ويا ليتها ما عُقدت قمة عرب بدون "ال"!!!
فلم ننته بعد من البحث عن "نا" ففاجأتنا رحلة البحث عن "ال" يا إلهي!!!!
عندما أغلق على نفسي وأكبتها لكي لا تثور فإنني أنفجر ولا أستطيع وصف هذا الانفجار وكأنني أستعصي على الكتابة برغم أنها وسيلة للانفجار الفكري، تزاحمني الأفكار أريد أن أكتب شيئا يبعث الأمل في نفسي،ولكن هيهات ما تلاحقني رائحة الدم وتطاردني ويطاردني صوت قبة الصخرة الصامت المستغيث في نفس الوقت وهي تقول الغيث..........الغيث يا عرب،
أُحبط لأنني أتذكر أن ليس هناك أصلا عرب حقيقيون!!! يستحقون إضافة "ال" التعريف؟!!!
ويزلزلني صوت استغاثة الشهداء وآلامهم وقت نيل الشهادة ثم صوت أم الشهيد التي تنادي في السراب (وا عروبتاه - وا إسلاماه) فلا أمتلك إلا أن أبعث بروحي وخيالي إلى هناك، إلى بغداد وفلسطين ودير البلح وجنين فتعود إليَّ أنفاسي ثائرة مستغيثة طالبة التنفس الصناعي لأنها مشبعة برائحة الدم والبارود، نعم طلقات القتل تصيب أطفالي في وطني العربي وكأنها في جسدي، وعندما أُمسك بقلمي أجده يئن ويتألم وينزف دماً مما يحدث في سجن أبو غريب من تعذيب وامتهان للجميع والنازية الأمريكية واضحة فاضحة هناك وفي كذب التصريحات والادعاءات، وما يحدث في فلسطين.
إنني أصبح لدي إصابة بالقرف والاشمئزاز من الصحافة فكلما طالعتنا بأخبار كانت مرفقة بصور التعذيب التي يشيب لها الصبي، وكذلك وسائل الإعلام التي تشبه في اختصارها للأحداث الكتب الخارجية للطلبة بل الخلاصة في آخر الكتاب وليس الكتاب كاملا بالإضافة إلى ضآلة المصداقية، حتى في منازلنا وداخل غرف نومنا نشاهد القتلة على الشاشات لدرجة أننا من كثرة مشاهدة الأمريكان على شاشات التليفزيون كرهنا المشاهدة لكل وسائل الإعلام وأبينا إلا أن نُعبر عن ثورة الذات التي تحرق صدورنا حزنا على ما آلت إليه الأمة العربية وفي العنوان المذكور أعلاه كما يقول محمد منير ( أقرُّ أنا المذكور أعلاه ساكن في العنوان إياه ) كتبتها أنا يا ليتها ما عقدت قمة عرب لأن العرب نكرة فعلا ولم أعرفها بأل لهذا السبب ومن يرى عكس هذا.
فليثبت لنا ما هي أبرز قرارات القمة العربية وأشدها تأثيرا في الاحتلال الأمريكي أو الإسرائيلي؟؟!!
أليست النكرة أشد وأكرم؟؟!!
أليس إلغاء القمة الأولى في تونس كان أشرف للعروبة النكرة على الأقل كانت ستعيش في الخيال بدلاً من الاهتمام بالكرسي والسجادة الحمراء للحكام فكلٌ يسعى كيف يكون دبلوماسياً مع أمريكا ربما لمنحة القمح ؟؟؟!!
وربما لمجرد العيش في سلام أملا في ألا يذوق يوما مثل الذي ذاقه صدام حسين وكما يقول المثل الشعبي ( أنا ومن بعدي الطوفان ) وأيضا ( عض قلبي ولا تعض رغيفي ) وأهم من كل هذا الكرسي والسجادة الحمراء ولكنني أسميها السجادة الحمقاء؟؟!!
وهنا للأسف الشديد، اسمحوا لي بهذا الرأي الحر المجنون (وهو أن هناك اكتشافا عظيما أعظم من اكتشاف أحمد زويل في اكتشافه الفيمتو ثانية وهو أن العرب أول من اقترحوا واكتشفوا هذا الإنجاز العظيم و هو "الصفر" وأصروا بكل شجاعة ألا يكون في مكان آخر غير اليسار) بلا فخر فهذه هي عظمتنا نجتمع ونجتمع ونتخطى السجادة الحمراء لنخرج بالشجب والمهاترات الحمقاء والانشقاق ومزيد من الفرقة ( ارحمونا يا حكام ارحمونا لكي لا تكونوا نكرة ونقول بحق حكام العرب فتعرفون ب(ال) الآدمية للكينونة العربية ) فلقد قُدمت الكثير والكثير من الهدايا للقمة منها صور الشهداء والأطفال والأيتام والأمهات ولكن هيهات ثم هيهات لا يبقى سوى الكرسي والسجادة الحمراء.( الحمقاء ).
فمتى نكون العرب فأرجو ألا يطول البحث عن "ال" كثيرا لكي نعرف بـ "ال" ولا نظل دائما عربا بدون "ال" ( أي نكرة).
نسير بين الصفرين صفر الشجب وصفر الاستنكار وإن أُتخذ قرار فنلوذ منه بالفرار لأننا أبينا إلا أن نكون أصفارا في قممنا ولم نصل حتى إلى مرتبة سرب طير أو قطيع من الأغنام فالسرب يسير منتظما فلا يضر ولا يُضر!!! وقطيع الأغنام يسير خلف الراعي في وضع المعجزة الإلهية فلا يقتحمه أحد أما نحن العرب فيكفينا الشجب ولكن حُرمت علينا الوحدة احتفاظا بالسجادة الحمراء.
وأعتقد أن الأديب الكبير نجيب محفوظ لو كان يعلم أن العرب سيصلون إلى بين الصفرين ما ألف أبداً جوهرته الثمينة ( بين القصرين ) وعرف أن العرب قد قدموا إهانة لاسم القصة لأنها على وزن الصفرين اللذين يسير بينهما العرب متعانقين بين الكرسي والسجادة الحمراء.
وأنا أعتذر له بالنيابة عن كل العرب المخلصين الخارجين الثائرين على دائرة الصفرين لأنه فخر للأدب العالمي. وفعلا نعتذر لبين القصرين.
وختاما يقول الشاعر أحمد مطر:
يا قدس يا سيدتي معذرة
فليس لي يدان
وليس لي أسلحة وليس لي ميدان
كل الذي أملكه لسان
والنطق يا سيدتي أسعاره باهظة
والموت بالمجان!
سيدتي أحرجتني
فالعمر سعر كلمة واحدة وليس لي عمران
أقول نصف كلمة ولعنة الله على وسوسة الشيطان
جاءت إليك لجنة تبيض لجنتين تفقسان بعد جولتين عن ثمان
وبالرفاء والبنين
تكثر اللجان ويسحق الصبر على أعصابه
ويرتدي قميصه عثمان
سيدتي.......
حي على اللجان!!!!
ومن عندي:
ورحم الله حقوق الإنسان التي ماتت قبل الأوان وكونوا على يقين من أنه: لا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم.