضى.
فمثلا رؤية أي أم لصورة عقلية لها وهي تذبح ابنتها لا يؤدي بالضرورة إلى انزلاق الأم في الوسوسة وإنما يمكن ببساطة أن تهمل الصورة لأنها مستحيلة الحدوث أو تستعيذ صاحبتها بالله وتنتهي مشكلتها، بينما تشعر مريضة الوسواس القهري شعورا مصاحبا للصورة يوازي شعورها لو أن ذلك يحدث بالفعل، وفضلا عن أن هذا الشعور المرعب يمهد لتكرار ورود الصورة على الوعي، فإنها تستنتج من ذلك -لا أنها لا يمكن أن تفعل ذلك بل- أنها ما دامت تتخيل فإنها يمكن أن تفعل ذلك، ثم تتبع خوفها الناتج عن هذا الاستنتاج المرعب بأفعال التجنب القهرية Avoidance Compulsions (أو الأفعال القهرية الاستباقية Anticipatory Compulsions) والتي -في هذا المثال- يمكن أن تكون:
- تجنب استعمال كل الأشياء المدببة أو الحادة خاصة في وجود ابنتها.
- تجنب الانفراد بابنتها.
ورغم أن الصورة العقلية التسلطية هي في أغلب الأحيان غير طويلة المكوث في الوعي -إلا إن كان صاحبها سيغمض عينيه متأملا فيها- أي أنها سريعة الزوال Fleeting كل مرة إلا أنها غالبا ما تكون سريعة التكرار في مرضى الوسواس القهري ربما لأنهم يفكرون بطريقة تساعد على ذلك من خلال اختلالاتهم المعرفية الشعورية، فمثلا كانت إحداهن تتخيل لها صورة لفظ الجلالة مكتوبا على لقمة الخبز أو صحن الإدام فترتعد فرائصها من فكرة أن تأكل اسم الله جل وعلا... وهي في صدمتها الشعورية تعجز عن تذكر معنى مثل معنى الآية الكريمة (تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالأَرْضُ وَمَن فِيهِنَّ وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلاَّ يُسَبِّحُ بِحَمْدَهِ وَلَـكِن لاَّ تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيماً غَفُوراً) (الإسراء:44)، وبينما يعتبر رعبها الشديد من ظهور الصورة في وعيها معززا لتكرارها، فإن في تفهمها لمعنى الآية الكريمة وتذكرها لذلك الفهم ما يدحض كثيرا من قوة تلك الصورة التسلطية عليها، ويجعل شفاءها من هذا النوع من الوسواس ممكنا، إلا أن ذلك التفهم غير ممكن في حالة الرعب الشديد والجزع الذي تسقط فيه المريضة.
أنواع الصور العقلية التسلطية:
يمكن لأي صورة عقلية أن تكون تسلطية إذا انطبقت عليها شروط ومعايير الحدث العقلي التسلطي، ولكن هناك صورا شائعة أو ترتبط بمفاهيم معينة هي غالبا ما يرتبط بأحد صنوف المحتوى الفكري الشائعة للوساوس البشرية وهي الكفر والجنس والعدوان:
- الكفر أو التجديف أو عدم احترام المقدسات Blasphemy في الوساوس الكفرية Blasphemous Obsessions، فهناك من يرى صورة لشخص أو حيوان أو للشيطان وهو يصلي وترتبط الصورة لديه بأنها صورة من يصلي له أي أنه إذن يعبد ذلك الشخص أو ذلك الحيوان أو الشيطان والعياذ بالله، ومن الأمثلة أيضًا أن صوت الأذان أو رؤية المسجد أو القرآن الكريم أو أي صورةٍ حقيقة في واقعه تستدعي عند المريض صورة عقلية أو معنى عقليا متضاربا بشدة مع ما يحترم في نفسه أو دينه، والصورة الأولى ليست صورةً عقلية تسلطية وإنما هي في واقع البيئة المحيطة كمثل الذي كانت صورة الشجرة الحقيقة أو المرسومة ترتبط في وعيه بصورة الراهب بحيرا الذي سجد للشيطان، وبأنه مثله سيسجد للشيطان، والرابط أو الدليل لا شيء أو تفسير سحري/خيالي بشكلٍ أو بآخر، وهناك من كان يرى نفسه يدوس صورة لفظ الجلالة المكتوب بقدميه فيصل أثر ذلك في نفسه لأن يصبح عاجزا عن المشي تقريبا.
