* أرسلت موسوسة (32 سنة، طبيبة، مصر) تقول:
منهج الفقهاء في التعامل مع الوسواس القهري مشاركة6
الأستاذة الكريمة رفيف الصباغ
بداية أود أن أرسل لك كل التحية والدعاء بثواب الدارين على هذا الجهد المتميز النادر المنهجي المحترف لإبراز التأصيل الشرعي للتعامل مع الوسواس القهري الديني، وحقيقة أستاذتنا فإن غياب المعرفة بواقع الموسوسين وحال الوسواس عن الكثير من مفتينا كان سببا في معاناة طويلة لي مع المرض، فالموسوس ذو الوساوس الدينية يكون لديه حرص "مبالغ فيه" على فعل الصحيح دينيا (بما يعرفه) لذا كنت لا أتحرك إلا بعد السؤال عن الحكم، لكنني وللأسف وصلت في النهاية أنن توقفت تماما عن السؤال وصرت أخاف من سماع الأحكام حتى لا أجاب بما يشدد علي حياتي أكثر وأكثر، فمثلا كنت حينما أسأل ماذا أفعل إن وجدت أثرا للطعام في فمي في نهار رمضان فكانت الإجابة: أخرجيه طالما "كنت قادرة على إخراجه" وهذه إجابة لا تصلح للموسوس فالوسواس يجعل الفعل غير المنطقي ممكنا والمشقة اجتهادا، فكنت دائما ما أشعر أنني "يمكنني" إخراج آثار الطعام تلك وهكذا، فورود الإجابة من الفقيه تصبح قرارا نهائيا لا رجعة فيه بالنسبة للموسوس بل وقدد تعضض وسوسته وتزيد حدتها؛
وبالفعل اضطررت لفترة طويلة أن أكون "مفتية نفسي" مع الكثير والكثير من الشعور بالذنب والتهاون واتباع الهوى فكنت أقول لنفسي أنت تريدين أن تتهاوني وتبررين لنفسك، لكن يقينا عندي بعلم الله بحالي كان يخفف "قليلا" من شعور الذنب هذا، وكنت أناجيه تعالى بقولي: "اللهم انك تعلم أننا مقبلين غير مدبرين عنك" وصرت أبحث بنفسي في كتب الفقه (وهو ما لا حق لي فيه لعدم اختصاصي) إلا أنه كان سبيلي الوحيد، أقول صرت أبحث بين الكتب عما يخفف عني معاناتي،، فقد كنت أشعر أن هذا الذي أفعله من وسوسة لا يمكن أن يكون مراد الله منا لكنني لم أكن أستطيع الحسم فلم يجبني أحد من أهل الاختصاص، والحديث عن الهوى واتباع شهوات النفس يملأ الدنيا من حولي، ورغم مغالبتي لفكرة أنني أتبعع الرخص إلا أنني كنت لا أجد لي حلا آخر فوجدت مثلا في الفقه جواز جمع الصلاة للمرضع التي تضطر لتطهير ثوبها لكل صلاة دفعا للمشقة، فقلت أنني يمكنني الأخذ بهذا الحكم فهل من مشقة كمشقتي، (بالطبع كان ذلك أسلوبا خاطئا في دفع الوسواس حيث جعلني أتجنب التعرض للصلاة من غير أن أدري لفترات أطول لكنه كان اجتهاد من لم يجد له سبيلا آخر ومن ليس له حق الاجتهاد)؛
وبالمقابل وحينما لجأت للطب النفسي كنت أعلم أنني أتعامل مع طبيب، لا أعرف مدى التزامه الديني ولا علم له بالفقه ولذا: "لا أستطيع أن آخذ منه حكما" وكانت إجاباته المقتضبة من قبيل: "تجاهلي كل هذا" غير ذات معنى فبفهمي أن الأمر دين لا يفتي فيه غير المختص، ودعيني أقول لك أنه (ورغم أنني لا أنصح موسوسا أو حتى شخصا عاديا غير مختص من التجوال بين كتب الفقه بلا معلم) لكنني أقول أنه إذا كان فقه المستنكح شديد الوضوح كمنهج رباني للتعامل معع الوسواس فإن جولتي الغير مختصة في كتب الفقه أشعرتني