إن عرض الاحتفاظ بالخردة القهري من أعراض مرض الوسواس القهري الشائق والمعروف. ويعرف هذا العرض بأنه الحصول على أو اكتساب والفشل في التخلص من مقتنيات عديمة الفائدة أو ذات قيمة محددة. وهناك الكثيرين الذين لديهم عادة الاحتفاظ بالأشياء القديمة ولكن المرضى المصابون بوساوس التخزين والاحتفاظ بالخردة القهري يتميزون عن الآخرين بالكميات الضخمة التي يقومون بتخزينها والاحتفاظ بها وكذلك الارتباط العاطفي الشديد بأشياء تكون عادة عديمة القيمة.
وهم يقومون بتخزين أي شيء مثل ورق الجرائد.. الملابس القديمة.. مواد غذائية.. كتب.. أوراق.. بريد قديم.. أجهزة قديمة.. وهكذا.
والأشخاص المصابون بهذا المرض يكون لديهم القدرة على تضخيم أهمية الأشياء المخزونة وبالتالي الارتباط الشديد بها والذي يجعلهم غير قادرين على التخلص من هذه الأشياء ويقولون لأنفسهم ماذا لو احتجت لأي من هذه الأشياء مستقبلاً.. من الأفضل ألا ألقي بها...
ومع الأشياء المكدسة بلا نظام في أكوام حتى السقف والتي تترك مساحة ضيقة ملتوية للمشي خلال المنزل يكون التجول في منزل الشخص بهذا المرض تحدياً كبيراً... ونسبة المرضى المصابين بهذا العرض تتراوح بين 31،18% من مجموع مرضى الوسواس القهري وتكون بداية المرض في مقتبل العشرينات من العمر في الجنسين معاً بدون فارق. ولا يوجد سبب محدد إلا أن العلماء افترضوا أن الاحتفاظ بالخردة القهري ينتج من الكفاح المستمر للوصول إلى الكمال والسيطرة على البيئة. ويكون من الصعب أن يغير هؤلاء المرضى من سلوكياتهم وهم يميلون إلى تجاهل تأثير هذه السلوكيات عليهم أنفسهم وعلى الآخرين مفضلين أن يروا تخزين الخردة من الضرورة بحيث يشعرون أنهم يسيطرون على حياتهم.
إن المحاولات التي قد يقوم بها أفراد الأسرة للتخلص من بعض هذه المقتنيات من الممكن أن تواجه بالغضب الشديد أو التهديد بالعدوان والعنف وهذه المحاولات قد تحدث عندما تصبح الأمور في المنزل غير محتملة لباقي أفراد الأسرة أو عند ظهور بعض المشاكل الصحية التي تجعل الأمر عاجلاً ولا يمكن تأخيره.
خمسة صفات لمريض الاحتفاظ بالخردة القهري:
1. التردد وعدم الحزم:
إن أبسط قرارات الحياة اليومية مثل ماذا يلبس هذا الصباح وماذا يأكل في المساء تكون مشكلة كبيرة لهؤلاء المرضى وهذا التردد يكون نابعاً من الحرص على الكمال والخوف من ارتكاب أي خطأ.
ويمكن أن يكون الاحتفاظ بالخردة وسيلة لتفادى اتخاذ قرارات سيئة أو قرارات تأسف عليها لاحقاً لأننا إذا احتفظنا بأي شيء حتى عديم الفائدة منها فلن يكون هناك أي مجال للأسف أو الندم.
2. صعوبة التصنيف
إن هؤلاء المرضى يجدون صعوبة في تصنيف الأشياء بين ما يمكن الاحتفاظ به لنفعه وما يمكن الاستغناء عنه لدرجة أن غلاف قطعة الغلاف قطعة اللبان تكون على نفس درجة الأهمية لفاتورة الضرائب مثلاً.
3. المعتقدات حول الذاكرة
بالرغم من عدم وجود ما يدل على وجود مشاكل بالذاكرة فإن هؤلاء المرضى منشغلون بالذاكرة لدرجة الوسوسة وهل يمكن الوثوق بها والاعتماد عليها أم لا. الأمر الذي يمنعه من المساس بما يمتلكه.
إن فقدان الثقة بالذاكرة يجعل المريض لا يضع ما يمتلكه بعيداً عن نظره خوفاً من نسيانه ولهذا فإن الأشياء عديمة القيمة تكون هنا وهناك تحت نظر صاحبها مما يجعلها مكومة في غير نظام.
4. الارتباط العاطفي الشديد بما يملك
إن هؤلاء المرضى ينظرون إلى الأشياء المخزونة كجزء من أنفسهم وهم يرتبطون عاطفياً بمثل هذه الأشياء أكثر من الأشخاص العاديين وهم يجدون الراحة العاطفية الشديدة وهؤلاء المرضى يحصلون على البهجة والسرور من تلك الأشياء ولهذا تجد أن لديهم إدماناً شديداً على الشراء.