- الفعل الجنسي Sexual Obsessions فمثلا صورة الأعضاء التناسلية لذكر أو أنثى فرادى أو معا، يمكنُ أن ترتبط بفعل كالصلاة أو الأكل أو ترتبط بأحد أفراد الأسرة، أو بأن صاحبها شاذٌ جنسيا وهو لذلك يود رؤية تلك الصورة، أو أن صاحبتها تود رؤية أعضاء الرجال وهذا دليلُ على أنها سيئة الخلق، أو رؤية المريض لنفسه يمارس الجنس مع أحد محارمه أو أحد الأشخاص الذين يجلهم ويحترمهم، والصور الجنسية قد ترتبط بأحد هؤلاء أو بفعل جنسي حرام أو مذموم في ذاته، أو ببساطة هي صورة عضو تناسلي أو غير ذلك مما هو جنسي لكنه يرتبط مثلا بفعل ديني معين أو بالمفاهيم التي يقدسها الشخص، ويبدو الرجال أكثر بين من يشتكون من الصور العقلية التسلطية ذات المحتوى الجنسي مقارنة بالنساء لكن ذلك ما يزال بحاجة إلى دراسة، لأن سكوت النساء عن الشكوى قد يكون ناتجا عن أسباب أخرى غير كونهن لا يعانين من مثل تلك الصور.
- العدوان أو الأذى Aggression or Harm Obsessions كأن يرى الشخص صورة طفل (أو عجوز) مذبوح أو ملقى في حفرة، وهو المسئول بشكل أو بآخر عن ذلك، فهو الذي فعلها أو ربما فعلها... أو يرى صورته وهو يطعن طفله أو أحدا من أهله أو أحد الأشخاص ذوي الدلالة بالنسبة له، أو وهو ينشر تلوثا ما أو سما ما على نطاق واسع، وأحيانا نجد صورة لأحد ذوي الدلالة وقد أصابه الأذى على يد مجرمين أو لصوص أو سفاحين لكن تصور المريض لذلك يجعله يستنتج أن رؤيته لتلك الصورة وتكرارها الملح لابد يعني شيئا وربما يكون سببا في حدوث الأذى فعليا للشخص المتخيل -والارتباط المعرفي هنا يستند إلى تفكير سحري-، وتبدو الأحداث العقلية التسلطية ذات المحتوى العدواني أقل في مجتمعاتنا من ذات المحتوى الديني أو الجنسي بشكل عام.
وهناك صور عقلية تسلطية أخرى وإن تكن أقل شيوعا لكنها ذات أهمية في الفهم والتشريح المعرفي لظاهرة الوسوسة، فمثلا صورة وجه الرجل الذي اشتهته أو أحبته متزوجة من غيره (صورة وجهه التي أصبحت تراها كلما رأت زوجها فيعظم في نفسها الشعور بأنها خائنة لزوجها الذي تحبه وتخلص له)، ونرى تلك السيدة إن كانت من ذوي القابلية للوسوسة تفكر هكذا: معنى أن هذه الصورة في خاطري هو أنني أريد ذلك يعني أنا خائنة، وتكرارها دليل أكيد على أنها ذات معنى بالنسبة لي فماذا يكون المعنى غير أني خائنة، وتسقط صاحبتنا تحت وطأة الشعور بالذنب وما يولده في النفس من اكتئابٍ صريعة في براثن الوسوسة فتداهمها الصورة أكثر وترتبط بأكثر وأكثر في حياتها، بينما عشرات النساء -غير ذوي القابلية للوسوسة- بل مئاتٌ منهن يرين صورة عقلية لغير الزوج أو الحبيب وببساطة يتغاضين عن ذلك أو لا يلتفتن إليه باعتباره بلا أهمية أو بلا علاقة بالواقع.