بمدى عظمة ومنهجية وعلمية ذلك التراث الذي أنشأه المسلمون الأوائل، ويبرز فيه عمق الفهم للواقع والاحتكاك بحياة الناس واحتياجهم والنظر إلى المآلات، وما أسميه المنهجج العلمي عالي التخصص بمقابل ما نراه اليوم (ولا أعني التعميم) من فوضى في الفتوى بقصد أو بجهل أو بسطحية لا تلتقي مع تراث فقهي ضخم كتراثنا، فجزى الله الأستاذة رفيف الصباغ والدكتور وائل أبو هندي وكل القائمين على الموقع خيراا على هذا الجهد الجاد، وأسأل الله أن تكوني من أصحاب السبق في التأصيل لمنهج المسلمين في علاج الوسواس في العصر الحديث وربما نعمد في مرحلة لاحقة إلى ترجمة هذا التأصيل كنموذج "علمي" ومرجع هام يتلوه دراسة إحصائيةة لمدى نجاح هذا المنهج لنقدم للعالم جهدا لفقهاء أخلصوا لله ولأمتهم، وأنا على أتم الاستعداد للتعاون في هذا الأمر.
تحياتي
2/11/2009
السلام عليكم؛
الأخت الكريمة، والطبيبة الفاضلة، شكراً على إطرائك وكلامك الطيب، وأسأل الله تعالى أن يتقبل مني ومن الدكتور وائل، هذا العمل المتواضع... وحقيقة فأنا إلى الآن أشعر بالدهشة عند تأملي في تسخير الله تعالى لي لأنجز هذا العمل، وأسأل نفسي: ما الذي دفعني إليه؟ وكيف تعرفت على هذا الموقع، وعلى أناس يهمهم هذا الأمر؟ وكيف؟ وكيف؟ فلا أجد جواباً إلا أنه الله الذي لا تخفى عليه خافية، هو الذي يعلم ما يسعى إليه الدكتور وائل في مصر، وهو الذي يعلم المجال الذي أهواه في البحث –وأنا في سورية- فأجرى أقداره وعرفني على مجانين وسخرني للموسوسين!!
ولكم يسرني أن أسمع أن هناك من استفاد من هذا الجهد، وكم أتمنى فعلاً أن تجرى دراسة على من يعالج به، وأنا على يقين أن النتائج ستكون طيبة بإذن الله تعالى... وقد جربت هذا العلاج شخصياً على ثلاث حالات وكانت النتائج غير متوقعة بالنسبة لي، فقد فوجئت بأن جلسة واحدة كانت كافية لتغيير فكر الموسوسة التي تسألني، ولإعطائها الدافع القوي لإهمال الفكرة الوسواسية أو عدم القيام بالفعل القهري! وذلك الفضل من الله...
ومن جهة أخرى فإن سماع هذا الكلام يدخل عليّ الحزن أيضاً!!! فكلما سمعته تردد في نفسي: ((يا ليت قومي يعلمون))!! إن هذه المقالات التي أثارت إعجاب كثيرين، ما هي إلا أحكام بسيطة جداً تجدينها منثورة في كتب الفقهاء، وكل الذي فعلته أني جمعتها وعرضتها بشكل مبسط! وإننا أثناء دراستنا للشريعة وأحكامها، يصادفنا من الأحكام ما يبهر في شتى مجالات الحياة... ولكن قومي لا يعلمون! ويظنون أن الدين جاء لعرض أحكام الاستنجاء والاستبراء وحسب!!
ووا أسفاه على الباحثين الشرعيين الذين يجهدون لعرض ما وجدوه وصنفوه، -بل واجتهدوا فيه بما يناسب العصر- على أصحاب الاختصاص، ولكنهم نادراً ما يجدون من يسمعهم!! ولا أخفيك أنه لولا تقدير الدكتور وائل لهذا العمل وتشجيعه، فليس من حولي من كان يلقي له بالاً!! ولكنهم لما رأوا نتائجه على مجانين، بدؤوا يتواصون: من أراد علاج الوسواس فليذهب إلى رفيف!! وما زال بعضهم يتشكك في أن أكون قد كتبت شيئاً ذا قيمة، وإلى الله المشتكى!
