عزيزي مريض الوسواس: عالج نفسك بنفسك1
الخطوة الثانية (Step (2) Reattribute) أعِدِ العزْو (أعد النسبة أو العزو إلى مرض الوسواس):
إن مفتاح طريقة العلاج السلوكي الموجه من خلال النفس يكمن في جملة واحدة "إنه ليس أنا ولكن مرض الوسواس القهري".
إنها تذكر بأن الأفكار الوسواسية خالية من أي معنى وأنها رسائل زائفة من الدماغ وأن العلاج السلوكي الموجه من خلال النفس يركز على هذه الحقيقة.
إنك تعمل في اتجاه فهم أعمق لقوة الأفكار الوسواسية والفعل القهري وهذا الفهم هو المفتاح لزيادة قوة إرادتك في مقاومة الدافع لأن تقوم وتغسل يديك أو لإعادة فحص الأبواب والأقفال.
الهدف هو أن تعزو قوة الأفكار الوسواسية أو الدافع القهري لأسبابها الحقيقية وأن تعي أن المشاعر وعدم الارتياح نتيجة لاضطراب كيميائي في الدماغ:
إنه........ مرض الوسواس القهري
في أعماق الدماغ يوجد تكوين بنائي يسمى النواة المذيَّلة أو المُذَنَّبة (Caudate Nucleus) العلماء في جميع أنحاء العالم درسوا هذا البناء وتوصلوا إلى أنه في الأشخاص المصابين بمرض الوسواس القهري يعمل هذا التكوين بطريقه غير سويه، وهذا التكوين يمكن أن يكون بمثابة مركز إعداد أو محطة ترشيح للرسائل الأكثر تعقيدا المكونة في الجزء الأمامي من الدماغ هذا الجزء الذي من المحتمل أن يستخدم في التفكير والتخطيط والفهم.
هذا الجزء مع قشرة النواة العدسية (Putamen (Lentiform Nucleus: والموجودة بجانبه، يعملان معا مثل ناقل الحركة الأوتوماتيكي في السيارة معا يسميان: الجسم المخطط Striatum ويستقبلان الرسائل من أكثر الأماكن تعقيدا في الدماغ هذه الأماكن التي تسيطر على حركة الجسم والأحاسيس البدنية والتفكير والتخطيط، أنهما يعملان في انسجام تام مثل الناقل الأوتوماتيكي الذي يسمح وبسهوله النقل من سلوك إلى آخر، أثناء اليوم العادي نحن نتحول وبسهوله من سلوك إلى آخر بدون أن نفكر بهذا، وهذا هو عمل كل من قشرة النواة العدسية والنواة المذنبة اللذان يجعلان هذا ممكنا.
في مرض الوسواس القهري، هذا التحول السهل وهذه التنقية للمشاعر والسلوك تقابلها صعوبات كثيرة نتيجة لوجود خلل ما في النواة المذنبة، نتيجة لهذا الخلل يكون الجزء الأمامي للدماغ أكثر نشاطا مستهلكا طاقة أكثر وهذا تماما يشبه السيارة عندما تغور وأنت تحاول أن تخرجها من هذا المأزق بإدارة السيارة وبقوة ويدور العجل ويدور بدون أن تخرج بل أنها تغرز أكثر وأكثر.
في الوسواس طاقة أكثر تستهلك في الجزء الجبهي من قشرة الدماغ Orbital cortex وهذا يجعل المريض يشعر أن هناك شيئا ما غير سليم ولا يمكن إبعاده، وأن النقل الأوتوماتيكي قد تعطل ولذلك عليه استخدام الناقل اليدوي مما يجعله يستهلك طاقة أكثر، وهذا الناقل اليدوي يتم من خلال العلاج السلوكي الموجه من خلال النفس وإنك بهذا تستطيع أن تغير الكيمياء الحيوية في الدماغ.
إن المفتاح في هذه الخطوة هو أن تعي بأن هذه الأفكار المتطفلة المزعجة نتيجة لحاله طبية- والمشكلة تكون في الكيمياء الحيوية للدماغ- وبهذه الخطوات الأربع ستستطيع أن تغير كيمياء الدماغ وهذا قد يستغرق أسابيع أو شهور من العمل الشاق.