وهناك كذلك صورة حبيب أو صديق أو رفيق حربٍ أو شريك في التعرض لحادث عنفٍ أو جارٍ تعرض للموت أو لحادثٍ مهلك أو مهين أو لحدث ما أدى إلى الفراق بينه وبين المريض بشكلٍ أو بآخر، ويشترط هنا أن تستوفي الصورة معايير الحدث العقلي التسلطي وأن تكون مستمرة بعد فترة الحداد المعقولة في حالة الموت أو فترة التأقلم المعقولة في غير الموت، ومن هنا تبدأ سيناريوهات شعورية ومعرفية مختلفة، فبأي شيء يفسر الشخص ورود تلك الصورة العقلية على خاطره؟ فبينما يراها البعض محض تذكرٍ إنسانيٍّ عادي، يراها القابل للوسوسة علامة على أنه مسئولٌ بشكل أو بآخر عما حدث لصاحب الصورة، ويعيش ما يستتبعه ذلك من مشاعر وكأنها حقيقة، رغم أنه يعرف منطقيا أنه غير مسئول ولا مذنب بأي معايير معقولة، لكنه لا يستطيع الفكاك من العذاب بسبب تكرار الصورة التي أصبحت تقريبا تتكرر كل برهة من الوقت، أو يراها آخر إعلاما بأن عليه انتظار العقاب بالمثل له أو لأحد ذوي الدلالة لديه وأيضًا مع ما يستتبعه ذلك من مشاعر تُعَاش كأن المخشيَّ منه قد حدث واقعيا وليس فقط في الصورة (اندماج الفكرة والفعلة).
وهناك من الصور العقلية التسلطية التي صادفتها في مرضى وسواس قهري أيضًا صورةُ وجهٍ يراقبني أو عين تراقبني أو عينُ كاميرا تصورني باستمرار أو إذا فعلت أو أردت كذا، وهنا نقطة مهمة للتشخيص الفارقي حيث أننا لا نجدُ تفسيرا زورانيا (بارانويديًا) Paranoid beliefs من قبل المريض بالوسواس القهري لما يجد في عقله من صور متسلطة سواء كانت الوجه أو عين الكاميرا، فلا يقول مثلا أن ذلك يحدثُ بهدف إيذائي وإنما هو في معظم الأحيان متضايق من تلك الصورة العقلية التسلطية التي بلا معنى، أو على الأقل يقول أحدهم (فقط سخيف أن يصاحب ذلك وعيك يا دكتور)!، أو نجد تفسيرا وسواسيا قهريا أو من ذوي سمات الشخصية القسرية مثل: (كأن الوجه أو العين أو عين الكاميرا ترقبُ عدم انضباطي يا دكتور! وأنا أخاف أن أظهر أو أصوَّر غير مضبوط)، وأما إذا وجدنا تفسيرا زورانيا فالمراقبة تهدفُ لإخضاعه أو النيل منه بشكلٍ أو بآخر فإننا نكون أقرب للفكرة الوهامية هنا منا للفكرة التسلطية، أي أقرب إلى اضطراب الفصام من اضطراب الوسواس القهري، وكذلك نجد أن خصائص الصورة العقلية في هذه الحالة أقرب للهلاوس منها للوساوس وبين الهلاوس والوساوس فرقٌ كبير.
واختصارا نقول أن: من الصور العقلية التسلطية ما هو ديني الدلالة وهو على صور شتى منها ما يتعلق بالله عز وجل، ومنها ما يتعلق بما هو دون ذلك، ومن الصور العقلية التسلطية ما هو جنسي الدلالة، ومنها ما هو عدواني الدلالة، ومنها ما تتجاوز دلالته التصنيف فتختلط الدلالة الجنسية بالدينية أو الدينية بالعدوانية، ويبقى من أنواع الصور العقلية التسلطية أيضًا ما يتخذ من صورة حبيب أو عزيز على النفس مكونا عقليا تسلطيا، ومنها ما يمثل الآخر الذي يراقب أو الذي يتلصص أو الذي بلا معنى لكنه سخيف، ومنها غير ذلك.