عندما أقرأ وأعيش روعة الأحكام التي تتعلق بالتربية أو علم النفس في الفقه الإسلامي، (والتي يأتي الاعتناء بها في البحث الشرعي في مرتبة متأخرة عن مسائل الاقتصاد والسياسة والأحوال الشخصية...) عندما أرى تلك الأحكام، أدعو الله من قلبي أن يقدرني على أن أُري الناس عظمة دينه بالعين التي أراه بها! أن أجعلهم يوقنون أن الإسلام إنما جاء لبناء الإنسان السويّ، وليس فقط لإيجاد رجل بلحية، أو امرأة بنقاب... وما قيمة الإنسان إن لم يكن سوي النفس، سليم الفكر،، حر الاختيار؟ وقد منّ الله عليك وأراك شيئاً من هذه العظمة في الرحلة التي قمتِ بها بين كتب الفقه المظلومة!
وإن أردت المشاركة في هذا المضمار، فالطريق فسيح ويتسع لكل جادّ، بل وينتظره بفارغ الصبر...
فإننا إن لم نعمل معاً، فلن نفعل شيئاً.... ولأننا إن كان هم كل واحد منا في عمله، إظهار النفس وحيازة السبق، وسحق الآخرين، فلن نفوز إلا بسحق الأمم الأخرى لنا... فهل علمت بعضاً من أسرار الإخلاص الذي هو أهم وأول ما يربي الإسلام عليه النفوس؟؟
* ويضيف د. وائل أبو هندي الزميلة الفاضلة "موسوسة" أهلا وسهلا بك على مجانين وشكرا على ثقتك وعلى دعواتك الطيبة التي نسأل الله لك خيرا منها ولنا منه سبحانه القبول،.... لا أستطيع حقيقة أن أدعي لنفسي فضلا في التفاتي واهتمامي بالوسواس القهري ذي المحتوى الديني وبالفقه الإسلامي بالضرورة، فحقيقة الأمر أن من يهتم بالوسواس القهري في أي من بلاد المسلمين، ولديه فكرة عن كيفية الوضوء والصلاة وما يبطل أيا منهما، ثم هو يستمع بصدق لشكوى مرضاه من الموسوسين لابد سيهتم بهذا،.... فرغم أن كل السادة الزملاء من الأطباء النفسانيين يعرفون أن معظم وساوس المسلمين هي وساوس دينية (60%- 70%) إلا أن أحدا منهم لم يهتم كثيرا بالأمر، ربما لأن أحدا لم يعلمهم أن القراءة في كتب الفقه مهمة للطبيب النفساني هذه واحدة، وأما الثانية فهي أن المرضى أنفسهم لا يتكلمون مع الطبيب النفساني في تفاصيل وساوسهم الدينية، والثالثة هي أن الذين نأخذ العلم عنهم للأسف لا يهتمون ولا يبحثون بل ليس لديهم اهتمام ولا منهج للتعامل مع الوساوس ذات المحتوى الديني، وأما الرابعة فهي أن الأطباء عندنا في الدول العربية لا يتعلمون شيئا عن دينهم إلا في السعودية، وبالتالي فأنا أجد العذر لكل الأطباء العرب فيما عدا إخواني الأطباء النفسانيين السعوديين (باستثناء أخي أ.د. طارق الحبيب الذي كانت دراسته عن المفاهيم الخاطئة عن الطب النفسي من أهم ما استفزني للبحث في الموضوع)... ولكن كان المفترض أن تفرز الدراسة الدينية في السعودية أكثر من هذا.