5. التحكم في الملكية:
هؤلاء المرضى لديهم حاجة متزايدة للشعور بالتحكم في ممتلكاتهم وأيضاً بالحفاظ عليها من سوء الاستخدام أو الإفساد، لذلك فإنهم يشعرون بالاستياء الشديد إذا قام أحدهم بتحريك هذه الأشياء أو مجرد لمسها.
البرنامج الموجه من خلال النفس
إن الاحتفاظ بالخردة والتخزين لدى بعض المرضى قد يكون العرض الرئيسي لمرض الوسواس القهري وقد يكون هذا العرض من الشدة لدرجة أنه يصبح عائقاً أمام الحياة بطريقة صحيحة وصحية.
ولكن الأكثر شيوعاً أن يكون الاحتفاظ بالخردة من ضمن أعراض الوسواس القهري الأخرى.
في كلتا الحالتين فإن هذا البرنامج قادر على أن يحرر المرضى من وساوس التخزين والاحتفاظ بالخردة القهري.
الخطوة الأولى:
هيئ لنفسك هدفاً واقعياً تحققه بإرادة وعزيمة.
في أغلب الأحيان يشعر هؤلاء المرضى بالقهر ولهذا يقاومون هدف تخليص منازلهم من الأشياء المخزونة.
فإذا كان لديك هذا الشعور فبدلاً من التخلص من كل ما تختزنه مرة واحدة ابدأ بخطوة صغيرة وواقعية وهي أن تصبح أقل تردداً وأن تعيش في مكان أفضل تنظيماً.
الخطوة الثانية:
قَيّم مشكلة التخزين لديك..
أجب على الأسئلة التالية لتكون أكثر فهماً لمشكلة التخزين لديك..
1. إلى أي مدى يمتلئ منزلك بأشياء مخزنة بغير نظام؟ وفي أي الغرف؟
2. إلى أي درجة سببت هذه المشكلة عدم الراحة لك ولأسرتك؟
3.كيف تصف مشكلة التخزين لديك: سيئة للغاية... سيئة إلى حد ما أو ليست سيئة لهذه الدرجة.
4. ما هي الأنواع التي تحتفظ بها.
5. ما هي الأسباب التي تجعلك تحتفظ بكل نوع.
6. هل لديك أي نوع من التنظيم لهذه الأشياء داخل منزلك.. وكيف تقرر أن تضع نوعاً بعينه في مكان ما.
7. كيف تؤثر هذه المشكلة على علاقاتك بأفراد أسرتك؟
الخطوة الثالثة:
أوقف التخزين..
أوقف التخزين لوقت محدد (مثلاً وقت تنفيذ هذا البرنامج)... علق تخزين كل الأشياء ما عدا الضروري منها للاستخدام المنزلي... هذا يجعلك ترى التقدم أسرع مما يؤدي إلى نجاح أكبر كلما استطعت السيطرة على مشكلة التخزين.
الخطوة الرابعة:
ضع خطة تنظيمية لمنزلك..
- باستخدام الجدول التالي سجل كل أجزاء المنزل من مطبخ وغرفة طعام وغرفة معيشة وخزائن الملابس والحمامات... وهكذا.
- ثم سجل بالضبط كيف يستخدم هذا الجزء الآن ثم قدر بالتقريب نسبة التخزين في هذا الجزء ثم حدد الهدف من استخدام هذا الجزء مثل استقبال الضيوف.. أو تناول الطعام أو..
- حدد هذا الهدف بالنسبة إلى كمية المخزون على أن نضع في الاعتبار أن يكون هناك متسعاً للتخزين.
أجزاء المنزل | كيف تستخدم الآن | نسبة الجزء المستخدم | هدف الاستخدام | |
الاستخدام | النسبة إلى المخزون | |||
1. حجرة المعيشة |
|
|
|
|
الخطوة الخامسة:
قرر من أين تبدأ أولاً
هذا غالباً أصعب قرار....
ابدأ من المنطقة التي قمت بتنظيفها تحصل على أكبر قدر من الرضا وهذا يمكن أن يكوون طاولة المطبخ.... الصالة... أو ركن في غرفة المعيشة....
أو من الممكن أن تعمل على نوع معين من الأشياء المخزونة والتي تجد منها أنواعاً كثيرة: الكتب.. الأوراق المختلفة... الملابس... وأعمل فقط على هذا النوع أولاً وستجد أن العمل يسير سريعاً لأنه من السهل أن ترتب وتخزن نوعاً واحداً وبكمية كبيرة مما يعطيك الكثير من الرضا.
الخطوة السادسة:
ضع بعض القواعد البسيطة لوضع أو تخزين أو التخلص من هذه المواد والتزم بها ضع ثلاثة صناديق كبيرة في المنطقة التي ستعمل بها واكتب على الصندوق الأول (للتخزين) والثاني (هبة أو للبيع) والثالث (للرمي).
وهناك قاعدة مهمة يجب أن تلزم نفسك بها و هي أن تلمس الشيء مرة واحدة فقط... بمعنى أنك إذا لمست أي شيء في المنطقة التي تقوم بتنظيفها فلا تعيدها لمكانها مرة أخرى بل ضعها في أحد الصناديق الثلاثة السابقة.