هل مقاييس الوسواس القهري تسأل عن الصور العقلية التسلطية؟
بالرغم من أهمية الصور العقلية التسلطية ووزنها كعرض مزعج للمرضى إلا أن اهتمام مقاييس الوسواس القهري النفسية بها يبدو أقل مما تستحق، فهي غير ممثلة ضمن تسعةٍ وستين سؤالاً ضمتها قائمة لايتون للوسواس (Cooper, 1970) (LOI) وهي أول قائمة شاملة للوسواس القهري، وهي أيضًا غير ممثلة ضمن اثنين وثلاثين سؤالا هي أسئلة المقياس العربي للوسواس القهري (أحمد محمد عبد الخالق، 1992)، وأما في مقياس يل براون (Goodman et al., 1989) للوسواس القهري (Y-BOCS) فنجد الصور التسلطية ممثلة في 3 أسئلة:
- تحت أفكار تسلطية عدوانية: هل تسيطر علي أفكارك صور عنيفة أو مرعبة؟
- تحت أفكار جنسية تسلطية: هل تراودك أفكار أو صور أو اندفا عات جنسية محرمة أو شاذة؟
- تحت أفكار تسلطية متباينة: هل هناك صور معينة (غير عدوانية) تفرض نفسها عليك؟
وأما في مقياس "أعراض الوسواس القهري" الذي أعددته أنا والدكتورة داليا مؤمن فهناك أربع عبارات تتعلق بالصور العقلية التسلطية هي:
- كلما تذكرت الذات الإلهية اختلطت في ذهني بصور فظيعة لا أحتملها
- تراودني صور مزعجة تفرض نفسها علي بشدة
- أتخيل مشاهد غير أخلاقية تضايقني أثناء الصلاة
- تراودني صور جنسية (كالشذوذ الجنسي..) وتزعجني.
ولا أدري -نظرا لأن اهتمامي بخصوصية الصور العقلية التسلطية كموضوع مستقل للدراسة، حديث نسبيا- هل يعتبر مقياسنا "أعراض الوسواس القهري" أقدر على تغطية ذلك العرض أم لا؟ هذا سؤال لكل المستشارين، وعلى رأسهم أ.د. مصطفى السعدني ود. محمد شريف سالم، وهما الأكثر تخصصا واهتماما بالوسواس القهري.
علاقة مريض الوسواس بالصورة العقلية التسلطية
الصورة العقلية التسلطية مثلها مثل كل أنواع الوساوس يمكن أن تحدث لكل إنسان لكن هناك من تكون الصورة العقلية بالنسبة له أمرا عابرا وهناك من تدخله في مسالك الوسوسة، فتكون صوره أو صورته العقلية التسلطية أولى أو إحدى مظاهر الوسوسة، وتتراوح علاقة المريض أو المريضة بالصورة العقلية التسلطية، من المعاناة التسلطية القهرية في أشد صورها إلى مجرد ظلٍّ أو خيالٍ يتعود المريض على تركه كخلفية في الوعي... غير مؤثرة في الواقع، وبين هذه وتلك أصناف وأشكال من المعاناة البشرية.
فمثلما نجد مريضًا أو مريضة تدور حياته كلها في وسوسة وأفعالٍ قهرية بسبب صورة عقلية لا يستطيع منها فكاكا، فإننا نجد صوراً عقلية تسلطية تبقى بلا معنى لصاحبها، ونجدُ أيضًا من يعطي صوره العقلية التسلطية معانٍ مختلفة في مراحل حياته المختلفة ويبدو كأن عقد تصالحا ما معها، فتصبح الصورة بمثابة كيانٍ يخلو إليه صاحبنا أو صاحبتنا في أحلام اليقظة، ولعل وجود أمثال هؤلاء الناس الذين يعيشون أو يتعايشون مع صورٍ عقلية مزمنة دليلا على:
أولا: عالمية ظاهرة الوسوسة أي أنها تحدث لكل بني آدم،
وثانيا: أن الطريقة المعرفية التي نفكرُ بها وما يرتبط بها فينا من مشاعر وسلوكيات هي أحد العوامل المهمة في وقوعنا في براثن الوسواس القهري.
المراجع:
1- أحمد محمد عبد الخالق (1992) : المقياس العربي للوسواس القهري . مكتبة الأنجلو المصرية.
2- Cooper , J. (1970) : The Leyton Obsessional Inventory, Psychological Medicine , volume 1, Page :48-64.
3- Goodman, W. K. , Price, L. H. , Rasmussen , S. A., Mazure, C., Flieschmann, R.L., Hill, L.C. Heninger , G. R. and Charney , D. S. (1989) : The Yale-Brown Obsessive Compulsive Scale: 1. Development, Use and Reliability. Arch. Gen. Psychi.,V.46, P:1006-1011.
واقرأ أيضاً:
الوسواس القهري بينَ عالم الغيب والشهادة / منهج الفقهاء في التعامل مع الوسواس القهري / وساوس الوضوء : وسواس حفظ الوضوء / ما هو اضطـراب الوسواس القهري؟