ولابد أيضًا أن أقرَّ بأن السبق كان لأخي أ.د. مصطفى السعدني فقد كانت دراسته عن تاريخ اضطراب الوسواس القهري هي أول ما لفت نظري للبحث في هذا الاتجاه وكذلك فإن جزءًا كبيرا من الفضل يرجع للمرضى الذين أعطاهم عنوان كتابي الأول عن الوسواس والذي حمل اسم "الوسواس القهري بين الدين والطب النفسي" إذنا بأن يتكلموا معي في شأن محتوى الوساوس والقهورات الدينية التي يعانون، وفي بداية الأمر كنت أضع كتاب فقه السنة إلى جواري لأكون مستعدا للردد على الأسئلة... ثم تبين لي أن جزءًا كبيرا من المرضى بالوساوس الدينية يلجأ للشيوخ والفقهاء أو حتى الأهل من الناس العاديين -وليس الأطباء النفسانيين- ليسألهم عن خبراته الوسواسية... وكثيرون يشفون بعد ذلك على الأقل لفترة منن حياتهم قبل الوصول للطبيب النفساني ومنهم من يعيش عمره ولا يذهب لطبيب نفساني، وهذا الأمر كثير الحدوث في حالة الوساوس الدينية بشكل خاص.... وهنا وجدت أن لدي استنتاجا مفاده أن للفقهاء فضلا لا أستطيع إنكاره (كعادة الأطباء النفسانيين للأسف!) في مداواة كثيرين من الموسوسين مستعينين بنص حديث للنبي صلى الله عليه وسلم أو بفتوى لأي من الفقهاء..... واستنتجت غنى ثقافتنا بمفاهيم وأساليب للتعامل مع الوساوس خاصة الدينية منها، وبدأت أسعى للمعرفة قدر استطاعتي... وفي المرحلة الثانية بدأت أسأل من أعرف من الفقهاء في بعض استنتاجاتي وقياساتي التي أحاول فيها الدمج بين معلوماتي العلمية وفقه المسلمين الأوائل... ثم رحت أسأل فضيلة أ.د. علي جمعة عن ضرورة وجود فقه خاص بالموسوسين وأذكر أن رده كان أن فضيلته يكتفي بنصح الموسوسين بألا يتبعوا الفقه الشافعي في أمور الطهارة ونحوها.... وعرفت أيضًا أن قياسي صحيح في عديد من الأمور وأن فقهاء سبقوني إليه دون أن تكون عندهم المعلوماتت عن التشريح والأعصاب مثلي وتعجبت بيني وبين نفسي لفقه هؤلاء المجتهدين رحمة الله عليهم جميعا....
* ويضيف د. وائل أبو هندي الزميلة الفاضلة "موسوسة" أهلا وسهلا بك على مجانين وشكرا على ثقتك وعلى دعواتك الطيبة التي نسأل الله لك خيرا منها ولنا منه سبحانه القبول،.... لا أستطيع حقيقة أن أدعي لنفسي فضلا في التفاتي واهتمامي بالوسواس القهري ذي المحتوى الديني وبالفقه الإسلامي بالضرورة، فحقيقة الأمر أن من يهتم بالوسواس القهري في أي من بلاد المسلمين، ولديه فكرة عن كيفية الوضوء والصلاة وما يبطل أيا منهما، ثم هو يستمع بصدق لشكوى مرضاه من الموسوسين لابد سيهتم بهذا،.... فرغم أن كل السادة الزملاء من الأطباء النفسانيين يعرفون أن معظم وساوس المسلمين هي وساوس دينية (60%- 70%) إلا أن أحدا منهم لم يهتم كثيرا بالأمر، ربما لأن أحدا لم يعلمهم أن القراءة في كتب الفقه مهمة للطبيب النفساني هذه واحدة، وأما الثانية فهي أن المرضى أنفسهم لا يتكلمون مع الطبيب النفساني في تفاصيل وساوسهم الدينية، والثالثة هي أن الذين نأخذ العلم عنهم للأسف لا يهتمون ولا يبحثون بل ليس لديهم اهتمام ولا منهج للتعامل مع الوساوس ذات المحتوى الديني، وأما الرابعة فهي أن الأطباء عندنا في الدول العربية لا يتعلمون شيئا عن دينهم إلا في السعودية، وبالتالي فأنا أجد العذر لكل الأطباء العرب فيما عدا إخواني الأطباء النفسانيين السعوديين (باستثناء أخي أ.د. طارق الحبيب الذي كانت دراسته عن المفاهيم الخاطئة عن الطب النفسي من أهم ما استفزني للبحث في الموضوع)... ولكن كان المفترض أن تفرز الدراسة الدينية في السعودية أكثر من هذا.