في نفس الوقت، إن فهم الدور الذي يلعبه الدماغ في هذا المرض سوف يساعدك على تجنب أكثر الأشياء التي تربك وتضعف المعنويات لدى هؤلاء المرضى ألا وهي المحاولات المحبطة للتخلص من هذه الأفكار والأعمال القهرية، هذه المحاولات التي يقوم بها جميع هؤلاء المرضى دون استثناء حيث أنه لا يوجد شيء يجعلك تتخلص من هذه الأفكار والاندفاعات في الحال، ولكن تذكر يجب ألا تطيع هذه الأفكار والاندفاعات القهرية ولا تتعامل معها كحقائق ثابتة، لا تستمع إليهم، أنت تعرف كنه هذه الأشياء: إنها رسائل زائفة من الدماغ نتيجة لمرض أو حاله طبية تسمى: الوسواس القهري، استخدم هذه الحقائق كي لا تطيع هذه الأفكار والأفعال.
إن الشيء المؤثر الذي تستطيع القيام به هو الشيء الذي يغير دماغك على المدى الطويل هو أن تضع هذه الأفكار والأفعال جانبا وتتقدم إلى سلوك آخر، وهذا ما نعنيه بناقل الحركة: القيام بسلوك مغاير.
إذا حاولت أن تبعد هذه الأفكار والأفعال عنك فإنك تركز الضغوط فوق بعضها مما يجعل هذه الأفكار الوسواسية والأفعال القهرية أسوأ.
وباستخدام هذه الخطوة، سوف تستطيع تجنب القيام بالطقوس في محاولة يائسة للحصول على الإحساس المريح -مثلا- الإحساس بالهدوء والتوازن أو الكمال، وبمعرفة أن هذا الدافع للحصول على الإحساس المريح منشأه الاضطراب الكيميائي في الدماغ تستطيع تعلم إهمال هذه الدوافع.
تذكر:
إنه ليس أنا ولكن مرض الوسواس القهري. وبرفضك الانصياع لهذه الاندفاعات القهرية في الحقيقة ستغير من دماغك وتقلل من هذه الأحاسيس.
عندما تتعامل مع هذه الأفعال القهرية كحقيقة واقعة قد تحصل على راحة وقتية ولكن وفي وقت قصير ستزداد قوة هذه الاندفاعات
إن الخطوتين الأولى والثانية متلازمتان لفهم حقيقة ما يحدث في هذا الاضطراب ولتسميته التسمية الصحيحة: مرض الوسواس القهري.
يتبع>>>>>>: عزيزي مريض الوسواس: عالج نفسك بنفسك3
واقرأ أيضاً:
علاج وسواس الوضوء والصلاة معرفيا وسلوكيا / علاج الأفكار الوسواسية / الانتكاسات المرضية لمرضى الوسواس القهري
التعليق: تابع التعليق 1 على القسم 1 من هذا الموضوع
تقول إحدى مريضات الاكتئاب وقد ألفت كتابا عن الاستراتيجيات النافعة بالنسبة لهذا المرض (julie fast) أن من الطرق التي جربتها حين تدهمها الأفكار المثبطة (ما تفعلينه لا قيمة له، لن تنجحي مهما حاولت...) أنها كانت تقول لنفسها : إن هاته الرسائل مصدرها ذاتي المكتئبة وليس ذاتي الحقيقية ،
وهو ما كان يهون من وقع هته الرسائل ويجعلها تتجه نحو الفعل مع وجود هاته الرسائل السلبية، والتي ما عادت تشكل عائقا بعد أن فقدت من قوتها.
يحكي peter bregman تجربته في تعلم التنس، حيث قال له مدربه : سأعلمك طريقة اللعب، ولكن أهم منها أن تتعلم كيف تتعامل مع اللاعبين القدامى، إذ ما أن يكتشفوا أنك مبتدئ حتى يتوجهوا إليك بأفكارهم وآرائهم حول الطريقة المثلى للعب: افعل كذا، اضرب الكرة بهته الطريقة، لا تمسك المضرب من ذلك الموضع...ولو اتبعتهم فلن تتعلم شيئا، كل ما عليك فعله أن تستمع إليهم بأدب، تشكر لهم حرصهم ونصحهم النابع من رغبتهم في تعليمك، ثم تضرب الكرة فقط بالطريقة التي علمتك إياها!
يقول : تعلمت من هذا المدرب شيئا ذي أهمية بالغة : كيف أتعامل مع الثرثرة الذهنية التي لا تنقطع!