ثم أي عرب ننعى عرب (48) أم (67) أم عرب (2004) لا أرى هناك فرق فعام (48) مثل (67) بل هو نفسه (2004)، وفي جميع الحالات هم عرب بلا كلمة واحدة وبلا منهج ولا احترام لجامعة عربية. ويبدو أنهم يشعرون بالألفة مع الغرب ويتمنون وضع النقطة فوق العين اقتراضا من الغرب ضمانا للاستقرار وهدوء البال.
أولا ما هو الإنجاز العظيم المنقذ للموقف العربي: هل من مجيب؟!!
أهو قرارات القمة الصائبة التي كانت في ظاهرها خافتة معدومة الأنفاس لا تؤيد ولا تعارض؟
يا إلهي لماذا كل هذا التفكك وما تفسير هذا العشق والولع بالشجب والاستنكار ربما يكون الجان أظن هذا فلما لا؟!! أليس هذا ظلما للذئب إذا شبهناه في براءته من دم بن يعقوب ببراءة العرب من دم العراق وفلسطين ومن دم أنفسهم إن وجد؟؟؟؟ ترى هل براءتهم فعلا كبراءة الذئب من دم بن يعقوب!!! لا والله.
هذا الكلام أيقنته تماما بعد أحلام غريبة ومشروعة في نفس الوقت ووسط مهاترات العرب والتغلب للصالح الشخصي على الصالح العام. صدقوني غلبني النوم في اليقظة ورأيت أحلام اليقظة فلتكونوا معي في أحلامي وأرشدوني إن كنت ظالمة.
الحلم الأول:
كان براحة بال المواطن العادي ورأيته بعيني ساكن في ركن هادئ البال قوي البنيان قادر على مقاومة الطغيان فإذا به بطل حلمي يقول لي كيف ترينني هكذا مكرما؟!!
أنا ضحية الرعاة العرب الذين لم يكرموا الرعية في البلدان العربية وسلموا أمورنا لأشرارنا ولم يسلموها لخيارنا وأصبحنا مضحكة بعد أن كنا أهلا للحضارة فلم نجد رغيف الخبز شرفا وكرما للقمم العربية والتكامل الوهمي فأم القمح هي أمريكا وبرغم ذلك لا يوجد خبز.
أقول لها اتركي العراق أو أعطني قطعة خبز أرأيتم جميعا كيف أنني ضحية للراعي غير المسئول عن رعيته في كل بلد عربية فإذا تم الجلاء عن بغداد سيتم الجلاء عن القمح أيضا بمنطق الراعي ويكفيه ألا يقول شيئا يدينه لكي ينال شرف الدولة الصديقة ولكن ويحه فستدور الدوائر ويأتي دور لكل غادر!! ويقول الفقير لي في حلم اليقظة أنا ميت وأنتم ميتون فكلنا عرب فكيف وبأي شيء تحلمون؟!!!
ولا تنسوا قراءة الفاتحة على أرواح شهداء الرعية فشهداء بغداد وفلسطين شهداء للغرب أما نحن فعرب شهداء عرب ورغيف خبز؟!!
الحلم الثاني:
الأخوة العربية والإسلامية: فقد مضت بي ملكة خيالي وأنا يقظة وكأنني في عالم عربي واحد تتحرك كل الأفواه بنعم حين تريد وتقول لا بأعلى صوتها (لا) حين رفضها مجتمعة وكأنه لسان العرب الواحد. ورأيت الأمل وبريق عينيه وهو يثور (يوم كذا بتاريخ كذا) قمة إنقاذ العرب وجدول أعمالها كالتالي:
أولا: التكامل بين الدول العربية في المواد الغذائية والرئيسية والمواد الخام (وأهم من كل هذا القمح) فلا للقمح الأمريكي ونعم للتوسع الرأسي في غلة الفدان العربي ليكمل بعضه بعضا وأقول في حلمي يا لها من قمة عظيمة فالأمن الحقيقي هو الأمن الغذائي الذي يحقق حرية الشعوب بيد الشعوب نفسها وهذا شيء رائع.
ثانيا: أن تثبت القمة أن الإنسان العربي مكرم في بلده أولا لكي يكرمه الغرب وتثبت للعالم كله أن الإنسان العربي له ثمن وقادر على المقاطعة واتخاذ القرار.
ثالثا: بما أننا دول عربية نتكلم بلسان واحد ومتكاملون فنحن نعلن أنه لابد من إثبات حق كل عربي في أرضه بما فيها القدس المحتلة وبغداد وغيرها من الأراضي العربية.
رابعا: مبروك للعرب أنهم يقولون لا للاحتلال سنفديك بالدم يا بغداد ونأخذ بثأر شهدائك.
ونشعل بمجدك يا شيخ ياسين يا شهيدي القعيد شموع الحرية لننير بها أحياء القدس بل الأمة العربية جميعها نعم فنحن أمة موحدة أصبح لنا ثمن ولم نعد متخلفين أو متفرقين فهنيئا لك يا شيخ ياسين. هنيئا لك يا فلسطين وظللت في حلم يقظتي أردد هنيئا لكم يا عرب بعرس الجلاء وطرد الاحتلال حتى أفزعني صوت يشبه في وصفه النفخة في الصور يوم الحساب.
يا له من صوت مرعب مخيف وشعرت بزلزلة الأرض وثورتها فقمت من روعتي أصرخ وأسأل ما هذا ولماذا بعد نجاح القمة؟!!! وأيضا طرد الاحتلال وكلما كررتها زاد الصوت المرعب أتدرون ما هو؟
إنه إنذار بصوت الشهداء يهتفون من عالمهم الآخر نحن الأحياء ولكنكم ميتون فقد غدر بنا الاحتلال وغدرت بكم أنفسكم وحكامكم إذن فأنتم ميتون ولكننا من ينطبق عليهم قول الله تعالي (وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاء عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ) (آل عمران:169) صدق الله العظيم، ولكن كل ما في وسعي من قول بعد هذه الأحلام وثورة أرواح الشهداء هو أن نهب جميعا لقراءة الفاتحة ترحما وتنعيما للشهداء. وأنعى بكل أسى وأسف وحزن العرب بعد أن أفقت من أحلام يقظتي وأنا الآن أقول: إلى رحمة الله يا عرب حتى يريد الله لكم أن تبعثوا فهو الوحيد القادر على بعث ما في القبور وقبوركم من صخور وهو قادر على بعثكم من جديد وسبحان الله القادر على كل شيء. يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي.
اقرأ أيضا:
الحلم تحت القصف/ آه لقلبي والقمر إذا دنا وقت السهر / همسات العين...وقلب الحجر/ الكرسي والسجادة الحمراء / العقل والروح / قصة طفل فلسطيني