ولابد أيضًا أن أقرَّ بأن السبق كان لأخي أ.د. مصطفى السعدني فقد كانت دراسته عن تاريخ اضطراب الوسواس القهري هي أول ما لفت نظري للبحث في هذا الاتجاه وكذلك فإن جزءًا كبيرا من الفضل يرجع للمرضى الذين أعطاهم عنوان كتابي الأول عن الوسواس والذي حمل اسم "الوسواس القهري بين الدين والطب النفسي" إذنا بأن يتكلموا معي في شأن محتوى الوساوس والقهورات الدينية التي يعانون، وفي بداية الأمر كنت أضع كتاب فقه السنة إلى جواري لأكون مستعدا للردد على الأسئلة... ثم تبين لي أن جزءًا كبيرا من المرضى بالوساوس الدينية يلجأ للشيوخ والفقهاء أو حتى الأهل من الناس العاديين -وليس الأطباء النفسانيين- ليسألهم عن خبراته الوسواسية... وكثيرون يشفون بعد ذلك على الأقل لفترة منن حياتهم قبل الوصول للطبيب النفساني ومنهم من يعيش عمره ولا يذهب لطبيب نفساني، وهذا الأمر كثير الحدوث في حالة الوساوس الدينية بشكل خاص.... وهنا وجدت أن لدي استنتاجا مفاده أن للفقهاء فضلا لا أستطيع إنكاره (كعادة الأطباء النفسانيين للأسف!) في مداواة كثيرين من الموسوسين مستعينين بنص حديث للنبي صلى الله عليه وسلم أو بفتوى لأي من الفقهاء..... واستنتجت غنى ثقافتنا بمفاهيم وأساليب للتعامل مع الوساوس خاصة الدينية منها، وبدأت أسعى للمعرفة قدر استطاعتي... وفي المرحلة الثانية بدأت أسأل من أعرف من الفقهاء في بعض استنتاجاتي وقياساتي التي أحاول فيها الدمج بين معلوماتي العلمية وفقه المسلمين الأوائل... ثم رحت أسأل فضيلة أ.د. علي جمعة عن ضرورة وجود فقه خاص بالموسوسين وأذكر أن رده كان أن فضيلته يكتفي بنصح الموسوسين بألا يتبعوا الفقه الشافعي في أمور الطهارة ونحوها.... وعرفت أيضًا أن قياسي صحيح في عديد من الأمور وأن فقهاء سبقوني إليه دون أن تكون عندهم المعلوماتت عن التشريح والأعصاب مثلي وتعجبت بيني وبين نفسي لفقه هؤلاء المجتهدين رحمة الله عليهم جميعا....
وبقيت كذلك حتى كان في النصف الثاني من سنة 1429 من الهجرة عندما شاء رب العزة أن ييسر لي من هو أكفأ مني للبحث في الجانب الشرعي والفقهي للوسواس القهري فأرسلت رفيف الصباغ تقول أنها باحثة شرعية كانت تنوي البحث في التناول الفقهي للوسواس القهري لنيل درجة الدكتوراه ولكنها بعد إعداد قدر كبير من المادة المطلوبة للبحث تقرر تغيير موضوع بحثها وأنها تتبرع بعلمها هذا لمجانين وحين قرأت ما أرسلته لي شعرت بمزيج من الدهشة والفخر والشكر الكبير لصاحب الفضل سبحانه أن هيأ لي وللموسوسين على مجانين مثل هذا الغوث الفقهي..... وأما أن يكون لي فضل في الاهتمام بما أرسلته لي رفيف فلا أظن ذلك فكيف نقول للعطشان أن لك فضلا في اكتشاف ما وضع في فيك من ماء؟ إنما عجز الآخرون عن الاهتمام به لأنهم لا يدركون عطش المرضى ولا يفقهون معاناتهم عن قرب... أكتفي بهذا وأكرر الشكر لك ولرفيف التي منحنا الله الفضل على يديها ولكل من حاورت من الموسوسين في عملي وعلى مجانين.