همسة عتاب لمن؟!!!
لا أدري!!! ربما للعالم العربي!!! ربما للحكام من يدري؟!!! ولكنها باسم الطفولة موجهة ومنها إلى كل كائن اسمه إنسان إن كان هنا مازال في بلادنا يُولد من يحمل صفات إنسان وليس حاملاً لصفات مجهولة لا هي لإنسان ولا هي لحيوان، ولا هي لجماد!!!! يا إلهي ما كل هذا الجحود والجمود، نحن أطفال العرب لأجدادنا مجد ودأب ولكن لا ندري أين ذهب؟!!! مَن المسئول عن تشريدنا، ومَن أجرى دموعنا؟
مَن جعلنا كُهولاً نتجاوز السبعين ونحن في سن سبع سنين؟!! هل ذنبنا أننا عرب ومسلمون أهذا ذنب أصلا؟!!!
يا عالم البشر تأملوا إسلامنا فهو دين السلام وتحيتنا السلام ورسولنا رسول المحبة والسلام وسنقدم همستنا ليس بألسنتنا ولكن بأحشائنا التي تنزف ألماً ببراءة الطفولة وسط ضمور المشاعر الإنسانية، وهذه نبضات الحواس فهذا طفل من حقه اللعب بطائرته الورقية: ما إن لمسها بيده إلا وتقاعست وقال لن أرفع طائرة ورقية بل سأرفع علم الوحدة العربية موازيا لعلم الدولة الفلسطينية وإلا سأُصاب بالشلل التام وهذا ما يريده الاحتلال شلل كلي لكل عربي!!!
فلا يا عقلي أنا طفل ولكنني سأحلم بالعَلم بدلا من الطائرة الورقية؟!!!
وبعد قليل نظرت عين الطفل إلى جهاز التليفزيون فرأت صور التعذيب لأبيه الذي قد خرج للعمل ليعود له بقوت يومه ليجد أحشاء أبيه تبارك يده التي حدثته منذ قليل وأبت أن ترفع الطائرة الورقية فلقد جعله العدو مجرد أشلاء على الأرض وتصرخ هذه الأشلاء!!!
وطنك يا طفلي لقد استشهد والدك وأنا أحشاؤه أخاطبك من العالم الآخر فمن الجهاد ليس مفر لا تحزن يا بُني فأنا بجوار الصديقين والأنبياء ولكنك يا ولدي وسط الوحوش أعداء الإنسانية فقالت له عيناه كفى يا طفلي الجريح لم أعد أحتمل فيقول لها الطفل دعيني أين أرى أبي بعد الآن إن مكانه على شاشات التلفاز دعيني أودعه يا عيني الوداع الأخير لكي يذهب إلى الأنبياء كما تقول لي أحشاؤه وخيالاتي لأعيش في سني هذا وأنا كهلا، وبلا أهل، أي دين هذا يا عيني؟!!!
فرحمته عينه فأغمضت جفنيها وبكت الأب الضائع والطفل الجريح، وكلما حولت النظر رأت مئات الصور والمآسي حولها فقررت فقد البصر احتجاجا على قلب الحجر !!!!
وبعثت بهمسة عتابها لمن يتشدقون بالإنسانية وحقوق الإنسان وتقول لهم يا أعداء الإسلام لقد مر رسولنا الكريم على جنازة يهودي وكرمه وسأله الصحابة لماذا ؟!!!
إنه يهودي يا رسول الله فقال عليه الصلاة والسلام أليست نفسا؟!!!
هل تمتلكون هذه العظمة أو هذه السماحة التي تدعو إلى الفخر؟
أنتم فقط دعاة للدمار ونحن دعاة السلام على سنة نبينا الكريم وبأمره؟
وهكذا كانت همسة عتاب العين للعالم أجمع لكل حاكم عربي لكل راعٍ غير مسئول عن رعيته لأنها تبكي بالدم حال الأمة العربية؟!!!
ويبقى الطفل وحيداً مشرداً لا يأكل ولا يسكن له بال فلا أهل ولا سكن لقد هدم العدوان حتى المنزل الذي كانت طفولته قد ترعرعت فيه وكان به التلفاز والمنفذ الوحيد الذي يمكنه من خلاله رؤية صورة أبيه الشهيد.
فهذه همسات عتاب مكتوبة بالدم لكل قلب ينبض بالحياة ويعرف وهماً اسمه حقوق الإنسان فهي تستحق أكثر من كونها همسات عتاب ولكنها همسات لأنها برقة الأبرياء. فليتخيل كل منا هذا التخيل المرير ِأن له طفلا في مثل هذه الظروف فكيف يكون إحساسه وكيف يتجاوز الصدمة نعم فإنه شهيد حي ينتظر ضوء الشمس والنصر. ولنتحدث جميعا بالنيابة عن كل طفل اُستشهد أبوه أو أهله جميعا ولنهتف بالإسلام نحن دين سلام وأمرنا بذلك قرآننا ونبينا الكريم ولن نقاتل إلا بالقصاص والعدل، بلادنا فيها كل الأديان سواء فالأديان لله وحده ولكن حق الحياة لكل نفس على وجه الأرض بأمر الله وهذا مبدأ ديننا بسلام كل من على وجه الأرض ولقد خلق الله آدم منذ البداية لعمارة الأرض وليس لتخريبها.
يا عالم التكنولوجيا والصواريخ العابرة للقارات إسلامنا هو كما قال الرحمن في كتابه العزيز دين لخير أمة أُخرجت للناس، ارحمونا يا عرب ووجهوا معنا النداء والعتاب لأنفسنا قبل العالم؟!!! فقد قال الله تعالى في كتابه العزيز:-
( إن يثقفوكم يكونوا لكم أعداء ويبسطوا إليكم أيديهم وألسنتهم بالسوء وودوا لو تكفرون) صدق الله العظيم. سورة الممتحنة الآية (2)
( قل أطيعوا اللهَ وأطيعوا الرسولَ فإن تولوا فإن عليه ما حُمل وعليكم ما حُملتم وإن تُطيعوهُ تهتدوا وما على الرسولِ إلا البلاغُ المبين ) صدق الله العظيم سورة النور الآيات من (53): (54 )
وهي توضح أن الطاعة لله وليست للطاغين، نعم أُمرنا بطاعة الله فقط وليس الاحتلال أو الظلم. ونناشد حكام العرب بأن ينقذوا أنفسهم وأوطانهم ولا يكونوا مثل الذين قال الله عنهم في قرآنه العزيز (خَتم اللهُ على ُقلوبهم وعلى سَمعهم و على أبصارهم غِشاوةٌ ولهم عذابٌ عظيم ومِن الناسِ من يقولوا آمنا باللهِ واليومِ الآخرِ وما هم بمؤمنين يُخادعون اللهَ والذين آمنوا وما يَخدعون إلا أنفُسهم وما يشعرون في قلوبهم مرضٌ فزادهم الله مرضا ولهم عذابٌ أليمٌ بما كانوا يكذبون) صدق الله العظيم سورة البقرة الآيات من (6 ): (10).
نعم فكلكم راعٍ وكلكم مسئولٌ عن رعيته فيا أمتنا العربية لم يعد يُجدي الحل الذي يرضي جميع الأطراف ونحن نرى التعذيب في فلسطين وبغداد فماذا تنتظرون؟!!
أمعجزة السماء فلا والله فنحن مسلمون وسنكون متوكلين ولسنا أبداً متواكلين فهيا بنا نعقلها ثم نتوكل، من أجل العروبة والإنسانية.