ولأن التخلص من الأشياء قد يسبب الكثير من القلق و الضيق قم بالتخلص أولا من الأشياء التي تعتقد فقط أنها تسبب القليل منه و الذي يمكن احتماله.. (استخدم الجدول الموجود في باب التعرض التخيلي)، وإذا كان هذا الشيء يسبب الكثير من الضيق ضعه في صندوق التخزين.
والقاعدة التالية مفيدة في حالة التعامل مع صندوق (الهبة أو الرمي)
- إذا لم يكن ليك استخدام معين لشيء محدد في الوقت الحالي أو الستة أشهر المقبلة... تخلص منه فوراً.. احتفظ فقط بالأشياء التي لها استخدام حقيقي بمنزلك... ربما ستشعر أنك مكتوف اليدين أمام الخوف من ارتكاب خطأ ما كرمي شيء تحتاجه أو ستحتاجه مستقبلاً...
اسأل نفسك ما أسوأ شيء يمكن أن يحدث إذا ما ارتكبت خطأً ما؟
هناك فرصة بعد فترة الضيق الأولى أن تنسى أنك قمت بالتخلص من هذا الشيء....
يجب أن تفرق بين شعورك أنك ستحتاج هذا الشيء مستقبلاً وبين الاحتياج الفعلي له لغرض محدد خلال الستة أشهر القادمة إذا وضعت قرارك بناءاً على شعورك بأنك ستحتاجه في يوم ما (هذا اليوم الذي لن يأتي أبداً).. فهذا سوف يزيد من مشكلة التخزين... فمن الأفضل أن تضع قرارك بناءاً على الحقائق فقط وقل لنفسك في حالة الشك: ارمِيهِ بعيداً...
تذكر أن هدفك هو خلق مكان يمكن العيش فيه واستخدامه وليس متحفاً لعرض التذكارات.
إذا كان هناك شيء أنت مرتبط به لدرجة كبيرة ويشغل حيزاً كبيراً ولا تجد له مثل ذا المكان بعه أو امنحه لشخص آخر... إن منحه لشخص آخر سوف يعطيك الشعور بالرضا بأن هناك من يستمتع به مثلك.
الخطوة السابعة:
أعط لنفسك فرصة لالتقاط الأنفاس
إنه مشوار طويل فلا تحاول أن تقطعه بخطوة واحدة ولكن بخطوات متتالية ومتتابعة..
أولاً: حدد مكان العمل... اضبط المنبه بين 15، 30 دقيقة وابدأ العمل.. وبعد انتهاء المدة قم بعمل شيء مريح يجعلك تسترخي فترة مساوية لفترة العمل ثم ارجع لعملك مرة أخرى في نفس المكان وهكذا... حتى يتم تنظيف المكان من الأشياء المخزنة ويمكن أن تحدد وقت العمل حسب قدرك على الاحتمال اعمل يوميا... ولكن كل بضعة أيام أعط لنفسك راحة يوماً.
الخطوة الثامنة:
بعد تنظيف مكان ما قرر استخدامه الاستخدام الأمثل
هل المكان سوف يستخدم للعمل أو الاسترخاء أو النوم أو التسلية أو كمخزن.
قم بتهيئة هذا المكان للغرض الذي سوف يستخدم من أجله .ضع لنفسك قاعدة وهي أنه لا يمكن القيام بتخزين أشياء في الأماكن التي قمت بتنظيفها ألزم نفسك بها.
مفاتيح التحرر
1. جميع القرارات وخطط التنظيم يجب أن تتخذ من قبل المريض فقط وعلى أفراد الأسرة أن يتركوا المريض يقوم بذلك بنفسه ويتعلم كيف يفعل ذلك.
إن اتخاذ القرارات بالنيابة عن المريض.. لن يفيد.
2. لا يتدخل أفراد الأسرة في الأمر إلا إذا طلب منهم المريض ذلك.
3. عند القيام بعملية التخلص من الأكوام المكدسة... ركز في منطقة صغيرة ولا تنتقل إلى منطقة أخرى إلا بعد الانتهاء من الأولى إن ذلك سوف يجعلك ترى النتائج الإيجابية لمجهودك.
4. يمكن أن تستمع إلى تسجيل للقرآن أثناء العمل الأمر الذي يجعل الأمور تجرى بسرعة.
5. إن أعراض وسواس التخزين الشديدة قد تكون مصاحبة لاضطرابات أخرى عصبية ونفسية... فإذا لم تتقدم في البرنامج بالسرعة المطلوبة فيجب أن تعرض نفسك على طبيب الأمراض النفسية والعصبية لتقييم الحالة وعندها تستطيع أن تحصل على العون المناسب للتخلص من سلوكيات التخزين والاحتفاظ بالخردة.
واقرأ أيضًا:
التخزين والبخل/الشح من منظور إسلامي / التخزين المرضي وسواس أم فصام؟ م / الكمالية والتخزين القهري: هل هو إدمان؟
نقلاً عن موقع د. محمد شريف سالم
النص ترجمة عن: Hyman & Pedrick, The OCD Workbook.